ليسوا ملائكة

هي دعوة للتوقف عن جلد الذات، وإنهاء حالة الانبهار الدائم بالآخر، فهذا الآخر ليس ملاكاً، وليس كائناً من كوكب آخر يمارس الفضيلة، ما أقوله ينطبق على مجالات عدة تخضع للمقارنات الدائمة بين ما نمارسه، وبين ما يمارسه الغرب، والمجال الصحفي ليس استثناء من هذه المقارنات الدائمة، صحيح أنهم يمارسون هذا العمل بمهنية عالية في أغلب الأحيان، ويفجرون القضايا التي تقود الرأي العام في كافة المجالات، إلا أنهم يرتكبون الكثير من الأخطاء، وفي بعض الأحيان يصيبون بشكل متعمد مع سبق الإصرار أحد الأسس المتينة للصحافة في مقتل وهو “السعي إلى نقل الحقائق الإخبارية المجردة”. وهناك الكثير من الأمثلة على صحة ما أقول، والمصادفة أن هذه الأمثلة لها علاقة بتناول الإعلام الغربي، والإنجليزي على وجه التحديد لقضايا تخص الرياضة الإماراتية، وآخر هذه الادعاءات تأكيدات نشرتها صحيفة “دايلي ميل” البريطانية تؤكد خلالها أن رافائيل بينيتيز المدير الفني لفريق ليفربول تلقى عرضاً لتدريب المنتخب الإماراتي مقابل 5 ملايين جنيه استرليني سنوياً وإقامة فاخرة في فيلا بدبي، وغيرها من المزايا، واتضح خلال ساعات أن الخبر لا صحة له على الإطلاق، وفي هذا السياق لا أريد الذهاب بعيداً واتهام من نشر الخبر بأنه يروج للمدرب الإسباني مثلاً، ولكن أضعف الإيمان أنه يمارس الكذب والتلفيق بصورة متعمدة، وقبل أشهر عدة تقدمت صحيفة الصن باعتذار رسمي لنادي مانشستر سيتي لنشرها خبراً ملفقاً لا نصيب له من الصحة حول تقديم النادي لعرض بلغت قيمته 150 مليون يورو للحصول على النجم الأرجنتيني ميسي، واعتذرت نفس الصحيفة عن عدة أخبار ليست صحيحة تتعلق بـ”مان سيتي”. والمتتبع لتعامل الصحافة البريطانية مع مانشستر سيتي سوف يتأكد من قدرة هذه الصحافة على اختلاق الأكاذيب في بعض الأحيان، فخلال العام الماضي كانت هناك تقارير تشير إلى أن ما يقرب من 100 لاعب على قائمة المطلوب التعاقد معهم في النادي، ولكن هذا العدد انخفض إلى الربع تقريباً خلال الفترة الأخيرة، فقد وصلت رسالة خلدون المبارك رئيس مانشستر سيتي إلى هذه الصحف، حينما قال إن التقارير الصحفية، وإدارات الأندية الأخرى ترفع قيمة اللاعب الذي يرغب سيتي في التعاقد معه إلى الضعف لمجرد أن سيتي يرغب في خدماته، وشدد على أن أي لاعب ينضم إلى الفريق يتم تقييمه وفق ما يستحق لا أكثر ولا أقل. كلمات الحسم أصبح اسم الكرة الإماراتية مرادفاً للصفقات والقدرات المالية الكبيرة، وهي الوضعية التي جعلت بعض المدارس الصحفية العريقة في العالم تتخلى عن مهنيتها، ولا تخجل من بث تقارير ملفقة وكاذبة حول قدوم لاعب شهير أو مدرب قدير إلى الإمارات .. ولنا في الصحافة الإنجليزية واللاتينية العبرة والمثل. egyman73@gmail.com