الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مراقبة مديري الاستثمار وخفض الديون دروس ضرورية من الأزمة المالية

مراقبة مديري الاستثمار وخفض الديون دروس ضرورية من الأزمة المالية
22 سبتمبر 2009 01:11
في مطلع شهر سبتمبر العام الماضي لم يكن أحد يتصور مدى السوء الذي وصلت إليه الأمور غير أن انهيار بنك ليمان براذرز الاستثماري عصف برؤوس الأموال وأكل الأخضر واليابس. وسجلت سوق الأسهم الأميركية أدنى مستوياتها في شهر مارس الماضي، ثم ارتفع متوسط مؤشر داو جونز أكثر من 45 في المئة منذ ذاك، ويبدو أن الكثير منا بدأ يتكيف مع واقع جديد يتعين فيه علينا أن نزيد من التوفير ونقلل من الإنفاق ونصبر انتظاراً لفترة ازدهار حقيقي قد تأتي. ويجدر بنا حالياً أن نعيد النظر في الأمور ونبحث عن الدروس التي تعلمناها العام الماضي، وسوف نسرد بعضاً منها فيما يلي: فقدت الكثير من الأوراق المالية والاستثمارات قوتها العام الماضي ما جعل بعض الناس يعتقد أن تنويع سلة الاستثمار لا يجدي، حيث يقول ديفيد وايس كبير خبراء الاقتصاد في ستاندرد اند بورز: «لقد اكتشفنا العام الماضي أن التنويع لا يحل جميع المشاكل». فعلى سبيل المثال تتحرك الأسواق المالية في كافة أنحاء العالم على نحو مرتبط بالسوق الأميركية أكثر من ذي قبل إذاً فالتنويع فيما بينها لم يؤمن غير قليل من الحماية. ومع ذلك لا توجد طريقة أكيدة يمكن بها التنبؤ بالاستثمارات التي ستنجح، ولكن من خلال توزيع الأموال على سندات وأسهم وسلع وعقارات لديك فرصة أكبر في أن بعض تلك الاستثمارات سيجزي بينما ربما يخفق البعض الآخر. إعادة التوازن رغم أن إعادة توازن المحافظ الاستثمارية سنوياً ما كان سيمنع الخسائر العام الماضي إلا أن ممارستها ربما كان سيحد من الخسائر، ويقول ديفيد ستيفرسون مدير المحافظ لدى مؤسسة هارديستي لإدارة الأموال في بالتيمور: تعتبر إعادة التوازن عنصراً بالغ الأهمية لإدارة مجازفتك»، وعليك أن تقرر النسب المئوية في محفظتك للأسهم والسندات والنقد بناء على الوقت الذي تحتاج فيه إلى النقود، إذاً عليك أن تعيد توازن محفظتك مرة واحدة على الأقل كل سنة لكي تعيدها إلى التشكيلة التي تناسبك. إن المستثمرين الذين قاموا بإعادة توازن محافظهم كان في إمكانهم أن يعكفوا على بيع أسهمهم من عام 2003 لغاية 2007 حين كانت الأسعار ترتفع، حسب ستيفرسون، وبداً من ذلك لم يقم الكثير من المستثمرين بإعادة موازنة محافظهم والتي وصلت أسهمها إلى أسعار عالية وفجأة انهارت تلك الأسهم عام 2008. عدم التدخل أولئك المستثمرون الذين نفضوا أيديهم تماماً، من مسائل إدارة الاستثمار وتركوها للمديرين المحترفين (بدلاً من التدخل بأنفسهم) عانوا الأمرين فيما يخص أموال صناديق التقاعد المستحقة الدفع في تاريخ معين، ذلك أنك تختار صندوقاً يكون استحقاقه أقرب ما يكون لتاريخ تقاعدك المحتمل ثم تترك الأمر لمدير محترف يتخذ قرارات الاستثمار بدلاً منك استناداً إلى ذلك الإطار الزمني، غير أن العديد من العاملين من كبار السن لحقت بهم خسائر طائلة واكتشفوا أن بالصندوق أسهماً أكثر مم كانوا يعتقدون، واكتشفنا أن الصناديق المستحقة في ذات التاريخ شملت أعداداً شديدة الاختلاف من الأسهم. لا يجب التخلي عن صناديق التقاعد المستحقة في تاريخ معين، ولكن لا تكتف بمجرد اختيار الصندوق، فينبغي أن تراجع تنويع السندات والأسهم في صندوقك وأن تتابع مدى تغير هذه التنويعة مع الوقت وأن تقر ما إن كانت استراتيجية الصندوق تتوافق مع أحوالك ومدى تعرضك للمخاطرة. الوضوح والبساطة حتى مؤسسات وول ستريت نفسها انسحقت في استثمارات لم تفهمها، احرص على تفادي الاستثمارات المعقدة التي ربما كانت تخفي رسوماً باهظة أو مجازفات عالية، فإذا كنت لا تعرف شيئاً عن الموضوع أو الطريقة التي تتحقق بها الإيرادات أو لا تفهم استراتيجية استثماراتك إذاً اتركها وغير خطتك، حسب بيل رايتشنستاين بروفيسير الاستثمار في جامعة بايلور. الشك يفيد شعر مستثمرون بأنهم محظوظون بالاستثمارات مع بيرني مادوف لدرجة أنهم لم يطرحوا أي أسئلة؛ منها على سبيل المثال كيف أنه يحقق دائماً عائدات كبيرة في الوقت الذي يعجز غيره عن ذلك؟ حتى الجهات التنظيمية والرقابية غضت بصرها عن مادوف الذي كان يتبع نظاماً شديد الربحية، أدى به في النهاية إلى السجن. وفي هذا الشأن يقول جون كوين رئيس مؤسسة برينكر المالية في فيلادلفيا: «إن الشك الصحي ليس سيئاً ينبغي على المستثمر أن يستشير ويسأل ثم يتأكد من صحة الاستشارة ومن وضوح الإجابة. لا تتقاعد مبكراً دأب خبراء التقاعد لسنوات على نصح العاملين بأن يؤخروا تقاعدهم للحصول على مزايا أكثر، والآن انتبه العاملون لهذه النصيحة، وتبين من استطلاع رأي عن التقاعد نشرت نتائجه مؤخراً في الولايات المتحدة أن 28 في المئة من العاملين غيروا خلال العام الفائت تواريخ تقاعدهم، وذلك بسبب ضعف الاقتصاد أو بفرض تعويض خسائر السوق. خفض الديون يفرط كثير من المستهلكين في نفقاتهم ويعيشون في مستوى أعلى من مواردهم المالية مستعينين في ذلك بسهولة الاقتراض وتسهيلات الائتمان، غير أن الأزمة المالية حولتنا الآن إلى موفرين (اضطراراًَ)، ذلك أن نسبة التوفيرات الشخصية في الربع الثاني من هذا العام بلغت 5 في المئة مقارنة بـ 1.8 في المئة من عامين مضا، وسجل شهر يوليو الشهر العاشر على التوالي الذي قلص فيه المستهلكون ديون بطاقات ائتمانهم وفق معظم الأرقام المعلنة مؤخراً. حيث يقول ديفيد وايس: «بدأ الناس يشعرون بالقلق حيال مستويت ديونهم»، ويضيف قائلاً: «إن لم تربط حزامك حول بطنك فستجد أن البنك يربطه بالإنابة عنك»، ذلك أن البنوك تعكف لأشهر على خفض حدود بطاقات الائتمان للعملاء الذين يبدو أنهم غير جديرين بالائتمان. لا تفترض أن عام 2008 يشكل قاعدة جديدة وأنه ينبغي عليك تغيير استراتيجية عقود مقبلة استناداً إلى ما حدث في عام واحد، حسب سيتوارت ريتر المخطط المالي في تي روبرايس أسوسيتس في بالتيمور، ذلك أن ما ينفع في سنة ما قد لا ينفع في السنة التالية. فقد زاد أحد المؤشرات متوسطة وطويلة الأجل 14 في المئة السنة الماضية، ولكنه تراجع نحو 4 في المئة في أول سبعة أشهر هذا العام، حسب ريتر، وفي المقابل تراجعت سندات عالية العائد نحو 26 في المئة العام الفائت ولكنها ارتفعت 38 في المئة في آخر شهر يوليو الماضي. قد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن حتى إن كنت مستثمراً جيداً، قد تكون نوعت من مكونات محفظة استثمارك وأعدت توازنها، ورغم ذلك طالتك عاصفة العام الماضي من واقع أمور خارجة عن سيطرتك. في ذلك يقول ريتر: «يحدث أحياناً أن تفعل كل ما هو سليم وصحيح ثم يقع ما لا يرام، وهذا لا يعني أنك تصرفت على نحو خاطئ». عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©