السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

زايد العدل

25 مايو 2010 22:28
في نفس هذا المكان منذ أسابيع قليلة، تناولت موضوع الرحلات المدرسية التي باتت تنظم مؤخراً إلى “المولات” بكل أسف، كظاهرة بدأت في الانتشار في مدارسنا وتؤثر بشكل سلبي على سلوك وثقافة أولادنا. وقد فوجئت برد فعل كبير من القراء والأصدقاء والمعارف حول هذا الموضوع، وعرفت أنني لست الوحيد المتضرر والحزين على تلك الرحلات العقيمة، ولست الوحيد المتأسف أيضاً على رحلات الزمن الجميل التي كنا نزور فيها مواقع تاريخية وتراثية. وتزامناً مع يوم المتاحف العالمي، حضرت مؤخراً افتتاح متحف جديد للآثار في أبوظبي داخل -مركز زايد العدل-، وهو عبارة عن متحف مصغر في مقر نادي تراث الإمارات بـ”مارينا البطين” في أبوظبي، يضم مجموعة أثرية بعضها يعرض لأول مرة في الإمارات. في يوم الافتتاح كانت الأمور رسمية، لذلك قررت أن أقوم بزيارة ثانية للمكان وسط أيام الأسبوع، وتصادف أن هذا اليوم كان بالأمس فقط، ووجدت نفسي أتذكر مقالي عن الرحلات المدرسية التي تذهب إلى “المولات”! كان السبب الرئيسي الذي جعلني أتذكر المقال هو أنني وجدت مكاناً بذل فيه جهد كبير ليتم جمع العديد من المقتنيات والقطع الأثرية بداخله، فقد خاطب المركز المتاحف وهيئات الآثار من أجل تجميع مجموعة مختلفة ومتنوعة من الآثار الإماراتية التي تدل وتؤرخ للحياة في الإمارات في عصور ما قبل الميلاد والعصور الأولى لحياة الإنسان على هذه الأرض. لا أخفي عليكم أنه رغم أنني من المهتمين بالتاريخ والآثار والثقافة المحلية، إلا أنني وجدت نفسي أستمع لمعلومات جديدة، وأرى شواهد جديدة عن تاريخ الأجداد، مرتبة ومعروضة بشكل مشوق، وتحاول الدلالة على الارتباط الثقافي بين المناطق المختلفة في الإمارات حتى لو ابتعدت مواقعها الأثرية عن بعضها البعض. وإذا كان للمتحف الجديد أهميته، فهناك أيضاً مركز زايد العدل نفسه الذي يحتوي على العديد من الأنشطة الثقافية ذات الطابع المحلي، كما يحتوي المركز على متحف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وهو متحف شهد أيضاً جهدا كبيرا لتجميع وتنسيق وعرض مقتنياته الخاصة، وعدد من الأوسمة والهدايا من رؤساء وزعماء العالم، والسيارات الرسمية التي كان يستخدمها، إضافة إلى متحف الشرطة، ومجموعة رائعة ونادرة من الصور الفوتوغرافية القديمة والجديدة، وقد تم تنسيق وتنظيم المركز وتقسيمه إلى مجموعات متجانسة، ويتم العرض بشكل أنيق يوفر فرصة الاطلاع على المعروضات بسهولة للزائرين. أولاً أرى أننا يجب أن نوجه الشكر للقائمين على هذا المكان، وللجهد الذي بذل فيه، وثانيا لابد أن نسأل أنفسنا لماذا لا نستفيد من كل تلك الجهود التي قام بها نادي التراث لتأسيس مركز بهذا الزخم؟ ولماذا لا نستفيد ويستفيد أولادنا من وجوده ومن وجود غيره من المتاحف والمراكز الثقافية؟ أعرف أن الأجيال الجديدة قد تجد في داخلها عدم الرغبة في زيارة مثل هذه الأماكن، ولكن صدقوني نحن الذين فعلنا بهم هذا، عندما انسقنا وجرينا ولهثنا وراء الثقافة الاستهلاكية، وثقافة التسوق والجلوس في المقاهي..ولكن إذا عودناهم منذ الصغر في المنزل والمدرسة على تعدد الثقافات وأهمية المعرفة..سيكون الأمر مختلفاً. فقط حاولوا..وسيكون للحديث بقية. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©