حاتم فاروق (أبوظبي)
تعكف شركة «ستراتا» حالياً على تطوير الكفاءات الوطنية المتميزة لتقود نمو صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة في دولة الإمارات،إضافة إلى بناء سلسلة توريد محلية تتيح للشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات، ورواد الأعمال الإماراتيين، فرصة دخول قطاع صناعة الطيران العالمي، حسب بدر سليم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي للشركة.
وقال العلماء لـ «الاتحاد» إن لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة لتزويد «ستراتا» ما تحتاجه من خدمات ومنتجات، خصوصاً تلك المشاريع التي تعتمد الابتكار والتطوير منهج عمل، لافتاً إلى أن الشركة تطمح إلى تدعيم موقعها في سلاسل القيمة العالمية لصناعة الطيران لتصبح واحدة من أكبر ثلاث شركات تصنع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة.
وأضاف الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا»: «لتحقيق هذا الهدف، نسعى إلى تحقيق الريادة في هذا القطاع من خلال إنشاء قسم البحث والتطوير الذي سيساهم في دفع عجلة الابتكار في ستراتا وفي قطاع صناعة الطيران في الدولة».
وبلغت حصة الشركات المحلية نسبة 40? من إجمالي إنفاق شركة «ستراتا» خلال العام 2015، فيما تجاوز أعداد الموردين المحليين نسبة 50? من مجمل أعداد الموردين للشركة من مختلف دول العالم.
ونجحت شركة ستراتا للتصنيع، الشركة المتخصصة في صناعة أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة والمملوكة بالكامل لشركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، في تحقيق قفزات كبيرة في أدائها وعبر كافة المستويات. فقد استطاعت بعد ستة أعوام على انطلاقتها من مضاعفة قيمة التزامات العقود مع الشركات العالمية المصنعة للطائرات من 2.5 مليار دولار إلى 7.5 مليار دولار.
ووصل عدد شحنات أجزاء هياكل الطائرات المصنعة من المواد المركبة والتي سلمتها شركة ستراتا إلى كبرى شركات تصنيع الطائرات العالمية إلى 433 شحنة تضم 7،511 قطعة حتى نهاية العام 2015، فيما يتوقع أن تتجاوز مجموع قيمة صادرات «ستراتا» خلال الأعوام الستة الماضية مليار درهم.
وجاءت النتائج المالية لشركة ستراتا في الربع الأول من هذا العام الحالي متوافقةً مع توقعاتها، حيث استطاعت تحقيق نمو في الإيرادات بنسبة 44% خلال الربع الأول من العام الحالي لتصل إيراداتها إلى ما يقارب 92 مليون درهم مقارنة بإيرادات بلغت 64 مليون درهم في الربع الأول من العام 2015.
واستطاعت «ستراتا» زيادة عدد برامج إنتاج أجزاء هياكل الطائرات لتصل إلى 8 برامج بالمقارنة مع 7 برامج في العام 2015، مع الحفاظ على جودة منتجاتها والالتزام بمواعيد التسليم المحددة. وكانت ستراتا قد سلمت أول شحنة من الدفات لطائرات أيه تي آر إلى شركة الينيا إيرماكي في أبريل 2015، بعد أن عهدت بالبرنامج إلى شركة إيطالية لصناعات الطيران.
وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا» أن برنامج إنتاج جنيحات طائرات إيرباص A330 يعتبر حالياً المساهم الأكبر في إيرادات ستراتا، يليه برنامجي إنتاج الأسطح الخارجية لرفارف طائرات إيرباص A330 وإيرباص A380.
وأضاف العلماء «واصلت ستراتا تأكيد سجلها الحافل في النمو، كما واصلت إضافة برامج إنتاج جديدة مثل برنامج إنتاج الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات إيرباص A350-1000 وA350-900. ويمثل هذا الإنجاز خطوة هامة في إطار سعيها لتكريس علاقات الشراكة التي تربطها بكبريات شركات تصنيع الطائرات العالمية، مثل شركتي ساب وسابكا».
وتعمل ستراتا بالتعاون مع كل من بوينج وإيرباص على تحديد برامج الإنتاج التي سيتم اعتمادها في المصنع الجديد. وستحدد برامج الإنتاج فور اعتمادها التصميم النهائي للمصنع والاستثمارات التي ستخصص له. وسيعتمد المصنع الجديد أرقى تكنولوجيات الأتمتة في عمليات الإنتاج.
وأبرمت «ستراتا» في العام 2015 عدداً من الاتفاقيات التي أسهمت في تعزيز قدراتها التنافسية ومكنتها من تدعيم مكانتها في سلاسل القيمة العالمية لقطاع صناعة الطيران. كما أظهرت الشركة خلال العام الماضي التزاماً قوياً بمواصلة توسيع شبكة مورديها المحليين، بحيث تجاوزت نسبة الموردين المحليين 50% من إجمالي أعداد المورّدين. وتمكن الموردون المحليون من اكتساب خبرات ومعارف معمقة في قطاع صناعة الطيران.
كما قامت إدارة المشتريات بزيادة إنفاق «ستراتا» المحلي بنسبة 10% لتصل حصة الإنفاق المحلي 40% من مجمل مشتريات الشركة.
وعقد تلزيم برنامج المثبتات العمودية لطائرات «أيه تي آر» التابعة لشركة «ألينيا ايرماكي» الإيطالية إلى شركة إيطالية لصناعات الطيران، بقيمة تتجاوز 440 مليون درهم.
وعقد مع شركة «إيرباص» بقيمة تتجاوز 900 مليون درهم لتوريد جُنيحات الطائرتين من طرازي «إيه 330» و«إيه 330 نيو»، لتصبح «ستراتا» المورّد الوحيد لبرامج جُنيحات الطائرات من عائلة «أيه 330».
عقد تصنيع الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات «إيرباص أيه A350 - 1000» لمصلحة شركة «ساب» السويدية لصناعة الطائرات يمتد حتى العام 2023.
كما وقّعت كلٌ من وزارة الشؤون الاجتماعية وشركة «ستراتا» مذكرة تفاهم لتعزيز الشراكة الهادفة إلى تطوير الكفاءات الوطنية المتميزة وتعزيز قدراتها ،وإلى تطوير كوادر وطنية متميزة في قطاع صناعة الطيران، إضافة إلى دعم المستوى المعيشي للمواطنين المستفيدين من المعونة الاجتماعية التي توفرها الوزارة عبر تزويدهم بفرص وظيفية في قطاع صناعة الطيران.
عدد اليوم
