سامي عبدالرؤوف (دبي) - منح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، 60 مليون درهم لمؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والخيرية، ضمن ميزانيتها للعام الحالي 2013، والتي بلغت 120 مليون درهم، بحسب المستشار إبراهيم محمد بوملحة مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية، نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة.
وثمن بوملحة، دعم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لبرامج ومشاريع المؤسسة منذ نشأتها، مما ساعدها على إنجاز الكثير من المشاريع التنموية داخل الدولة وفي الكثير من دول العالم.
وكشف بوملحة، في تصريحات صحفية على هامش مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد 2013” الذي اختتم أعماله عصر أمس الأربعاء، أن المؤسسة تنفذ مشاريع لبناء 90 فيلا في الفجيرة، وزعت مؤخراً منها 43 فيلا من إجمالي 60 تم بناؤها على ذوي الدخل المحدود، وانه سيتم توزيع البيوت المتبقية وهو 17 منزلا خلال الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن التكلفة الإجمالية لهذه المساكن تصل إلى 45 مليون درهم، وتبلغ تكلفة كل بيت نحو، 750 ألف درهم في حالة بنائه بمفرده، بينما تنخفض التكلفة في حالة بناء مجموعة من البيوت.
ولفت بوملحة، إلى أن المؤسسة أنجزت 30 فيلا أخرى تبرع بها محمد جمعة النابودة، بتكلفة إجمالية بلغت 4,5 مليون درهم، منها 15 فيلا في المنطقة الشرقية، و5 فلل في كل منطقة من وحبحب دبا، وأفاد، بأنه تم توزيع 15 فيلا، والبقية سيتم توزيعها خلال الأسبوع المقبل خلال 10 أيام على الأكثر، مشيراً إلى أنه تم بالفعل تسلم المؤسسة لهذه الفلل، وجار اختيار من تنطبق عليهم الشروط ليتم التسليم بمباشرة، منوهاً بأن كل فيلا تتكون من 3 غرف نوم، وصالة، وملحق، ومجلس وباقي الخدمات المطلوبة.
وأشاد بوملحة بالمبادرة التي قام بها محمد جمعة النابودة لما لها من آثار إيجابية في نفوس الأسر المواطنة والتي تأتي انطلاقا من حرصه على القيام بواجبه تجاه المجتمع الذي ينتمي إليه وإيمانا منه بمبادئ التكافل الاجتماعي الذي يتسم به المجتمع الإماراتي.
المشاريع الخارجية
وعن أحدث المشاريع الخارجية التي تنوي مؤسسة محمد بن راشد للأعمال الإنسانية والخيرية، تنفيذها على المدى المنظور، أوضح بوملحة، أن المؤسسة تنوي تنفيذ مشاريع جديدة في مدغشقر بناء على الرصد الميداني الذي قام به وفد المؤسسة الذي عاد من هذه الدولة الأفريقية الأسبوع الماضي.
ونوه بوملحة، بأن المتضررين من السيول والأعاصير في دولة مدغشقر، أبلغوا وفد المؤسسة بحاجاتهم الملحة، ويتم دراستها في الوقت الحالي، تمهيدا لتلبية الأهم منها، مؤكداً أن المؤسسة سيكون لها في القريب العاجل مشاريع في مدغشقر.
وكشف أن المؤسسة حددت حزمة من المشاريع التي ستنفذها في الصومال قريبا، وتمثل مشاريع المرحلة الخامسة من الحملة التي تبنتها المؤسسة في عام 2011 لصالح إغاثة الصومال ودول القرن الأفريقي.
وعن مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير، ذكر بوملحة، الذي يرأس اللجنة العليا للمؤتمر، أن “ديهاد 2013” حقق إنجازات عديدة خلال العشر سنوات الماضية، مشيرا إلى أن المؤتمر شهد مشاركات نوعية من كثير من المنظمات والمؤسسات الخيرية والإنسانية والشركات العارضة لخدمات الإغاثة.
وخلال اليوم الأخير للمؤتمر أمس، جددت مؤسسة نور دبي الخيرية اتفاقية التعاون المشترك التي وقعتها مع شرطة دبي العام الماضي بهدف المساهمة دعم علاج الإعاقات البصرية في مختلف دول العالم. ووقع الاتفاقية من جانب شرطة دبي معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، ومن جانب مؤسسة نور دبي الخيرية، والمهندس عيسى الميدور رئيس مجلس أمناء المؤسسة.
حضر التوقيع المستشار بوملحة مستشار سمو حاكم دبي للشؤون الإنسانية والثقافية، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، واللواء عبد الرحمن محمد رفيع مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع، واحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، والدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي الخيرية، وعدد من المسؤولين بكلا الطرفين.
الشراكة المجتمعية
وقال معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، إن “تجديد الاتفاقية يأتي ضمن المبادرات الإنسانية التي تقوم بها شرطة دبي لتعزيز الشراكة المجتمعية مع مختلف الدوائر الحكومية والمؤسسات الخيرية والإنسانية بهدف نشر مفهوم العمل التطوعي وترسيخ القيم الإنسانية”.
من جانبه، أكد المهندس عيسى الميدور رئيس مجلس أمناء مؤسسة نور دبي الخيرية، أهمية الاتفاقية التي تعكس حرص القيادة العامة لشرطة دبي على دعم العمل الخيري وتعزيز النشاطات والجهود التي تقوم بها مؤسسة نور دبي لمكافحة الإعاقة البصرية داخل وخارج الدولة.
المنظمات الدولية
إلى ذلك، بحثت هيئة الهلال الأحمر، على هامش مشاركتها في مؤتمر “ديهاد” مع عدد من المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية تنسيق الجهود وتعزيز الشراكة لتطوير مجالات العمل الإغاثي والإنساني وبناء القدرات وتنمية المجتمعات الهشة وتخفيف وطأة المعاناة عن كاهل الشعوب التي تعاني ظروفاً إنسانية صعبة.
والتقى أحمد حميد المزروعي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال وفوداً من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، “الأونروا”، ومنظمة كير العالمية، وقسم المساعدات الإنسانية بالمفوضية الأوروبية، ومجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإنساني.
وتم الاتفاق على تعزيز آليات التعاون والتنسيق لتقديم أفضل الخدمات الإنسانية للمنكوبين والضحايا، وتوفير احتياجاتهم، وتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية عليهم، إلى جانب تنسيق البرامج الميدانية، وتعزيز الشراكة، وتبادل المعلومات والخبرات للتغلب على التحديات اللوجستية في إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين في كل مكان.
والتقى رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر في مستهل الاجتماعات التنسيقية بيتر فورد نائب المفوض العام للأونروا، وبحث اللقاء سير العمل في عدد من المشاريع التنموية التي تمولها هيئة الهلال الأحمر وتشرف على تنفيذها الأونروا في إطار الشراكة الإنسانية بين الجانبين والمستمرة منذ عدة سنوات لتخفيف معاناة الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية، وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن.
وناقش الجانبان عدداً من المشاريع الجديدة المقترحة في المجالات الصحية والتعليمية والسكنية وآليات التعاون في تنفيذها لتعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة ظروفهم الصعبة، وأكدا عزمهما على الاستمرار في تعزيز هذه الشراكة من أجل تحسين حياة الشعب الفلسطيني في الداخل و الخارج .
والتقى رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر باربارا جاكسون مسؤولة الإغاثة بمنظمة “كير” العالمية، واستعرض اللقاء الوضع الإنساني الراهن في عدد من الدول خاصة بالنسبة للاجئين السوريين في دول الجوار السورية، وتمت مناقشة التعاون بين الجانبين لمساندة اللاجئين السوريين، وتحسين حياتهم في الوقت الراهن.
وفي لقاء آخر، بحث أحمد حميد المزروعي مع ماريلينا شانتيزا نتونيو منسقة الاستجابة السريعة بدائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية في الاتحاد الأوروبي مجالات التعاون الإنساني، في عدد من الدول التي تواجه تحديات إنسانية كبيرة في المنطقة مع التركيز على الحالة السورية، وتم الاتفاق على بناء جسور للشراكة الإنسانية بين الجانبين لمقابلة الاحتياجات المتزايدة للعمل الإنساني إقليميا ودوليا.
برامج «الهلال»
إلى ذلك، أشاد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي ببرامج هيئة الهلال الأحمر في مجال كفالة الأيتام ، وقال، إن كفالة الهيئة لحوالي 70 ألف يتيم في مختلف دول العالم يؤكد حجم النشاط الذي تضطلع به في هذا المجال الحيوي و الهام، مشيرا إلى أن مثل هذه البرامج تعزز جهود الدولة في توفير الرعاية الشاملة للفئات الأشد ضعفا.
ودعا خلال تفقده أمس جناح الهلال الأحمر في مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد” إلى توحيد جهودها وتعزيز أوجه التنسيق فيما بينها لتفادي الازدواجية في تقديم المساعدات وحتى لا تتركز في مجال بعينه وتنحصر في دول دون غيرها.
كما تشارك الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي في فعاليات معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير “ديهاد 2013 “ لتفعيل وتنشيط ثقافة التوعية لدى المواطنين والمقيمين بمخاطر المخدرات وأضرارها، إضافة إلى تسويق خدمة التواصل عبر الهاتف المجاني للإدارة.
وقال اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي، إن العالم ينظر لإدارة مكافحة المخدرات بأنها إدارة تضبط المروجين والمتاجرين للزج بهم في السجن ولكن الإدارة تقوم إضافة لهذا الدور بتكثيف التواجد في كل فعاليات المجتمع الإماراتي من أجل نشر الثقافة بأضرار المخدرات، وبيان ما تلحقه من أضرار جسيمة على الفرد المتعاطي وعلى أسرته والمجتمع المحيط به الأمر الذي كثيرا ما تؤدي عواقبه لهدم كيان تلك الأسرة وتفكيكها وضياع أفرادها.
وأشار إلى أن فريق العمل في إدارة التوعية والوقاية يحرص بالتنسيق مع إدارة مركز دبي التجاري العالمي على تواجد جناح الإدارة في مختلف المعارض والمؤتمرات التي يستضيفها كدعم للدور المجتمعي والتوعوي الذي تتبناه الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إضافة إلى دورها الضبطي.
وأضاف اللواء العسماوي، أن معرض ومؤتمر ديهاد يتوقع أن يرتاده الآلاف من المتخصصين في مجال الإغاثة لذا تشارك الإدارة بجناح يروج لخدمات التوعية التي تقدمها للجمهور بكل فئاته وشرائحه وبلغات متنوعة كالعربية والإنجليزية والإيطالية والفارسية والأوردو والسواحيلية من خلال التواصل عبر الرقم المجاني للإدارة أو عبر البريد الإلكتروني.
عدد اليوم
