لا يكتفي “برج خليفة” بكونه ناطحة السحاب الأعلى في العالم، ولا بكونه ينتصب عند أرقى كيلومتر مربع من المرافق السياحية. فهو يقدم باستمرار ما يبهر سكان مدينة دبي وضيوفها الذين يضعون زيارته على قائمة برامجهم. و”برج خليفة” الذي يضم أعلى مطعم في العالم “أتموسفير”، شهد قبل أيام حدثا يدخله الموسوعات العالمية مرة جديدة مع قيام رجل العنكبوت الفرنسي ألان روبير بتسلق طوابقه وسط حشد من العيون الشاخصة إلى أقصى ارتفاع.
الفكرة بحد ذاتها تثير الاهتمام وتطرح أكثر من تساؤل. فعمليات التسلق ليست بالأمر الجديد على الرجل العنكبوت، ولكن الجديد أن يقوم باكتشاف مهارات لم يكن يتوقعها من قبل. فاعتلاء أكثر المباني العمرانية ارتفاعاً يشكل بالنسبة له تحدياً يفخر به ويضعه كالنجمة المضيئة على ملف مغامراته. ويكفيه فخراً أنه اجتاز بخلال 6 ساعات و14 دقيقة، بيديه وقدميه 828 متراً كأعلى رقم يمكن تسلقه لصرح في العالم. ليس هذا فحسب، فإن “برج خليفة” حاز الكثير من الألقاب كان آخرها تسميته “معلماً دولياً” من قبل مجلس المباني الشاهقة والمساكن الحضرية (CTBUH). وهي الهيئة العالمية المعنية بتصنيف المباني الشاهقة في العالم.
خطوات
البرج الشامخ كما المنارة التي تروي فصلاً من فصول الإنجاز الحضاري لدولة الإمارات، بدا في ذلك اليوم أكثر تألقاً حيث تجلت أمام الجميع، ومن جديد، عظمة هذه الهندسة المعمارية التي شغلت الناس في أصقاع الأرض. وعلى الرغم من أن البناء العملاق مغلف بالكامل بالواجهات الزجاجية، غير أن المهمة لم تقلق المغامر آلان روبير الذي اعتبر أن نكهة النجاح تنسيه الصعاب وتساعده على تحمل المخاطر وتجاهلها.
ولأهمية الحدث الذي يحبس الأنفاس، كان واضحاً حجم المهتمين الذين انتشروا قبالة البرج يراقبون خطوات العنكبوت التي بدت حذرة حيناً ومندفعة حيناً آخر. كانوا جميعاً مندهشين في عيونهم إعجاب، وفي أيديهم كاميرات يلتقطون منها أكثر اللقطات فرادى وتشويقاً.
مشاهد مشوقة
يتألف “برج خليفة” من 160 طابقاً، غير أنه يضم منصة للعرض تعرف بـ”قمة البرج” التي تستقبل الزوار حيث تمكنهم من الاستمتاع بإطلالات غير مسبوقة على مدينة دبي والمناطق المجاورة. وتمتاز المنصة بارتفاعها الشاهق، وتوفر مناظر بانورامية أشبه بما يمكن رؤيته من الطائرة.
وزوار المنصة ينعمون بالاطلاع على العروض التفاعلية التي تسبق صعودهم إلى الطابق 124. وتشمل المشاهد المشوقة التي توثق عملية تطوير البرج، والعروض التوضيحية المفصلة التي تعطي الزوار فكرة عن طبيعة التقنيات المستخدمة في بناء هذه التحفة المعمارية الاستثنائية.
ويقع المدخل إلى منصة “قمة البرج” في الطابق السفلي من “دبي مول”، وتضم منطقة الاستقبال مجسـماً كبيراً مضاءً لـ”برج خليفة”، لتعريف الزوار بمختلف أجزاء البرج العملاق. وتشمل الجولة الكثير من عروض الوسائط المتعددة ومنها “دبي بين الأمس واليوم” و”من الأرض إلى السماء” و”من الرؤية إلى الواقع”، والتي تروي قصة تطور مدينة دبي وصرحها المعماري الكبير “برج خليفة”.
10 أمتار في الثانية
يتم الصعود إلى الطابق 124 عبر مصاعد خاصة مؤلفة من طابقين، ويتسع كل طابق منها إلى 14 شخصاً، وتنطلق بسرعة مذهلة تصل إلى 10 أمتار في الثانية. وخلال أقل من دقيقة، يصل المصعد إلى “قمة البرج”، منصة المراقبة الوحيدة في العالم التي تضم شرفة مفتوحة على الهواء الطلق. وتحيط النوافذ بكافة أرجاء منصة المراقبة، ويمكن للزوار استخدام مناظير خاصة لرؤية الشوارع والمناطق المحيطة بالبرج في الأسفل. كما تتميز هذه المناظير بكونها مبرمجة لتتيح فرصة المشاهدة ليلاً أو نهاراً وعلى مسافات متفاوتة.
وعلى ارتفاع 442 متراً، وعند الطابق 122 من “برج خليفة” يقع مطعم “أتموسفير” الأعلى في العالم تحت منصة “قمة البرج” بطابقين فقط. وهو يكشف من كافة جوانبه جماليات المدينة ويمثل وجهة نموذجية للذواقة، ومحبي الأجواء الاجتماعية الفاخرة.
عدد اليوم
