الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الذكــاء العاطفي مهـارة يكتسبها الأبناء

الذكــاء العاطفي مهـارة يكتسبها الأبناء
19 يوليو 2008 22:55
اتفق الباحثون والمهتمون بالعلوم التربوية والسلوكية على أن طريقة تصرف الوالدين تجاه أطفالهما تأخذ ثلاثة أساليب خاصة لتربية الأبناء، وهي الأسلوب المتغطرس، أو المتساهل، أو الحازم، ويقوم الآباء المتغطرسون بوضع قواعد صارمة وينتظرون من الأبناء الانصياع التام لها، ويرى هؤلاء الآباء أن الأبناء يجب أن يحددوا مواقفهم منها، ولا يشجعوهم على مجرد التفوه بآرائهم، ويحاولون دائماً إدارة الشؤون المنزلية على أساس من النظام الثابت والتقاليد الصارمة والانضباط الذي يشكل غالباً عبئاً ثقيلاً على الأبناء· ونجد الأطفال الذين ينحدرون من عائلات إلى هذا النموذج يميلون إلى العزلة، ويعانون من التعاسة، ولا يكون من السهل عليهم الثقة بالآخرين، وتقديرهم لذاتهم يكون على أدنى درجة من المستويات مقارنة بغيرهم· من جانب آخر نجد أن الآباء المتساهلين يحاولون تقبل الأشياء على علاتها، وغالباً ما يكونون سلبيين تجاه وضع حدود لتصرفات الأبناء أو عندما يواجهون عصيانهم، وليس لديهم متطلبات قوية، ولا أهداف واضحة بخصوص أبنائهم· حول هذا الصدد تقول الدكتورة موزة المالكي، أستاذة علم النفس بجامعه الدوحة:'' بالنسبة للآباء الحازمين نجدهم عكس النموذجين السابقين حيث يعملون على إيجاد حالة من التوازن في الحدود الواضحة داخل البيئة المنزلية، وغالباً ما يقومون بإسداء النصح والتوجيه دون ضغط وتحكم، بل ويقومون كذلك ببيان تفسيرات لما يقومون بأدائه من أعمال مع إعطاء الأبناء الفرصة لأن يكون لهم دور فيما يتم اتخاذه من قرارات مهمة، وهم بذلك يقررون استقلالية أطفالهم، ولكنهم يعملون على أن يصلوا بهم إلى أعلى مستوى من المسؤولية تجاه الأسرة والأقران بل والمجتمع، فهؤلاء الآباء لا يشجعون على التواكل، وإنما يشجعون على التنافس ويمتدحون، ومن ثم يتميز أطفالهم بالثقة بالنفس والاستقلالية والقدرة على التكيف والتخيل مما يجعلهم محبوبين من الآخرين، وبمعنى آخر يتميزون بدرجة عالية من الذكاء الاجتماعي· وتضيف الدكتورة المالكي:'' إن رعاية الأطفال والتغاضي أو العفو عن كل نزوة لهم، أمران مختلفان تمام الاختلاف، فالرعاية الايجابية تعني منح الأطفال التغذية العاطفية والعون بأي طريقة يشعر بها الطفل، وهذا النوع من الرعاية أو الاهتمام يفوق مجرد المديح لحصول الطفل على درجة عالية في أحد الاختبارات، أو احتضانه وتقبيله قبلة المساء· فالرعاية تعني المشاركة الفعالة في حياة الطفل العاطفية، ويتضمن هذا اللعب، والمشاركة في الأنشطة الطفولية، ومن شأن ذلك أن ينمي الخيال ومهارة التكيف والمحافظة على سلامة وصحة الطفل، ويذهب العلماء والباحثون إلى أهمية أن تشمل هذه الرعاية أو المشاركة عدة مبادئ مهمة يمكن تلخيصها في: امتداح الأطفال لسلوكهم المناسب مع مراعاة الدقة والأمانة وتجنب المبالغة في المديح حتى لا يصبح نوعاً من التملق، وإظهار الوالد اهتمامه بما يؤديه الطفل، وذلك عن طريق المشاركة في النشاط ووصف ما يراه والتعبير عن مشاعره بين هذين الشخصين، ولكن لا يبدو عليك الغضب، لذا أرى أنك تفضل المصارعة المازحة وليس الجادة· كما يجب عدم توجيه أسئلة أو أوامر إلى الأطفال حيث يتعين أن يكون دور الوالد الشاهدة، وإظهار المشاعر نحو ما يشاهده، وليس التحكم أو التوجيه· وتعقب الدكتورة المالكي قائلة:''إن الخطأ الذي تقع فيه بعض الأمهات اعتقادهن دائماً أنه من الممكن إخضاع الأمور للمنطق والتعقل مع الأطفال، وإعطائهم فرصاً للاختيار حتى في المواقف التي يسيئون فيها التصرف بشكل يفوق الحدود الاجتماعية المقبولة· فبالرغم من وجود مئات الدراسات والأبحاث التي تتناول موضوع النظام اللازم إتباعه لتربية الأطفال، فإن النظام الفعال يمكن تقليصه إلى عدد من المبادئ والاستراتيجيات نقدمها للآباء والأمهات لصقل مهاراتهم في هذا الاتجاه، وتحديد القواعد والحدود المعنية بوضوح ودون لبس أو غموض، وأن ينهض الوالدان بدوريهما في التوجيه والتحذير والتلميح عندما يبدأ الطفل في الإساءة بالتصرف، فهذا أفضل السبل لتعليمه التحكم في نفسه، الى جانب اعتماد مبدأ الثناء على السلوك الايجابي وتعزيزه بعبارات المديح والحب وإغفال السلوك الذي قد يكون الطفل قد اتبعه لإثارة الانتباه، ويمكن للأبوين إتباع عدد من الأساليب العقابية التربوية، مثل التأنيب المقترن بالتوجيه، أو العزل أو المنع من ممارسة أنشطة محببة لبضع الوقت، أو الحرمان من ميزة كان يستمتع بها عندما تفشل الطريقتان الأوليتان كالحرمان من مشاهدة التليفزيون، أو من الخروج في نزهة أو زيارة أو مشاركة الأصدقاء وغير ذلك·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©