الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

زيارات بلا موعد.. مفاجآت سعيدة في أعياد زمان

زيارات بلا موعد.. مفاجآت سعيدة في أعياد زمان
8 يوليو 2016 23:16
أشرف جمعة (أبوظبي) لا تزال ذكريات الأعياد قديماً تتصدر أحاديث الكثير من الناس في مجالسهم حيث كانت الزيارات بلا موعد وبلا اتصالات هاتفية مسبقة إذ لم يكن الهاتف النقال منتشراً بالصورة التي هو عليها حالياً وربما لم يكن يسجل أي نوع من الحضور آنذلك، فيجد صاحب البيت نفسه أمام طارق وبمجرد أن يفتح الباب ترتسم على الوجوه ابتسامات على مفاجآت سعيدة في أعياد زمان. أسرة واحدة يقول الباحث في الموروث الشعبي الدكتور ماهر قيسي: «تشكلت العلاقات الاجتماعية في الماضي القريب على أساس البساطة وهو ما جعل تلك العلاقات أشد تماسكاً وجعلت الأفراد في المجتمع أسرة واحدة لافتاً إلى أن الناس في المناسبات السعيدة مثل عيد الفطر كانت تعيش في حالة من الفرحة الغامرة ولم تكن الزيارات لديهم تخضع لمعايير هذا العصر فلا مواعيد واتصالات هاتفية مسبقة. أجواء البيوت ويرى أن مثل هذا التقليد الذي سيطر على علاقات الناس في أعيادهم في الماضي استطاع أن يرسم على محيط الأيام أشكالاً مختلفة للبهجة والفرحة مؤكداً أن أبناء الزمن الماضي كانوا يذهبون إلى بيوت الأهل والأصدقاء على مدار أيام العيد فرادى وجماعات فجأة، فيطرق الواحد منهم باب غيره ناشداً رؤيته ومن ثم اقتناص بعض الأوقات للجلوس معه في داره مشيراً إلى أن مثل هذه التصرفات غير المرتبة كانت تبعث المزيد من الفرحة في أجواء البيوت وتشكل عالماً من المحبة الكبيرة. واجب الضيافة ويستعيد الباحث في التراث المحلي أحمد مرشد الرميثي ذكريات قديمة حول الزيارات المنزلية في عيد الفطر المبارك خصوصاً عندما كان في الطفولة مبيناً أن الناس قديماً كانت تتزاور طوال أيام العيد من دون مواعيد مسبقة وكان هذا ديدنهم في كل أنماط حياتهم على مدار الأيام مشيراً إلى أن الفرحة كانت تبلغ بالناس مداها حيث يزرو صديقاً صديقه بلا موعد إذ كان يأتي القادم من مكان بعيد فيطرق الباب ويسلم على أهل الدار الذين كانوا يسعدون بهذه المفاجأة غير المتوقعة، ويلفت إلى أن مثل هذه الزيارات كان لها طعم آخر وقد عاصر الكثير منها خصوصاً عندما كان يأتي الأقارب إلى الدار من بعض إمارات الدولة بصورة مفاجأة ويستقبلهم والده على بساط المحبة. مواعيد مسبقة ويورد السيد الفضالي أن الأعياد كانت قديماً تظللها البساطة ولم يكن فيها مثل هذه التعقيدات التي يعانيها الناس هذه الأيام مشيراً إلى أنه حالياً يجب أن يتصل الزائر بالذي يود زيارته وقد لا يستجيب الهاتف النقال وقد يتعلل الآخر بأنه مشغول أو غير موجود في البيت ويرى الفضالي أن الحياة قديماً بطابعها الشفاف كانت تسمح بأن يزور المرء ويستزير من دون مواعيد مسبقة وهو ما كان يجعل لها طعماً آخر ويضفي مشاعر المودة بين الآخرين. ذروة المحبة وتعتقد حليمة المهري أن الاحتفال بالأعياد قديماً كان أفضل لكون التلقائية هي التي كانت تغلب على تصرفات الناس وبخاصة في مسألة الزيارات وهو ما كان يبعث في النفوس السعادة ويملأ البيوت بالفرحة ويجعل أهل الدار في حركة مستمرة حيث الانشغال في إعداد واجب الضيافة ومن ثم جلوس الرجال بعضهم مع بعض، والنساء كذلك فتستعيد العلاقات الاجتماعية البهاء وتصل إلى ذروة المحبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©