السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: المرحلة تستوجب التآخي والإصلاح لن يتحقق عن طريق العنف

علماء: المرحلة تستوجب التآخي والإصلاح لن يتحقق عن طريق العنف
31 مارس 2011 20:18
أمامنا ألف دليل على أن الفتنة استيقظت والاضطرابات والفتن اشتعلت وعملت الحرب الإعلامية عملها في كثير من الدول الإسلامية وهناك أدلة على أياد خفية تعبث بأمن دولنا واستقرارها ولا تريد لها الخير. وأكد علماء الأزهر ان الفتنة لم تعد نائمة وأن تحقيق المطالب لا يكون بالتظاهر وتخريب الأوطان وواجب المسلم في زمن الفتن اتباع نهج العلماء وعدم الانسياق وراء الأطراف الخارجية التي تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار وتهديد مستقبل ومقدرات الأمة الإسلامية. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم -رئيس جامعة الأزهر الأسبق- ان ما تمر به الأمة الإسلامية من احداث يستوجب من المخلصين أن يكونوا متضامنين تنفيذاً لدعوة الإسلام التي حضت على التعاون على البر والتقوى لا على الإثم والعدوان والمسلمون من أبناء الوطن الواحد يداً واحدة وكثيرا ما اختلطت دماؤهم دفاعاً عن الأرض والعرض.‏ مشيراً إلى أن حوادث الفرقة والفتنة هي الاستثناء الذي يعكر صفو الحياة وأن نبذ الخلاف وتجنب الفتن والمساس بأمن الآخرين أو الاعتداء عليهم واجب بأمر الله سبحانه وتعالى. كسريان النار وأضاف أننا في هذه الأيام نعيش فتناً عظيمة، كقطع الليل المظلم، تسري في الأمة كسريان النار في الهشيم وتوشك على أن تأكل الأخضر واليابس، وتهجم على العباد وتدمر البلاد، وقد حذرنا الله تعالى من الفتن لأنها إذا جاءت تخبط الناس ولا ينجو منها إلا القليل، قال تعالى: «وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» -الأنفال آية 25- كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بالله منها، وبالابتعاد عنها، وبترك المشاركة فيها، وأمرنا بإشغال النفس بالأعمال الصالحة والمسارعة إلى أعمال الخير، فقال صلى الله عليه وسلم: «ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا» رواه مسلم. ولقد ظهرت الفتن وتنوعت، كعدم احترام الصغار للكبار وتسلط الأشرار وضعف الأخيار، وعدم احترام العلماء وعدم رجوع الناس إليهم خاصة في أيام الفتنة والبلبلة، وتزهيد الناس فيهم، وتركهم إلى أناس جاهلين يفتون بغير علم فيضلون ويضلون، فتزيد الفتن اشتعالاً، والنار استعاراً، والله تعالى حفظ دينه بعلماء الدين، والأئمة المرشدين المخلصين، الذين جعلهم الله أعلاماً يهتدى بهم، وأئمة يقتدى بهم، وأنواراً تتجلى بهم الظلمات، وخاصة في أيام الفتن والأزمات، فهم يحفظون للأمة دينها، ويصونون عزتها وكرامتها، فالعلماء سياج واق، ودرع باق يمنع الأعداء من الهجوم على الدين، ويحمي الإسلام والمسلمين من كيد الكافرين والمنافقين، وهم ورثة الأنبياء في الأمة، وبتوجيهاتهم تخرج الأمة من الأزمات والفتنة. وطالب د.احمد عمر هاشم بالمحافظة على رأي الجماعة حيث إنها من أعظم أصول الإسلام مؤكداً وجوب التناصح والتعاون على البر والتقوى وأن الإصلاح والنصيحة هما الاسلوب الشرعي الأمثل، وليس بإصدار بيانات فيها فتن وتفرقة فالإصلاح لا يكون بإثارة الفتن. تناصح وتفاهم واكد أن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، وهو مما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه العزيز، وعظم ذم من تركه، إذ يقول جل وعلا «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون»- آل عمران الآية 103. وقال سبحانه: «ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم»- آل عمران الآية 105- وقال جل ذكره: «إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون»- الأنعام 159. وما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث، وندعو الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة، ووجوب التناصح والتفاهم والتعاون على البر والتقوى، والتناهي عن الإثم والعدوان. وقال إن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها، لمخالفة ذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا «وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلاً»- النساء الآية 83- والإصلاح والنصيحة لا يكونان بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة، وهذا ما قرره العلماء قديماً وحديثاً من تحريمها، والتحذير منها والأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة، ولا يكون معه مفسدة، هو المناصحة وهي التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان. أياد خفية ويرى الدكتور رأفت عثمان- عميد كلية الشريعة والقانون السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية- ان هناك أياد خفية تعبث في استقرار أوطاننا الإسلامية وهم يستغلون الدين لتمزيق الأوطان والشعوب والمجتمعات الإسلامية فهم تارة يلعبون على وتر الفتنة بين المسلمين والأقباط أو الفتنة بين المذاهب ولابد ان نعي أن الذين يسعون لتمزيق أوطاننا يستخدمون دوماً الشخصيات المتطرفة فكرياً كي يبثوا من خلالها ما يؤدي إلى الفتنة المنشودة. وقال: إذا كنا نبغي مواجهة الفتنة فعلينا ان نعي خطورة دور الإعلام في المرحلة الراهنة حيث يسعى البعض إلى استغلال مناخ الحرية في التعامل بشكل مثير وتحريضي في قضية بالغة الحساسية وهى قضية الوحدة كذلك على المؤسسات الدينية الإسلامية سواء كانت سنية أو شيعية أن تلعب دورها في منع التصريحات المسيئة والعمل على توجيه الدعاة للحديث فيما يجمع ولا يفرق. ودعا إلى ضرورة تطبيق قوانين الدولة على الجميع بلا تمييز أو تساهل مع أحد، مع أهمية تحمل المؤسسة الدينية لمسؤوليتها عن حل المشكلة. مخطط كبير ويحذر الدكتور أحمد كريمة- استاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- من فتاوى إباحة الفتنة التي يطلقها من وصفهم بـ «أشباه العلماء» والتي تنتشر بين الشباب ويقول إن الشريعة الإسلامية مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد، إذ لا طائل ولا جدوى من تحديد من هو على حق أو من هو على باطل، لأن القضية الأهم والأكثر إلحاحاً هي كيف يستطيع الجميع أن يواجهوا المخاطر الجسيمة التي تهددهم وهي مخاطر لن يفلت من آثارها أحد لأنها تحيق بالوطن العربي كله أهله وأرضه وضرعه وزرعه. وقال إن ما يحدث الآن في كثير من الدول الإسلامية فتنة يقودها أعداء الأمة الذين كرهوا استقرارها ويحتاجون إلى إثارة الخلافات المذهبية لشد عصب جماعتهم معهم أو منعهم من التأثر بالآخرين، وعندها ينساق بعض العلماء الذين يروجون للفتنة المذهبية أو الفتنة الدينية مع حيثيات التحرك السياسي الذي يقوده السياسيون ويغزيها بعض علماء الدين لخدمة هؤلاء السياسيين، ويجب علينا جميعا أن نرفع شعار الوحدة الإسلامية، وأن تتوحد المذاهب كلها من أجل مواجهة الفتنة والصهيونية والاستعمار، حيث يجتمع أعداؤنا جميعاً على قلب رجل واحد من أجل هدف واحد وهو القضاء على الإسلام، لذا يسعون إلى البحث عن كل ما يضعفنا ويفرق شملنا وهو مخطط كبير يجب أن نلتفت له. خطرها عظيم وشرها مستطير أكد الدكتور أحمد كريمة أن إثارة الخلاف المذهبي تعوق عملية التوحد والاصلاح، ولا بد من حركة جماهيرية في الدول الإسلامية لنبذ الخلاف وتوحيد الرؤى والاحتكام الى العقل للتصدي لمخططات الفتنة في عالمنا الإسلامي، لأن الفتن خطرها عظيم وشرها مستطير، وهي أنواع كثيرة، منها ما ظاهره خير، ومنها ما ظاهره شر، وأعظم الفتن ما كان في الدين، وهي من سنن الله في خلقه، قال تعالى «أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» -العنكبوت- فالناس لا يُتركون بلا فتنة، أي ابتلاء واختبار، بل لابد من ذلك ليتبين الصادق في إيمانه من الكاذب وهي واقعة على الجميع، قال تعالى: «لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا اذى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور» آل عمران، والآية تفيد أن الابتلاء واقع لا محالة، ويجب على المسلم التوبة من المعاصي والذنوب والسيئات، والاستعانة بالله عز وجل والفزع واللجوء إليه وحده، والرجوع إلى أهل العلم والفقه والصبر والتعاون على البر والتقوى، وتفقد المحتاجين ومساعدتهم، وتقديم العون لهم والمساهمة في المحافظة على الأمن ورعاية مصالح الناس وعلى الشباب المسلم الواعي التعقل والاتزان، والبعد عن التهور وألا يسيروا خلف رايات العابثين بأمن وطنهم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©