أبوظبي (الاتحاد)
تتسارع دقات قلبها قلقاً لكن مع انطلاق الصافرة، تنهال على الخصم باللكمات والركلات فيما تتصارع الأحاسيس داخلها، تارة تنتابها خاطرة بالتوقف، وتارة تجاهد لدفع الإنهاك عنها وتمرير الثواني الأخيرة بالطاقة المطلوبة، ومع إعلان فوزها تختفي معالم الغضب عن وجهها، ولا يبقى سوى أصوات تتعالى فرحة بفوزها. هذا ليس مشهداً في فيلم «أكشن»، بل هو فصل مكرر في حياة الشابة المواطنة سارة قائد، التي تحترف رياضة الكاراتيه، وهي أول إماراتيّة تحصل على الحزام الأسود دان 2، كما أنها أول امرأة تحكّم في بطولة الكاراتيه الإماراتية (JKA UAE).
ورغم كل الظروف وانشغالها بالتحكيم، فقد أصبحت أحد أهم عناصر التاريخ الإماراتي في عالم الكاراتيه. ونشأ حب سارة لرياضة الكاراتيه منذ الصغر، ما دفعها لمتابعة بطولاتها التي تقام على أرض الدولة. وفي إحدى زياراتها لبطولة كاراتيه كشفت عن رغبتها في تعلم فنون القتال، وبالفعل استطاع المدرب شيهان الحداد من مركز «شوتوكان للكاراتيه» في الشارقة أن يعلمها أساسيات هذه الرياضة.
وتقول: «البداية كانت صعبة، وتطلب الأمر التدرب ثلاثة أيام في الأسبوع بمعدل ساعة ونصف، ليتحول إلى تدريب يومي في حالة المشاركة في مسابقة محلية».
ودفع دعم الأسرة سارة إلى المزيد من التميز والإصرار والطموح لتعلم أسرار رياضة الكاراتيه، التي لا تعد رياضة عنيفة مخصصة للرجال فقط، بل هي رياضة مثل بقية الرياضات القتالية، تعتمد على التحكم بالنفس والسرعة في الأداء والتركيز الشديد، وعدم إلحاق الضرر بالآخرين. كل ذلك ساهم في أن تحقق سارة إنجازاً غير مسبوق، حيث حصلت على الحزام الأسود دان 2. عن هذا الإنجاز، تقول: «دعم أهلي كان الدافع الأول لفوزي، ثم تشجيع نفسي على مواصلة التعلم والتدرب لمعرفة فنون اللعبة الخفية وأنواعها الكثيرة، والبحث الدائم على الفوز مهما كان الخصم، مكنني من الحصول على حزام دان 2، مشيرة إلى رغبتها في رفع اسم الإمارات في المحافل الرياضية».
وحول التحكيم، الذي يعد إنجازاً آخر يضاف إلى رصيد سارة الرياضي، فقد استطاعت أن تحكم في بطولة الكاراتيه الإماراتية كأول مواطنة في هذا المجال، وتقول: «وجودي في هذا المكان أعطاني دافعاً قوياً لأن أحكم في بطولة فيها الحكام من مختلف الجنسيات، ووجودي بينهم أكد للجميع أن الإماراتية تبحث دائماً عن التميز والنجاح والتفرد في الكثير من المجالات الرياضية».
عدد اليوم
