الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بيكيلي .. «قاطرة المسافات الطويلة» بلا منافس

بيكيلي .. «قاطرة المسافات الطويلة» بلا منافس
22 سبتمبر 2009 02:09
«هناك اشياء كثيرة تجعل من بيكيلي بطل استثنائياً ومن عظماء تاريخ ألعاب القوى. لم أعهد من قبل شخصاً فرض سيطرة مطلقة بهذا الحجم وهذه الهيمنة الطاغية على المسافات من الـ3 آلاف متر إلى الـ10 آلاف متر مرورا بسباقات الضاحية. لم يركن فقط إلى موهوبته بل دعمها بتدريب قاس ونظام اعداد صارم وتقنية عالية، ما جعله قادراً على الفوز في مختلف الظروف. ومجرد وجوده يجعل الامور معقدة بالنسبة إلى الآخرين». انها شهادة «حية» من «أهل البيت»، بلسان العداء الأميركي الكيني الأصل برنار لاجات تختصر حال الاثيوبي كينينيسا بيكيلي «قاطرة المسافات الطويلة» في الأعوام الأخيرة و»سيدها المطلق». وهذا ما اثبته في بطولة العالم في برلين وفي الدوري الذهبي «جولدن ليج»، فقد انهى موسم 2009 في مدينة سالونيك اليونانية حيث اجرى نهائي الجائزة الكبرى، فائزا في سباق الـ3 آلاف متر وحافظ على سجله خاليا من الهزائم في المسافة منذ عام 2006 وعلى مدى 9 سباقات، عندما احتل المركز الأول متقدما على لاغات نفسه. ويقضي بكيلي حاليا إجازة مستحقة يستمتع فيها بالراحة والهدوء، قبل أن يباشر التحضير للموسم المقبل الخالي من الاستحقاقات الكبيرة، ما يجعله مناسبا لتعزيز أرقامه القياسية العالمية. يلفت لاجات الذي فقد لقبه العالمي في الـ5 آلاف متر أمام بيكيلي في برلين، إلى أنه تجاوز البطل الإثيوبي في الامتار الـ50 الاخيرة قبل خط الوصول، لكن الاخير عاد وتقدمه «واستحق الميدالية الذهبية»، معرباً عن سعادته للمنافسة بجانبه، وقال: «يجعلني أقدم الأفضل وأبذل قصارى وبالتالي لا أخجل البتة من الخسارة أمام بطل من طينته». ولما سئل بكيلي عن عدد القابه العالمية اثر فوزه بسباق الـ5 آلاف متر في برلين، بدا مرتبكا ولم يستطع اعطاء اجابة دقيقة، واكتفى بالقول: «صراحة لم أحصها، استطيع التأكيد أنني أسعى دائما إلى تعويض التدريب القاسي بفوز وهذا ما يريحني أكثر من أي شيء آخر». ودع بيكيلي برلين بعدما اضاف إلى جعبته لقبي الـ5 آلاف والـ10 آلاف متر فاصبح رصيده 5 القاب عالمية، وارتقى إلى مرتبة الأميركيين كارل لويس (100متر والوثب الطويل) ومايكل جونسون (200 متر و400 متر) والالماني لارس ريدل (رمي القرص)، ولا يتقدم هؤلاء في الترتيب الا أسطورة القفز بالزانة الاوكراني سيرجي بوبكا (6 القاب عالمية). لكن سطوة بيكيلي وتميزه في برلين ظلت «خجولة» مقارنة ببريق «العداء الاستعراضي» الجامايكي اوساين بولت. ما دفع بكينينيسا إلى التخلي عن حيائه احيانا وتقليد «الصاعقة الجامايكية» في بعض تصرفاته على المضمار، ولفت نظر وسائل الاعلام إلى أن هناك «بطلا مميزاً يدعى بيكيلي، ومن مصلحة العاب القوى أن تضم الساحة ابطالا آخرين». بيكيلي (27 سنة) الخجول بطبعه، ربما لعدم اجادته اللغة الانجليزية، شرس جداً على المضمار. وهذا ما اثبته في برلين خصوصا بعدما أصبح أول من يجمع ثنائية «السباقين الطويلين» عالمياً، معيداً إلى الأذهان تميز مواطنه موريتز يفتر على هذا الصعيد في دورة موسكو الأولمبية عام 1980. ويزين سجل بيكيلي 24 لقباً عالميا للضاحية وعلى المضمار وفي القاعات فضلاً عن سلسلة أرقام قياسية (انجاز فريد من نوعه)، وهو تسلم «عصا القيادة رسمياً» من مواطنه هايله جبريسيلاسي في بطولة العالم 2003 في باريس حين انتزع منه سباق الـ10 آلاف متر. بدأ بيكيلي هذا الموسم مصراً على الاحتفاظ بالصدارة على رغم الاصابة التي عانى منها في مستهل تحضيراته، وتخطى سريعا الوزن الزائد الذي حمله مع بداية سباقات المضامير المكشوفة. وأكد أن الأولوية ستكون للالقاب ولجائزة جديدة ضمن الدوري الذهب، موضحا أن «حلم الفوز لا يفارقني وإلا لما استمررت بهذه العزيمة». وكشف في برلين أنه يخطط لخوض سباقات الماراثون «لكنها خطوة بعيدة المدى وهي تحد للمستقبل». و»يسهر» الهولندي يوس هيرمنس (حامل الرقم القياسي العالمي السابق لسباق ضد الساعة) على أعمال نخبة من العدائين الاثيوبيين، من بينهم بيكيلي وسلفه جيريسيلاسي حامل الرقم القياسي العالمي للماراثون. لكن بيكيلي يتولى بنفسه تحضير برنامجه التدريبي وتنفيذه، مع استشارته احيانا لمدرب المنتخب الاثيوبي وولديمسكل كوستري، لا سيما في ما يتعلّق بتمارين محددة على المضمار. وعرفت الأعوام الأخيرة من عقد التسعينات من القرن الماضي انطلاقة بيكيلي، موهبة قادمة من البطولات المدرسية والاقليمية في بلدة بيكوجي الريفية وولاية ارسي. وتلقفه المدرب تولوسا كوتو فتى معجبا بانتصارات لا تنضب لقافلة تضم جبريسيلاسي وفانوما روبا وديررتو تولو. واضحى لاحقا مثالا ينسج آخرون على خطاه منهم شقيقه تاروكو بطل العالم للناشئين والشباب. في 18 نوفمبر 2007 تزوج بيكيلي من مواطنته الممثلة داناويت جبريجزيبهلر ولربما وجد في حياته الجديدة استقرارا وسكينة بعد مأساة فقدانه خطيبته اليم تيشالي بطلة العالم للشابات في سباق الـ1500متر (2001) التي قضت في سكتة قلبية خلال حصة تدريبية في 4 يناير 2005 وخشي كثر أن يهجر البطل المضمار ويزهد بالمنافسة، لكنه تخطى المحنة واستأنف التألق مهديا الراحلة انتصاراته.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©