الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إنجريد أرفيدسون تمجّد البساطة وتجسّد روح الشمال الأوروبي

إنجريد أرفيدسون تمجّد البساطة وتجسّد روح الشمال الأوروبي
27 مارس 2013 23:37
دبي (الاتحاد) - تنتمي قصائد الشاعرة السويدية إنجريد أرفيدسون التي احتوتها الترجمة العربية لمجموعتها الشعرية إلى روح بلدان الشمالِ الاسكندنافي الثلجية؛ تلك الروح ذات الطبيعة الصافية والبسيطة والمقتصِدة. كذلك هي قصائد كتابها “الحُمرة” التي صدرت أخيراً عن مشروع مشترك للترجمة إلى العربية والنشر، جمع بين دار نون للتوزيع والنشر، التي تتخذ من رأس الخيمة مقرا لها، ودار المتوسط لتنمية القراءة والتبادل الثقافي، والتي مقرها مدينة ميلانو الإيطالية، حيث أنجز الترجمة، التي امتدت على مائة صفحة من القطع المتوسط، الشاعر والمترجم العراقي سعيد الجعفر، وراجعها الشاعر إبراهيم عبد الملك، من بينها سبع وعشرون قصيدة من مجموعة “الحُمرة”، بالإضافة إلى ست عشرة قصيدة متفرقة أخرى، حيث يأتي هذا الإصدار ضمن “سلسلة الشعر السويدي المترجم”، والتي من المتوقع أن تصل إلى اثني عشر إصداراً شعرياً مختلفاً من أنحاء العالم. الشهرة والجودة ويشير المترجم سعيد الجعفر في تقديمه للطبعة العربية إلى أنه اختار ترجمة قصائد الشاعرة السويدية إنجريد أرفيدسون على الرغم من أنها كانت شاعرةً مجهولة في الأوساط الثقافية في بلادها، وذلك بحسب ما يرى، لأن شهرة شاعرٍ ما أو مبدع بوجه عام ليست مقياسَ جودةِ نتاجه، وهكذا وجد أن أرفيدسون وشعرها المنسيين في السويد لم يقفا عائقين في وجه خروج هذه الترجمة إلى الوجود. بل يفخرُ بكونه قدمها أيضاً لبعض الشعراء والمهتمين بالشعر من السويديين، موضحاً واقعاً احتكارياً للنشر المرتبط بشهرة الكاتب يتعلق بأن حوالي 60? من المطبوعات تصدر من دار واحدةٍ اسمها بونيرس، ولذلك فالشاعر أو الكاتب الذي لا يصدر له مطبوع لدى هذه الدار يصبح كأنه غير موجود. ولولا أن هذه الدار نشرت لهذه الشاعرة مجموعتها عام 2005، وهي الثامنة، وبعد أن دخلت العقد التسعين، ولولا نشر مجموعة من النقاد مقالاتهم في الصحف السويدية الكبرى بعد صدور هذه المجموعة، لكان تعرفه عليها غير ممكنٍ، ولبقي الأمر متعلقاً بمصادفة تقوده كمترجم إلى قراءة إحدى مجموعاتها. حفاوة وكانت مجموعة “الحُمرة” للشاعرة السويدية قد لاقت حفاوة نقدية في أوساط النقاد عند صدورها عام 2005، حيث كتب عنها الناقد السويدي “لارس جوستاف أندرسون” في إطار مقال يتناول التجربة النسوية السويدية بقوله: “يتحرك شعر إنجريد أرفيدسون نحو الخارج. وبالتأكيد فالقرية حاضرةٌ دوماً هناك، لوند الطفولة جيلينة كروكن وبحار السهل الخضراء المفتوحة، لكنها تؤكد مبكراً، حالها حال الكثير من رفاقها من الجيل نفسه، الرغبة في الخروج، في السفر. ففي مجاميعها الشعرية تدور الأسماء الأجنبية عابرةً “سارجوسا وأريجون وبوسبورن”. فتلك الأسماء تتربع أفعالُ مجموعةِ «أمتعة شخصية » من عام 1975، حيث تسافر هي أكثر من أيِّ وقتٍ آخر، كثير من السفريات كانت إلى الغرب. ولم تكن أميركا بالنسبة لشعرِ أرفيدسون ثمينة فقط، بل إنها سكنت ولفترات طويلة الولايات المتحدة في الكتابة الأدبية، وعنوانه «من جنةِ عدن إلى دورة المياهِ النسوية» وعملت كناقدة في الصحافة والإذاعة، وكونها كانت ملحقة ثقافية في واشنطن، قدمت الأدبَ والسينما والنقاش الثقافي العام. «فهل كانت أميركا ستوجد لو أن أحداً لم يقرأ رسائل من أميركا» تتساءل هي في مجموعتها «مقاربة » عام 1960 . وفرضيتها هي أن أميركا صُنعتْ أيضاً من خلال أولئك الذين بقوا في الأحلام والآمال. يُذكر أن إنجريد أرفيدسون أصدرت أولى مجموعتها الشعرية عام 1951 لتتبعها متلاحقةً سلسلة من المجاميع الشعرية حتى عام 1964، حيث بدأ نتاجها يقلّ، لكنه لم يتوقف أبداً، بالرغم من كونها شغلت حينها بالكثير غيره، مثل كونها صحفية وملحقاً ثقافياً في واشنطن ومديرة قسمٍ في الإذاعة السويدية. وفي عمرها المتقدم توافرت لديها من جديد فسحة لشعرها كي يتنفس. وخلال التسعينيات أصدرت مجموعتين شعريتين. والمجموعة التي تصدرُ اليوم هي مجموعتها التاسعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©