«السامبا» تبحث عن «النجمة الخامسة» بقيادة «أدريانو الجديد»

سيكون على منتخب شباب السامبا البرازيلية استغلال الفرصة التاريخية بغياب المنافس التقليدي منتخب التانجو الأرجنتيني عن المشاركة في مونديال الشباب الذي ينطلق في مصر 24 سبتمبر الحالي للبحث عن اللقب الخامس لوضع نجمة جديدة في سجله وتقليص الفارق في عدد الألقاب بين المنتخبين، فالأرجنتين تتصدر منتخبات العالم الأكثر تتويجاً بلقب مونديال الشباب الذي حصدته 6 مرات، في حين تمتلك البرازيل في خزائنها 4 ألقاب، ولن تكون هناك الكثير من العوائق عدا بعض التطلعات الأوروبية والمضايقات الأفريقية في طريق نجوم السامبا للحصول على اللقب الخامس. وفي المجموعة ذاتها التي تقام مبارياتها في مدينة بورسعيد الساحلية تتنافس 3 منتخبات على انتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، إذا افترضنا ان البطاقة الأولى محجوزة نظرياً باسم المنتخب البرازيلي، حيث تتنافس منتخبات التشيك وأستراليا وكوستاريكا على بطاقة واحدة للتأهل إلى الدور السادس عشر، وتبدو حظوظ التشيك وأستراليا أقوى نسبياً من المنتخب الكوستاريكي وربما يكون الصراع على البطاقة الثانية المؤهلة إلى الدور الثاني بينهما، وإن كانت المفاجآت واردة دائماً في كرة القدم، وخاصة في بطولات الشباب والناشئين التي لا يمكن التنبؤ بمسار مبارياتها بشكل مسبق بالنظر إلى الوجوه الجديدة للاعبين الذين يشاركون في منافساتها. المجموعة الخامسة التي تضم منتخبات البرازيل وأستراليا والتشيك وكوستاريكا تقام مبارياتها في بورسعيد، عدا مباراة الجولة الأخيرة بين التشيك وكوستاريكا التي تقرر أن تقام في الأسكندرية في نفس توقيت مباراة أستراليا والبرازيل التي تقام في بورسعيد في 3 أكتوبر المقبل عملاً بمبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المنتخبات في الجولة الأخيرة. وتبدأ مباريات المجموعة في 27 سبتمبر الجاري بلقاء البرازيل وكوستاريكا ثم التشيك مع أستراليا، وفي 30 أكتوبر تبدأ الجولة الثانية بمواجهة أستراليا وكوستاريكا ثم البرازيل والتشيك، وتختتم مباريات المجموعة في 3 أكتوبر. وقد رصد موقع الفيفا استعدادات المنتخبات الأربعة للبطولة، وتاريخ مشاركتها في مونديال الشباب وأبرز النجوم ومشوار التأهل لكل منتخب. وتاريخ مشاركات منتخب شباب السامبا في البطولة يعود إلى أول دورة في تونس سنة 1977، لكنهم لم يتمكنوا من تحقيق لقبهم الأول إلا في النسخة الرابعة عندما توجوا أبطالاً لدورة 1983 بالمكسيك، حيث كانت تلك المحطة الأولى في رحلتهم نحو حصد أربعة ألقاب عالمية، لكن منتخب السيليساو ما زال في حاجة لتعزيز رصيده من الألقاب إن أراد مضاهاة هيمنة الأرجنتين على المنافسات، حيث تربع نجوم التانجو على عرش البطولة في ست مناسبات. وفي المقابل، يفخر البرازيليون بسجلهم الحافل في تاريخ البطولة، إذ لم يخفقوا في الوصول إلى النهائيات إلا مرة واحدة، وصعدوا إلى منصة التتويج تسع مرات، بينما لم يسبق لهم أن خرجوا من البطولة في الدور الأول. وفي كل تتويج كانت تشكيلة المنتخب البرازيلي تضم نجوما واعدين كتبوا أسماءهم بعد ذلك بأحرف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية، حيث فاز مع الفريق كل من بيبيتو ودونجا وكلاوديو تافاريل وروبيرتو كارلوس ودينيلسون ورونالدينيو وكاكا وأدريانو وجوليو بابتيستا ودانييل ألفس وألكسندر باتو وآخرون. لقد أصبح تمثيل المنتخب البرازيلي في منافسة دولية عبئا تاريخياً على عاتق اللاعبين، فهل سيرقى أعضاء الفريق الحالي إلى مستوى النجوم التي قادت المنتخب إلى المجد العالمي في البطولات السابقة؟. مشوار التأهل كانت بدايته متعثرة في بطولة أميركا الجنوبية التي أقيمت في فنزويلا في يناير الماضي، حيث احتل الفريق البرازيلي المركز الثالث في مجموعته، ليتأهل بصعوبة بالغة إلى الدور الثاني، والمتمثل في بطولة مصغرة تضم ستة فرق. لكن نجوم السامبا سرعان ما استعادوا بريقهم وتألقهم، إذ أحرزوا أربعة انتصارات متتالية، كان أولها أمام أوروجواي 3-2، تلاه فوز على الأرجنتين بهدفين نظيفين، ثم على فنزويلا بثلاثية دون رد. وكان الفوز على أصحاب الأرض يعني ضمان بطاقة التأهل إلى مصر، لكن فرحة البرازيل تضاعفت بعد التغلب على كولومبيا بهدفين مقابل هدف واحد، حيث أحرز نجوم السامبا لقب البطولة على بعد مباراة واحدة من نهاية المنافسات، وانضم المهاجم والتر إلى قائمة أفضل هدافي البطولة برصيد خمسة أهداف. ومن أبرز نجوم السامبا اللاعب والتر، المولود 22 من سبتمبر 1989، وهو يتميز بالقوة الجسمانية التي تشبه إلى حد كبير أدريانو، لكن الفرق الوحيد بين اللاعبين يكمن في اعتماد والتر على قدمه اليمنى لا اليسرى. وكان نجم إنترناسيونال قد نال إعجاب المتتبعين في دورة هذه السنة لبطولة أمريكا الجنوبية تحت 20 سنة، وإلى جانب والتر شهدت البطولة تألق نجوم السامبا الآخرين، وبخاصة المهاجم المهاري دوجلاس كوستا ولاعبي الوسط ساندرو وجوليانو. تاريخياً شاركت البرازيل أكثر من غيرها في بطولة كأس العالم تحت 20 سنة، حيث لم تغب عن البطولة إلا في دورة واحدة فقط (اليابان 1979) من أصل 17. وتعتبر البرازيل ثاني أكثر المنتخبات فوزا بالبطولة، حيث أحرزت اللقب أربع مرات (المكسيك 1983، الاتحاد السوفيتي 1985، أستراليا 1993 والإمارات 2003)، وإلى جانب ألقابه الأربعة، وصل منتخب السامبا إلى منصة التتويج في ثلاث مناسبات، حيث حل ثانياً في دورة البرتغال 1991 وقطر 1995، بينما اكتفى بالمركز الثالث في دورة تونس 1977 والمملكة العربية السعودية عام 1989 وهولندا سنة 2005.