عروق الصحارى القصباء شذاها يعطِّر الأجواء

تحب الصحارى وتجد في الرمال وتحت أشعة الشمس بيئتها المناسبة، فما إن يغادر الربيع الدافئ، وتبدأ الشمس نشر أشعتها الحارة، حتى تنهض ''القصباء'' وتطل بأزهار بنفسجية بهيجة اللون والشكل، شذية الرائحة، فهي نبتة صيفية بامتياز· وبفضل جمال شكلها إلى جانب كونها نبتة عطرية، نجدها تتدلى على أسوار الفلل وحدائق أبوظبي إذ ترتفع بعض أنواع القصباء عن الأرض حوالي المتر· تتوفر بذور القصباء في بلدية أبوظبي التي تُعنى بزراعة مئات الهكتارات منها، ولهذا كثيراً ما تُشاهد الأنواع القصيرة منها في الجزر الاصطناعية بين الأحياء وتقاطع الشوارع، وعلى مدخل مدينة أبوظبي وصولاً إلى مطارها الدولي· وبحسب سيد زكريا، المهندس الزراعي في بلدية أبوظبي: ''فإن القصباء نبات معمر من الفصيلة الشفوية، موطنها صحارى الدولة والخليج العربي وبلاد الشام، تألف الحياة في ظروف الصحراء القاسية، تتميز بكثرة أغصانها المتفرعة، وترتفع بعض أنواعها نحو 90-100 سنتميتر عن سطح الأرض، أوراقها خضراء اللون متقابلة ومنقسمة إلى عدة شعب، غليظة ومخملية الملمس، تبدأ كبيرة عند القاعدة، وتصغر كلما ارتفعت إلى الأعلى· في بداية إزهارها تكون بلون بنفسجي فاتح، ثم سرعان ما يأخذ في التدرج نحو البنفسجي الغامق مع ارتفاع درجة الحرارة، وتظهر الزهور في أطراف الفروع وتتألف من شفتيْن: واحدة عليا بثلاثة خيوط مقوسة للأسفل، وأخرى سفلى بمجموعة من البتلات الواسعة المقوسة نحو الأسفل''· أما عن فوائدها وبعض استخداماتها، فيضيف زكريا: ''تعتبر القصباء إحدى أجمل وألطف نباتات وأزهار الزينة التي تنمو وتنتشر في الحدائق وعلى الشرفات، وليس في أواني المزهريات، فضلاً عن شذى عطرها المنعش الذي تنشره في الأجواء، مما يدفع الناس إلى اقتنائها من أسواق النبات المحلية، ومن استخداماتها الأخرى أن أوراقها الخضراء تعد أحد أفضل مراعي الإبل''· جاء ذكرها في كتاب ابن منظور ''لسان العرب'' ووصفت: ''شجيرة خضراء تنبت خيوطاً من أصل واحد، لونها بنفسجي يشتد مع حرارة الشمس، وترعى عليها الإبل''·