الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

غدا في وجهات نظر.. تركيا وإيران.. واللهاث الإمبراطوري

غدا في وجهات نظر.. تركيا وإيران.. واللهاث الإمبراطوري
27 مارس 2015 20:53

يرى حازم صاغية القاسم المشترك بين إسلاميي تركيا وإيران، يتمثل في ضعف جيرانهم العرب وافتقارهم إلى استراتيجية متجانسة تجتمع فيها قواهم وقدراتهم.
حتّى الأمس القريب، كانت الحرب العالميّة الأولى تعني للأتراك أمرين، الأول سلبيّ، والآخر إيجابي: هزيمة العثمانيّين وتفكّك سلطنتهم من جهة، ومن الجهة الأخرى، صعود مصطفى كمال أتاتورك بوصفه المنقذ الذي منع الأسطولين البريطاني والفرنسي من التقدم واحتلال مضائق البوسفور، تمهيداً لإعادة ترميم الدولة التركيّة، وقد تخلصت من إمبراطوريتها.

ولكن هذه الرواية انتهت، أو هي في طريقها إلى الانتهاء، على يد حكّام تركيّا الحاليّين، فمؤخّراً، وفي الاحتفال بالذكرى المئوية لانتهاء تلك الحرب، لم يُشر رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في الكلمة التي ألقاها، إلى أتاتورك، ولا إلى معركته الفاصلة المعروفة بمعركة «غاليبولي»، حيث تكبّدت قوّاته 70 ألف قتيل في سبيل تحقيق النصر. لقد ركّز أوغلو، في المقابل، على «وحدة المصير بين شعوب المنطقة تحت الحكم العثماني، والنصر الإلهي للجنود المؤمنين»، واستشهد بأن القتلى الذين سقطوا خلال خوضهم المعركة في صفوف الجيش العثماني، أتوا من بغداد وحلب وبيروت وأصقاع العالم الإسلامي «دفاعاً عن عاصمة الخلافة العثمانية»، وبالطبع، لم يشر المسؤولون الأتراك في هذه المعمعة إلى أنّ أولئك الجنود لم يأتوا إلى الحرب بمحض إرادتهم من أصقاع العالم الإسلامي، بل سيقوا سوقاً إليها.

وعلى العموم، فهذا ليس بالتغير الطفيف ولا السطحي في الرواية التركية، فإذا كان أتاتورك هو الذي فكّك السلطنة، ثم ألغى الخلافة في 1924، آملاً بتحويل بلاده إلى دولة- أمة حديثة تتجه بطموحها باتجاه تقليد أوروبا، فإن العثمانيين هم الذين شادوا السلطنة، ورعوا الخلافة الإسلامية قرناً بعد قرن، بحيث جازت المماثلة بين الرابطة الإسلامية والرابطة العثمانية، وغني عن القول إن «حزب العدالة والتنمية» الحاكم حالياً في أنقرة، والمتفرع عن جماعة «الإخوان المسلمين»، إنما تقوم علة وجوده في تركيا على رفض الانعطافة الأتاتوركية الموصوفة بالتغريب، ومحاولة إعادة الوصل مع «الأجداد» من بني عثمان. وقد سبق لرئيس الجمهورية أردوغان أن عبّر مراراً، خطابياً كما رمزياً، عن هذا الميل العميق، ولاسيما حينما استعرض ثلّة من الجنود يلبسون جميع الأزياء التي سبق للجيش العثماني أن تزيّا بها على مدى تاريخ السلطنة الطويل.

أميركا.. من كوباني إلى تكريت
يقول غازي العريضي : من إدارة بوش إلى إدارة أوباما ثمة نتائج كارثية ولا ديموقرطية ولا سلم ولا استقرار ولا وحدة وطنية ولا اعتدالاً بل دمار وخراب وتفتيت!

منذ أسبوعين قيل بأن معركة «تحرير تكريت»، ستنتهي خلال 72 ساعة، ولم تنته بعد. والواضح أن ثمة نزاعاً أميركياً – إيرانياً حول هذا الموضوع يذكّر بما جرى في كوباني في سوريا. حيث ترك تنظيم «داعش» يحتل كل المنطقة، ثم قيل خلال أيام سيتم تحرير كوباني فاستمرت الحرب عليها أكثر من أربعة أشهر لتدمّر بالكامل. ويبدو أن المشهد ذاته سيتكرّر في تكريت، مع ما لهذه المدينة من رمزية كونها مدينة الرئيس صدام حسين، ومدينة سُنية، والحساسية السُنية الشيعية عالية جداً، والتحذيرات من تنامي الفتنة المذهبية عالية أيضاً. الجنرال الأميركي ديفيد بتراوس القائد السابق للقوات الأميركية في العراق حذّر من الغرق في حرب طويلة في العراق إذا لم تتم المصالحة مع السُنة!

رئيس أركان القوات الأميركية الجنرال «ديمبسي»، الذي عاد إلى العراق منذ أسابيع بعد أن خدم لفترة طويلة، قال: «أعود لأرى المشكلة ذاتها أمامي. إنها الانقسام المذهبي الواسع. لم أر من الطائرة إلا أعلام الميليشيات الشيعية. لم أر العَلَم العراقي»!

الهند والنفوذ الصيني في المحيط الهندي
يقول د. ذِكرُ الرحمن : تحاول الصين استعادة الحيز الاستراتيجي الذي قضمته الصين المنخرطة في استثمارات كبيرة شملت مشاريع البنية التحتية في بلدان المحيط الهندي بعد أن جعل من الجوار الهندي أولويته في السياسة الخارجية يحاول رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، توسيع علاقاته مع الإقليم لتشمل مجمل منطقة المحيط الهندي في مسعى واضح على ما يبدو لمواجهة الحضور الصيني المتنامي فيما تعتبره الهند حديقتها الخلفية الواسعة، فقد تصاعدت المخاوف الهندية مؤخراً جراء النفوذ الهندي المتزايد من باكستان إلى نيبال ومن سريلانكا إلى جزر المالديف، بل تخشى الهند مما تسميه «عقد اللؤلؤ» الذي يطوق الهند وتقوده الصين، هذا ناهيك عن الانشغال الهندي بتنامي قوة البحرية الصينية ووصول أسطولها إلى مياه المحيط الهندي، بحيث بات التمدد الصيني مصدر قلق ليس فقط بالنسبة للهند، بل للقوى الأخرى في المنطقة، لا سيما تمدد بكين الواضح في بحر الصين الجنوبي الذي بات مبعث توجس حقيقيا لدول عديدة مثل فيتنام وماليزيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والفلبين، وحتى أستراليا واليابان.
وبالنظر إلى هذا الحضور الوازن للصين في بحر الصين الجنوبي ومحاولات مد طريق حرير بحري، بدأت العواصم المحلية تنزعج، بل لم تتردد في دق ناقوس الخطر والإعلان صراحة عن مخاوفها من الصعود الصيني.

هل تأخّر الوقت؟
تقول زينب حفني : صُدمت بعض البلدان الأوروبيّة عندما اكتشفت بأن آلافا من شبابها قد انضمّوا لتنظيم "داعش" المتطرّف، وهو ما دعا أغلبها إلى سن قوانين صارمة للحد من هذه المشكلة التي بدأت تُقلقها والآخذة في التفاقم، خاصة بين صفوف الأبناء الذين وُلدوا وترعرعوا على أرضها وينتمون لأسر عربيّة ومسلمة هاجرت للغرب واستوطنت هناك منذ عقود! بريطانيا كانت على رأس هذه الدول، وقد صرّحت وزيرة خارجيتها بأن بلدها لن تتسامح مع سلوك المتطرفين الإسلاميين، داعية كل شخص في بريطانيا إلى احترام القانون ومؤسسات الدولة. وقد سبق هذا التصريح مطالبات من داخل البرلمان بحظر الدعاة الذين يُحرّضون على الكراهية، وإغلاق مكاتبهم حماية لعقول الشباب من الانجراف خلف معتقدات دينيّة خاطئة!
لا أدري إنْ كان الوقت قد تأخر بالنسبة لأوروبا وبريطانيا تحديداً التي احتضنت جماعات متطرفة على أرضها سنوات طويلة! ولم تكن الحكومة البريطانيّة تلتفت للنداءات التي كان يُطلقها مثقفوها وسياسيوها بوجوب مراقبة أفراد هذه الجماعات ومنعها من بث سمومها بين أجيال الشباب الصاعد! وليس سرّاً أن هذه الجماعات قد نجحت بغرس كل أنواع البذور الفكريّة المتطرفة في تربة الشباب الخصبة!
لكن السؤال.. هل يكفي ما تقوم به البلدان الغربيّة من إجراءات للقضاء على الحوادث الإرهابيّة، والمحافظة على أرواح شبابها؟ ماذا عن استفزاز مشاعر المسلمين بنشر صور مسيئة لرسولهم، واعتبارها جزءاً لا ينفصم من حريّة التعبير، في الوقت الذي تمنع أي شخص من التعرّض للمحرقة النازيّة والتشكيك فيها وإلاّ خضع للمحاكمة؟ ماذا عن الإعلام الغربي الذي لا يلتزم الحياد في تعامله مع القضية الفلسطينيّة ويُبرر للإسرائيليين ما يقومون به من قمع وتنكيل بالفلسطينيين؟
داخل استوديوهات هوليود لا يختلف الوضع! وكان تمَّ إنتاج فيلم (قنّاص أميركي) تدور أحداثه إبّان الغزو الأميركي على العراق، وأثار عند عرضه بدور السينما الكثير من الجدل داخل أميركا وخارجها بسبب مضمون الفيلم، وقد أعلنت اللجنة الأميركيّة لمناهضة التمييز بأن موجة التهديدات ضد المسلمين داخل الولايات المتحدة، قد ارتفعت بعد عرض هذا الفيلم!

الاتفاق النووي مع إيران.. لماذا أعارضه؟
يرى جون كورنن أن قبول هذا الاتفاق سيعني قبول حقيقة أن إيران ستمتلك القنبلة يوما ما. ولكنني أرفض ذلك بكل بساطة لأن هذه النتيجة ستكون خطيرة للغاية.
بالنظر إلى سعيه الحثيث لامتلاك أسلحة نووية، يمثل النظام الإيراني تهديداً خطيراً ومتنامياً لأمننا الوطني. غير أن قدرة بلدنا على التصدي لهذا التهديد، للأسف، تُكبح جراء مشكلة أخرى: إنها توق أوباما الشديد إلى تركة وإنجاز في السياسة الخارجية يحمل اسمه. والنتيجة للأسف أن إيران قد تُمنح قريباً اتفاقاً يصب في مصلحتها، وهو ما سيقرّبها أكثر من أي وقت مضى من هدفها الرئيس المتمثل في امتلاك قنبلة نووية.
والحال أن الولايات المتحدة ليس لديها خصم أكبر أو أخطر في الشرق الأوسط من النظام المتشدد في طهران بقيادة من يسمى «المرشد الأعلى». ذلك أن إيران سبق لها أن هاجمت الأميركيين وأضعفت مصالحنا الوطنية خلال الثلاثين عاما الماضية، وقد تراوح ذلك من الهجمات الإرهابية المدعومة من إيران على السفارة الأميركية وثكنات قوات «المارينز» في لبنان عام 1983 إلى الهجمات بوساطة القنابل المزروعة على جانب الطريق في العراق خلال السنوات الأخيرة من حرب العراق. وبالتالي، فإن يدي إيران ملطخة بدم مئات الأميركيين، وهذا الأمر يجب أن يكون حاضرا في أذهاننا كسياق عندما نتعامل مع إيران حول أي موضوع من مواضيع الأمن القومي مثل المفاوضات النووية مع إيران. وعليه، فيمكن القول إن الافتراض الأساسي للتفاوض بحسن نية مع نظام مارق مثل هذا- أول دولة راعية للإرهاب على وجه البسيطة– هو محض خيال وخاصة حين يتعلق الأمر بالأسلحة النووية.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©