الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيخة بن عوقد تهندس حدائقها بالشغف

شيخة بن عوقد تهندس حدائقها بالشغف
19 يوليو 2008 23:00
هذا التناسق البديع في إظهار صورة الحديقة المصغرة برموزها ومفرداتها، جاءت بمثابة رحلة بصرية إلى مختلف أنماط الحياة البيئية، فمن الغابات بكثافة أشجارها إلى المزارع البسيطة، ومنها إلى البيئة الصحراوية أو قيعان المحيطات التي اجتمعت كلها في أحضان الأصص وأوعية النباتات المختلفة، فكانت خير نافذة نطل من خلالها على عوامل بيئة مختلفة تخلق إيقاعاً جمالياً فريداً في أحضان المنزل، لكن ما السر وراء هذا الشغف بعالم النباتات والحدائق والزهور؟ فتِّش عن المزرعة السر، كما تقول شيخة بن عوقد، يكمن في المزرعة التي قضت فيها أجمل أيام حياتها: ''لا يمكن أن أنسى رحلتي بين غصون الأشجار وأشعة الشمس الذهبية تتسلل بين ثناياها في الصباح الباكر، وزقزقة العصافير التي تغدو مسرعة للبحث عن غذائها، والأزهار بألوانها وأريجها، والأشجار الشاهقة التي تحمل الثمار الطيبة في تلك البساتين الرائعة التي وجدت متعتي باللعب واللهو بين أطرافها، فتارة أقفز فوق تلك النبته وتارة أداعب أخرى وثالثة أراقب البذور التي أخذت في الظهور''· هذه المشاعر- على أهميتها وجمالها- ليست كل ما خرجت به شيخة من التجوال في المزرعة، إذ ''كانت مزرعتنا بمثابة البيئة الأولى التي تعلمت منها خفايا الزراعة وعملية التشجير، كنت أراقب الوالد باستمرار وهو يغرس الشتلات ويضع الأسمدة، وكثيراً ما كنت أساعده وأشاركه العمل تحت إشرافه وإرشاداته بالطبع، ومنه تعلمت الكثير وباتت لديّ خلفية علمية وعملية وافية حول فنون الزراعة ومشاكلها، ولشدة سعادتي في المزرعة كنت أتمنى أن لا أغادرها، لكن لحظات السعادة تمر سريعة، فما هي إلا ساعات ويداهمنا الوقت فنعود أدراجنا وكلي شوق إلى لقائها مرة أخرى''· شغف لا ينتهي ورغم ابتعاد شيخة لفترة زمنية قصيرة عن المكان الذي أحبته، إلا أنها لم تنس الزراعة، وعلى حد قولها: ''بات الأمر عشقاً لا يمكن الفرار منه، فشرعت أنا وزوجة أخي في تصميم حدائق مصغرة في أوعية خاصة تضيف جمالاً فنياً رائعاً إلى ديكور المنزل· وعدا عن الطابع الجمالي الذي تضفيه على البيت فالأشجار والنباتات الخضراء في المنزل تشيع الراحة في النفس، وتبعث على التجديد والحيوية، وتساهم بشكل قوي في التقليل من نسبة التلوث، كما تعمل على زيادة نسبة الأكسجين، بل وتمتص الروائح غير المرغوب بها· تعتمد شيخة في هندسة حدائقها على مختلف أنواع النباتات الداخلية وبكل أحجامها وأشكالها، فمنها، حسب قولها، ''ما يصلح للبيئة الصحراوية القاسية كالصبار الذي وضعت تحته طبقة خفيفة من الرمال البيضاء الباهتة وبعض الأحجار، بالإضافة إلى المجسمات لأخلق إيحاء بواقعية المكان، ومنها ما استخدمته في تصوير قاع المحيطات بتربتها البيضاء لأنها تحاكي في شكلها الأحياء البحرية، وأضفت إليها بعض القواقع والأصداف، ومنها ما ساعدني على تحقيق رغبتي في تصوير شكل الحياة في البيئة الزراعية ونشاطاتها المختلفة وما تضمه من أحياء· وهناك العديد من الأفكار التي تحيط بنا يمكن أن نحولها إلى حديقة تنبض بالحياة''· أما عن الأدوات، فتستعين شيخة بكل ما يتوفر حولها، أو ما هو في متناول يدها على حد تعبيرها: ''بدءاً بالوعاء الذي سيحتضن الحديقة وانتهاء باللمسات الأخيرة التي سنبرز بها ملامح الحديقة، فاستخدمت العديد من الأوعية الزجاجية والفخارية والخشبية وحتى القش وأحواض السمك والشموع والريش، بل واستعنت بالعصافير والفراشات وبعض المجسمات من الأحياء، بالإضافة إلى الأحجار الملونة''· وتنصح شيخة ''بأن توضع النباتات الداخلية في الفراغات الميتة كالأركان، أو تعلق على جدار الدرج لإضفاء أبعاد جمالية على مدخل البيت، ويمكن أن تتواجد هذه الشتلات في نواح مختلفة من المنزل كغرفة الطعام والنوم والمطبخ والحمام وفي أي فراغ في المنزل نظراً لما تحدثه من تحول جذري في منظر المنزل وديكوره وهيئته· ومن الممكن استخدام الشجيرات كفواصل ديكورية في المنزل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©