السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عادل إمام .. يلعب مع الصغار ليستعيد بريق النجومية

عادل إمام .. يلعب مع الصغار ليستعيد بريق النجومية
31 مارس 2011 20:52
درج الفنان عادل إمام، ومنذ فترة ليست بالقليلة، على تقديم فيلم واحد في كل عام، وذلك بهدف البقاء في بؤرة الضوء، إذ لا يبدو حتى الآن، أن الزعيم قد قرر التقاعد، والاكتفاء بلقب النجم السابق، والواضح كذلك أن كلمة «السابق» تثير حساسية مربكة لدى كل من خبر المراتب المتقدمة، فتراه يتمسك بمكانه ما أمكنه ذلك، أو ربما يحسب نفسه يفعل، في حين قد تشير الوقائع إلى نتائج مغايرة. غياب البريق في فيلمه الأخير «زهايمر»، بطولته مع أحمد رزق وفتحي عبدالوهاب، إخراج عمرو عرفة، يظهر نجم الكوميديا فاقداً لكثير من البريق الفكاهي الذي عرف به، والمشكلة عادة بالنسبة للمميزين في ميادينهم، أنهم لا يسعهم الاكتفاء بمنافسة الآخرين، بل يتعين عليهم في الأساس أن يخوضوا غمار سباق دائم مع أنفسهم بالدرجة الأولى، هذا قدر المتقدمين دوماً، وهم غالباً ما يرسبون في امتحان الفوز على الذات، بعد أن يكونوا قد أحرزوا إنجازات باهرة بالمقارنة مع منافسيهم، لكن المفارقة أن هذه الإنجازات نفسها تكون أحياناً، بل ربما غالباً، سبب التراجع الحاصل، وإذا اعتبرنا فيلم «زهايمر» معياراً كافياً لمقاربة المستوى الذي أدركه النجم المخضرم فلا يعود الحكم بهبوط مفصلي في مسيرته النجومية خروجاً عن جادة الصواب. لائحة طويلة في ذاكرة المتابعين لعادل إمام لائحة طويلة من الأفلام التي تكفي استعادة اسم أحدها حتى يكون على المستعيد أن يبذل جهداً كي لا تأخذه موجه من الضحك النقي كما لو أن يشاهد الفيلم للمرة الأولى، وبين تلك الأفلام»اللعب مع الكبار» الذي شاركه بطولته النجم حسين فهمي، وهو أبدى خلاله تجلياً مثيرا للاهتمام، كان مقنعا حتى الرمق الأخير، ولم يعوزه أن يتكئ على أكتاف شركائه في الفيلم ليؤكد حضوره، أدى دوره المميز بإتقان، وجمع بسهولة يجيدها المحترفون بين السمة الفكاهية والبعد الدرامي، وبين الإيحاء بالرسالة التي ينطوي عليها العمل السينمائي أيضاً، أما في «زهايمر» فيبدو الزعيم كما لو أنه يؤثر اللعب مع الصغار، وليس في ذلك التوصيف أي انتقاص من مهارة أحمد رزق وفتحي عبدالوهاب، بل على العكس تماماً إذ يبدو واضحاً أن السيناريو قد راعى ضرورة إبراز عادل إمام من خلال تحجيم دور الممثلين الشابين اللذين عرف عنهما في أدوارهما السابقة الكثير من التألق المستحق. مكيدة الأبناء يدور الفيلم حول محمود شعبان، (عادل إمام) وهو والد ثري يقع ابناه في براثن البورصة، فيخسران أموالاً باهظة استدانها من أحد المصارف، الأمر الذي يهدد بدخولهما السجن، وعوضاً من اللجوء السلمي إلى الأب ليحل لهما المشكلة، يقرر الشابان الاحتيال عليه، لأسباب لم يبررها مجرى الأحداث، حيث لم يكن يبدو على محمود إشارات ولو بسيطة، تشير إلى أنه يفضل سجن ولديه على مدهما بالمال الكافي لإخراجهما من الورطة، وهو يملك منه الكثير، وقد فعل ذلك في النهاية بالرغم من مكيدة فائقة الأذى أعداه له، وكادت أن تقضي عليه. استنزاف الرصيد هذا التسطيح في حبكة الفيلم لا يشجع ممثلاً مبتدئاً على خوض غماره، لأن قليلاً من التبصر البديهي سيجعله واثقاً من كونه لن يقدم إضافة ذات شأن إلى رصيده المهني، أما بالنسبة لعادل إمام فالأمر يعني ببداهة أنه ينوي الصرف من رصيده الفني لتأمين ديمومة واهمة في مدار الرؤية، وهو يعلم جيداً أنها لو دامت لغيره لما وصلت إليه. مريض رغماً عنه يتفق الابنان مع مجموعة من الناس على إقناع والدهم بكونه مصاباً بمرض الزهايمر، وذلك تمهيداً لاستصدار حكم قضائي يتيح لهم الحجر عليه والتصرف بأمواله الكثيرة. يصحو محمود شعبان من النوم ذات صباح ليفاجأ بوجود خادمة في منزله لا يعرفها، كذلك هو يتلقى علاجاً لا علم به من ممرضة يراها للمرة الأولى. مع أنها تزعم أن ثلاث سنوات قد مرت على قيامها بخدمته، لا يقتصر الأمر على ذلك فهو عندما يسأل عن موقع اليوم الذي هو فيه من الأيام يتلقى الجواب بأنه يوم الخميس، إذن أين ذهب يوما الثلاثاء والأربعاء. يسأل بحرارة، فما يعلمه أنه عندما دخل لينام كان يوم الاثنين، والمصائب لا تأتي فرادى، إذ سرعان ما تدخل عليه خادمته المزعومة لتخبره أن أصدقاءه ينتظرونه في الصالون، ويخرج ليجد أمامه أناساً يشاهدهم للمرة الأولى وهم يتعاملون معه بوصفه صديقاً يربطه بهم الكثير من العشرة، وتشدهم إليه ذكريات مشتركة لا حصر لها. جدار مسدود الجميع يضيق خناق الذاكرة على الرجل، وعندما يتصل بولديه طالباً الاستعانة بهما لا يدور بخلده أنهما يقفان وراء هذه المؤامرة المحكمة المفاصل، ثم تتلاحق الأحداث واضعة العجوز الثري في دوامة يصعب احتمالها، وحتى عندما يحاول الاستعانة بماسح الأحذية الذي يتذكره جيداً لينتشله من المأزق، يبدي الأخير تجاوباً ما يشجع على الظن بأن موعد الخروج من الزهايمر المفتعل قد أزف أخيراً، تكون المفاجأة بقول الأخير أنه مسح له حذاءه الأبيض قبل أسبوع، يصاب محمود بالذهول، فهو لا يملك حذاء مماثلاً، ويبدو في غاية الانشراح عندما يبحث طويلاً عن حذاء أبيض فلا يعثر عليه، لكن الخادمة المزعومة تدخل فجأة وفي يدها واحد تقول أنه له. السباك المنقذ كان الأمر يؤول إلى إحباط كلي عندما تعطلت المغسلة وجرى استدعاء أحد السباكين لإصلاحها، تبرع الرجل في القول أنه عندما زار المنزل في المرة السابقة لم يكن فيه أحد من الأشخاص الذي يراهم اليوم، يتمسك محمود بالاعتراف الساذج،. ويثير اهتمامه حرص مريب من الممرضة (نيللي كريم) على مقاطعة السباك، ومنعه من الكلام، يسعه حينها ببعض الضغط على أعصاب الممرضة أن يحملها على الاعتراف، هو لا يكتفي بذلك بل يستقطبها للتآمر معه ضد ولديه اللذين يكون عليهما أن يتحملا الكثير من نزق والد «مصاب بالزهايمر»، فهو قرر التجاوب معهما في اللعبة واستغلال مرضه المزعوم لارتكاب الحماقات التي يقوم بها عادة من يعانون هذه الحالة المتطرفة من تراجع المقدرة العقلية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©