الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«العلة» ليست في «معلول»

9 يناير 2015 23:11
آمنت الآن أننا نصبح أقوى بعد كل كبوة، وليس بالضرورة أن تحضر هذه القوة في الميدان، وإنما على الأقل، قد تكون الكبوات مفيدة للتقليل من آثار الصدمات المتكررة في نفوس الجماهير الكويتية، وعاملاً مساعداً لهم على تجاوزها، فبالأمس القريب خرج الأزرق من «خليجي 22» بالضربة الخماسية القاضية أمام المنتخب العُماني، فكانت تلك الهزيمة المشينة التي يصعب علينا نسيانها ومسحها من ذاكرتنا الكروية بمنزلة إنذار مبكر لما ستؤول إليه نتائج مباريات الأزرق في النهائيات الآسيوية، في حال استمرار الحال على ما هو عليه كما كنا نتوقع، ومصلاً مضاداً لكل الصدمات التي قد تنتج عن وقوع منتخبنا في المجموعة الحديدية، إلى جانب المنتخب الأسترالي المستضيف و«الشمشون» الكوري الجنوبي، إضافة إلى منتخب عُمان الذي يمر بمرحلة استقرار فني تعطيه أفضلية نوعية على حساب الأزرق، الذي يعاصر إحدى أسوأ مراحل تاريخه على الصعد كافة، وخلاصة ما تقدم، هي حتمية قبول الشارع الرياضي الكويتي بكون الأزرق الحلقة الأضعف في مجموعته، قياساً إلى الظروف الراهنة. أرى أن الخسارة برباعية أمام المنتخب الأسترالي أعطتنا قراءة صحيحة للمؤشر الفني لمنتخبنا. وإن كانت الخسارة لا تخلو من المرارة، إلا أنها خير من أي نتيجة إيجابية «مخدَّرة» تطمس البصيرة وتعطينا نشوة مؤقتة كاذبة ستزول سريعاً بطبيعة الحال، لنعود بعدها إلى تقليب صفحات أوجاعنا، فالقائمون على منتخبنا يأبون التعلم من أخطائهم.يذهب البعض إلى تحميل المدير الفني الجديد للأزرق الكابتن نبيل معلول مسؤولية الخسارة أمام أستراليا، بناءً على الأخطاء الفنية التي وقع بها لاعبوه خلال سير المباراة، ولعوامل أخرى مؤثرة مثل تشكيل الفريق وطريقة اللعب، إلا أنني أعتقد أننا لو تحلينا بالحد الأدنى من درجات الإنصاف، وأخذنا بعين الاعتبار كافة الظروف الصعبة وإرهاصات المرحلة التي تسلم بها معلول المسؤولية الفنية للأزرق، سنكتشف حتماً بأن «الشق أكبر من الرقعة»، وأن «العلة ليست في معلول»، وإنما هي في صورتها الأشمل، تراكمات الفشل الإداري التي يصعب على أي شخص مهما بلغت قدراته أن يتجاوزها، ويتغلب عليها خلال فترة قصيرة، مثل تلك التي منحت لمعلول، والتي لم تخلُ أيضاً من المنغصات المعتادة، حيث كان برنامج إعداد المنتخب لكأس آسيا متواضعاً جداً. نعي جيداً حجم إمكانيات وقدرات منتخبنا بوضعه الحالي، ونعرف مسبقاً أن ثوب المنافسة على كأس آسيا هو أكبر من ثوبنا الأزرق المليء بالثقوب، ولذلك، فإننا لا نطلب من الأزرق في مشاركته الآسيوية أكثر من إعادة ثقة الجماهير الكويتية بمنتخبها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©