الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الحراس الخصوصيون» في عراق ما بعد «الانسحاب»

«الحراس الخصوصيون» في عراق ما بعد «الانسحاب»
22 سبتمبر 2009 01:59
في الوقت الذي تسحب فيه الولايات المتحدة قواتها المقاتلة من العراق، تعمل الحكومة الأميركية على استئجار المزيد من الحراس الخصوصيين لحماية المنشآت الأميركية هناك بتكلفة يحتمل أن تصل إلى مليار دولار بحسب مفتش عام خصوصي يعمل في مجال إعادة الإعمار في العراق. ففي الأول من سبتمبر منحت القوة المتعددة الجنسيات في العراق( MNF-1) عقوداً يتوقع أن تصل قيمتها إلى 485 مليون دولار على مدار العامين القادمين لخمس مؤسسات متخصصة في توفير الأمن وتقديم خدمات الدوريات للقواعد الأميركية في العراق. ووفقا لما رشح من معلومات عن هذا العقد، فإن تلك المؤسسات سوف تتقدم بعطاءات لنيل العقود الخاصة بتنفيذ مهام الأمن في «قواعد ومواقع محددة». ويُشار إلى أن هذه المهام كانت تتراوح في العقود الماضية مابين « توفير عنصر أمني واحد، إلى توفير ما يصل إلى 1000عنصر أمني لحماية الأمن في قاعدة من القواعد الرئيسية. ووفقا لعرض مماثل أبرم مع خمسة مقاولين أمنيين اعتباراً من سبتمبر 2007، أنفقت القوة متعددة الجنسيات في العراق (MNF-1) مبلغاً قيمته 253 مليون دولار حتى مارس من العام الحالي 2009، وذلك من إجمالي السقف المحدد للإنفاق وفقا لهذا العقد الذي يسري لمدة 3 سنوات، والذي لا يزيد عن 450 مليون دولار. يتوقع الخبراء زيادة كبيرة في الإنفاق على خدمات الأمن الخاص خلال الثمانية عشر شهراً الماضية. من هؤلاء المفتش العام لجهود إعادة الإعمار في العراق الذي يقدر أن تكلفة توفير الأمن للمنشآت والقواعد الأميركية هناك بواسطة شركات أمنية خاصة سوف تزداد لتصل إلى 935 مليون دولار على وجه التقريب. وقد جاء في تقرير المفتش العام الذي صدر هذا العام أن( MNF-1) قد خططت لتحويل الحراس الخصوصيين إلى «معسكر « فيكتوري بيس» الذي يعتبر من أكبر المنشآت الأميركية في العراق والذي يحتاج وحده إلى ما يقرب من 2600 فرد أمن وفقا للتقرير. وقد بدأت الحاجة إلى حراس خصوصيين في التزايد هذا العام حيث أشار التقرير ربع السنوي للقيادة المركزية الذي صدر في يونيو الماضي بخصوص بند التعاقدات حدوث زيادة بنسبة 19 في المئة - مقارنة بالشهور الثلاثة السابقة -في عدد حراس الأمن المستأجرين من قبل وزارة الدفاع في العراق. وقد عزت القيادة المركزية هذا الزيادة (من 10.743 عنصرا في نهاية شهر مارس إلى 13.232 عنصرا في نهاية شهر يونيو) إلى زيادة الحاجة إلى شركات الأمن الخاصة لتوفير الأمن عندما يبدأ الجيش في تقليص عدد القوات المقاتلة. في دراسة أجراها مكتب المفتش العام تبين أن الحراس الخصوصيين قد حلوا بالفعل محل الجنود في 19 موقعاً، وأن هناك حاجة لمزيد من هؤلاء الحراس للاضطلاع بالوظائف التي كان يقوم بها الجنود المغادرون. وجاء في التقرير أن أوامر المهمة في «كامب بوكا»، الذي كان عبارة عن منشأة اعتقال في بداية الاحتلال تطلبت تعيين 417 حارساً خصوصيًا من أجل تفريغ 350 جندياً لأداء المهام القتالية. وفي «قاعدة همر الأمامية للعمليات» تطلبت تلك الأوامر تعيين 124 حارساً خصوصيًا للسماح لـ 102 جندي بالاضطلاع بأنشطة قتالية. وتضطر الولايات المتحدة أحياناً إلى الاستعانة بالمقاولين الأمنيين الخصوصيين عندما تنسحب قوات تابعة للدول المشاركة في التحالف، فعندما غادر الجنود الجورجيون على غير توقع في شهر أغسطس الماضي من قاعدة تقع بالقرب من الحدود الإيرانية كانوا يقومون من خلال تواجدهم فيها بتوفير الأمن للمناطق المحيطة استعانت الولايات المتحدة بحراس خصوصيين حلوا محلهم. وفقا لعقد (MNF-1) فإن عمر الحارس الخصوصي يجب ألا يقل عن عشرين عاما، كما يجب أن يجيد اللغة الإنجليزية بمستوى يمكنه من إعداد تقارير لتقييم الموقف وقراءة مثل هذه التقارير، ويمكن أن يكون وافداً أو عراقيا بشرط أن يحصل على تصريح خاص بالنسبة للحالة الأخيرة. وتقرير المفتش العام يكشف عن أن تقديرات الحكومة للتكلفة الإجمالية لاستبدال الجنود بمقاولين أمنيين مدرجة ضمن الحسابات العامة. حيث يلاحظ التقرير أن الخدمات الحكومية المقدمة لقوة الحراس الخصوصيين من طعام وإسكان ومنافع أخرى ليست مأخوذة في الحسبان وأن الذي يؤخذ في الحسبان فقط هو الدفعات النقدية التي تذهب مباشرة إلى المقاولين فقط. ويقدر التقرير أن تلك الخدمات الحكومية المقدمة لأفراد الأمن الخصوصين خلال الاثني عشر شهراً التي انتهت في شهر مارس تزيد عن 250 مليون دولار في حين أن النفقات الأولية التقديرية للمقاولين عن نفس هذه الفترة لم تكن تزيد عن 155 مليون دولار. وهناك عقد جديد يبدأ في 3 سبتمبر لخدمات المستشارين وخدمات الإسناد الفني للظواهر الجوية الكهربائية(الظواهر التي تحدث كافة أنواع التشويش في أجهزة اللاسلكي اللاقطة) ينص على تقديم المعلومات للقادة الكبار للقوات الأميركية في العراق لمساعدتهم على» الحصول على فهم أعمق للعديد من المسائل المعقدة في العراق». والتر بينكس- واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©