السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخليجيون في طليعة مستهلكي العطور والبخور

الخليجيون في طليعة مستهلكي العطور والبخور
23 سبتمبر 2009 00:28
قطرات ندية، ونفحات وعبق عطر وبخور ودهون، نفحات تعطر وتنتشر في كل زوايا البيوت الخليجية، والإماراتية خاصة منها، في هذه الأيام الكريمة، وفي كل أيام السنة، يتسابق الناس على تعطير أنفسهم والأمكنة والملابس والفرش، فلا تكاد تمر قرب منزل حتى تنبعث روائح البخور والعود المعطر، ولا تكاد تجالس أحداً منهم حتى ينتشر عبق رائحته، ويملأ المكان عطراً، يتركه وراءه وهو يغادر، رائحة قد تطول ساعات، هي عادات التعطير والتدخين في الخليج على العموم، وفي الإمارات على الخصوص على مدار السنة وفي كل أيامها، لكن يرتفع الإقبال بشكل كبير خلال الأيام الدينية المباركة، فالموروث الشعبي والروحي يربط المناسبات الروحية الدينية بالطيب والتطيب. تقول شيماء محمد ربة بيت عن البخور ودهن العود وتدخين الملابس والبيت والفرش: منذ أن وعينا على الدنيا ونحن نلاحظ ما يسير عليه أهلنا من عادات وتقاليد، ومن بينها التعطير بدهن العود المركز، وتبخير الملابس بالعود، ونصرف في هذا الخصوص أموالا كثيرة ونتنافس في ذلك، وحتى الأجيال التي تأتي اليوم بعدنا، سوف لن تستغني عن عادات تدخين البيوت، وإن تراجعت شيئا ما عادة تدخين الملابس واستبدال بعض العطور العربية بغيرها الفرنسية، ولكن تبقى الغالبية العظمى غير قادرة على الاستغناء عن دهن العود الذي يعمل على تركيز هذه العطور الغربية، ونحن وإلى غاية اليوم لا نستغني عن البخور حيث نعمل على تعطير ملابسنا وملابس أزواجنا، وخاصة في المناسبات العائلية وفي الأعياد بحيث نختار أجود أنواع العود ونحرقه على الفحم ليتصاعد ذلك الدخان الجميل تاركا رائحة طيبة في الملابس. الدخون عنوان وجاهة تصرف أغلب العائلات الإماراتية مبالغ هائلة من أجل تدخين بيوتها، وفي هذا الإطار تقول نورة النعيمي: بالنسبة لي في البيت لا استطيع الاستغناء عن تعطير بيتي يومياً وتبخيره كما أعمل على تدخين ملابسي وزوجي، ويزيد ذلك خلال المناسبات والأعراس، وكذلك في المناسبات الدينية، وعيد الفطر يعتبر من أجمل المناسبات، بحيث نصرف أموالا لا بأس بها لاقتناء أجود الأنواع التي تليق بهذه الأيام، وتتضاعف مقتنياتنا منه لأننا نقدمه لزوارنا وللعائلة والضيوف، ويعتبر عنوان فخامة، وكذلك عنوان حب وخير وكرم ضيافة. وفي الجهة الثانية يقول عبدالله ناصر مدير محلات عبد الصمد القرشي للعطور: من المتعارف عليه أن الخليجيين بشكل عام يتعاطون مع البخور ودهن العود والعطور المركزة بشكل كبير جدا، لا يكاد ينافسهم عليه أي قطر من الأقطار العربية الأخرى، ولا يستثني من ذلك كل أيام السنة، حيث يعرف الإقبال على هذه المواد إقبال كل الأيام والشهور، لكن لا ننكر أنه مع حلول الشهر الكريم يزداد الطلب ويرتفع تصاعديا إلى الأيام الأخيرة منه، هذه الأيام تعرف اندفاعا قويا نحو البخور ودهن العود وجميع أنواع الطيب وخاصة الجيدة منها، ولا تختلف النساء عن الرجال في الإقبال عليه، بل يتساوون في ذلك، وفي الإمارات فإن إقبالا متزايدا خلال الأيام التي تسبق العيد يعرف تصاعدا وتسابقا نحو شراء العطور والبخور، ومعروف أن الإماراتيين يقبلون عادة على العود وخلطاته والدهن المركز، أي روح العود، ودهن العود يبقى في المقام الأول حيث يعرف إقبالا كبيرا، بالإضافة إلى العود أو البخور أو ما يعرف عند الإماراتيين بالدخون، وهو في الأصل يعرف بالبخور لكونه يحرق على الفحم ليعطي رائحة عطرة، هذا بالنسبة للمواطنين الإماراتيين الذين يعدون زبائننا من الدرجة الأولى، ويبقى العرب من مختلف الجنسيات في المرتبة الثانية، فهم بحكم الاختلاط أصبحوا يعطرون بيوتهم، ويقومون بتبخيرها، تماماً كما يفعل الإماراتيون، ويعمل بعضهم على شراء أنواع من دهن العود المركز، وتعتبر هذه العادة متوارثة عن الأجداد، وهي تعبر عن كرم الضيافة وحسن الاستقبال، كما تعتبر من مظاهر الأناقة والوجاهة والفخامة، بحيث يمر بعض الناس من جانبك فيتركون رائحة طيب جميلة ومميزة. أجود الأنواع هندي ويفيد عبدالله ناصر أن أصل العود سببه الفطريات ويقول عن ذلك: نأتي بالعود من دول شرق آسيا، والهند في المرتبة الأولى ثم كمبوديا، وبورما، ولاوس، وسنغافورة وماليزيا، وأفضل الأنواع هو النوع الهندي والكمبودي، وليست لنا خلطات سرية، ولكن يبقى السر في التميز واللمسة الخاصة وطريقة العمل، مثلا طريقة صنع دهن العود تبقى بصمة خاصة بكل محل من المحال، تتمثل في نوعية العود أولا، ثم طريقة استخراجه وتقطيره، وسحر الخلطات التي نعتمد عليها، هذا التميز جعل 70 % من الإماراتيين يستعملون دهن العود حيث يقبلون عليه بشكل كبير جداً، على مدار السنة. هيئات عامة لا يقتصر استعمال البخور وكل المعطرات على البيوت الإماراتية في العيد فحسب، بل يتجاوز ذلك للمؤسسات والشركات والهيئات العمومية والمساجد، وغيرها.. وعن ذلك يقول عبدالله ناصر: طوال فترة رمضان وخلال أيام العيد فإن الإقبال على العود والبخور ودهن العور ومعطرات الملابس والفرش يتزايد بشكل كبير، ولا يقتصر ذلك على الأشخاص فقط، بل يتجاوزهم إلى المؤسسات والهيئات والمساجد وغيرها. في هذه السنة تم اقتناء كل معطرات المساجد في أبوظبي (بدع زايد) والعين من محالنا، وهذا يعتبر فخراً بالنسبة لنا، كما أن بعض المؤسسات العمومية والخاصة لا تستغني عن البخور المكون من العود المعطر في مؤسساتها. والإقبال لا يحدده في الغالب عدد الأشخاص الذين يزورون المحال، وإنما هو يرتبط بالفاتورة، حيث يدخل في بعض الأحيان المحل مجموعة كبيرة من الناس، لكنهم لا يشترون إلا كميات بسيطة، في حين هناك من يدخل المحل ويدفع ما يدفعه عشرة أشخاص مرة واحدة، وذلك حسب الأشخاص وحسب القدرة الشرائية، حيث تصل فاتورة زبون واحد أحياناً إلى الـ60 أو الـ70 ألف درهم في ساعة واحدة، وذلك يحدده نوع العود الذي تم اقتناؤه وجودته، فمثلا هناك من أصبح خبيرا بأجود أنواع العود فلا يرضى غيرها بديلا، مثلا العود الهندي القديم ونوعيته تكاد تكون منقرضة تبقى قيمته مرتفعة جدا، وهو عود طبيعي ولا يتدخل فيه الصناع أبدا، رائحته قوية وجميلة، وكلما تقادم كلما ازدادت قيمته العطرية، يصل ثمنه إلى 160 ألف درهم للكيلو الواحد. دافع عن نفسه فتحدث عطراً يشرح عبدالله ناصر أن العود هو في الأصل خشب، يصاب بفطر، مما يؤدي إلى إفراز بعض الروائح من الشجرة للدفاع عن نفسها، ولتحارب هذا الفطر، مما يعطي نكهة العود، و»كلما تقادم ومرت عليه السنوات يصير أفضل، ويأتي العود الهندي القديم في المرتبة الأولى، ثم دهن العود، بالإضافة إلى ذلك فإننا نصنع بعض العطور الأخرى التي تدخل في صناعتها أنواع كثيرة من الزهور ولنا خلطاتنا الخاصة ولمستنا المميزة، ونحاول التميز في صناعة هذه العطور العربية بعدم وضع أية كحول، بل نشدد على أن تكون طبيعية 100 %، وتدخل في صناعة هذه العطور العربية، المسك الزعفران العنبر، وجميع أنواع الزهور بمختلف مسمياتها، إذ نصنع ما يقارب من 350 عطرا زيتيا، ومصادرنا من الزهور من مختلف أنحاء العالم، ومن جميع البلدان المشهورة بإنتاج أجود أنواع الزهور والورود، ومنها جنوب إفريقيا على سبيل المثال، ودول شرق آسيا، وكل بلد يمتاز بنوع معين من الزهور، ومن أشهر هذه الأنواع الورد الطائفي ثم يليه الإستانبولي، ثم الإسباني والاسترالي وغيرها من العطور التي نستوردها من مختلف دول العالم. يختم محدثنا قائلاً: «نخصص بعض العطور لبعض المناسبات، فمثلاً وبحكم عملنا في دول الخليج التي تقتني العطور بشكل ملفت فإننا نعكف على صناعة بعض العطور الخاصة ببعض المناسبات الوطنية، بحيث طرحنا عطرا تحت اسم «عيد الاتحاد» في الإمارات، بالإضافة لذلك فإننا نحاول طرح الجديد، ولا يهمنا الكم بقدر ما يهمنا طرح نوع من الأنواع بطريقة مدروسة حتى تستمر سنوات، وبالفعل فهناك مختبرات متخصصة في ذلك».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©