الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سبُّوبَة» نجومنا.. و «درس» لوبيز!

25 مايو 2010 21:41
بعيداً عن السعفة الذهبية والجوائز المختلفة التي خطفت أنظار العالم في مهرجان “كان” بفرنسا، كانت للممثلة والمغنية العالمية جينفر لوبيز، اهتمامات أخرى لا تقل أهمية عن الحصول على جائزة أو ملاحقة عدسات المصورين لها، فقد نجحت في جمع ما يقرب من 7 ملايين دولار من أجل الأبحاث الخاصة بمرض نقص المناعة “الإيدز”، الذي لا يزال يهدد البشرية، ويحصد عدداً من الأرواح عاماً بعد آخر. هنا يكون للنجومية معنى وهدف، فالنجومية ليست فقط الحصول على جائزة أو التواجد في مهرجان للتعاقد على فيلم جديد يدر الملايين على صاحبه، أو التخطيط لخطف عدسات المصورين من الحضور، لتصدر الصفحات الأولى في الصحف العالمية، أو لإطفاء نيران الغيرة من نجمة مرشحة لنيل جائزة، بل النجومية هي عطاء وتقديم خدمات للمجتمع وللإنسانية، إنها رسم ابتسامة على شفاه أحزنها المرض، هي مشاركة في أعمال خيرية لمساعدة محتاج أو يتيم، أو لإطعام فقير أو مسكين. هذه الخدمات هي التي تمنح الفنان قلادة النجومية، والتي لا يضاهيها أي جائزة فنية أخرى، مهما كانت قيمتها؛ لذا نرى ونسمع عن نجمات هوليوود وغيرهن في الغرب، كم يتسابقن في مضمار الخير، وكم يقطعن آلاف الأميال لزيارة منكوبين أو معدمين، أو للمساهمة في إزاحة ستار الألم عن مسرح الكوارث؟! من هنا، يتم تقدير هؤلاء الفنانين في الغرب، ومنهم من لا يحمل لقب سفير، ومع ذلك نراهم يتسابقون على تقديم خدمات إنسانية في كل بقاع الأرض، وهذا ليس بحثاً عن مجد فني أو شخصي، بقدر ما هو بحث عن شهادة تقدير يمنحها لهم إنسان يحتاج إلى من يمد إليه يد العون. وهذا بالطبع يختلف عن النجومية في عالمنا العربي، فأهل الفن والطرب عندنا - وهم كُثر - يحصلون على ألقاب سفراء للأمم المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط، مرة للسلام، وأخرى لمكافحة الجوع، وثالثة لليونيسيف، ورابعة لمواجهة الفقر، وخامسة للنوايا الحسنة، وكلها ألقاب تصب في خانة “التشريف”، وأحياناً “المنظرة”!.. فأهل الفن في عالمنا العربي الذين حصلوا على هذه الألقاب لم نرهم يساعدون أحداً، أو يحاولون التواجد في مكان منكوب لمسح دمعة طفل أو إنقاذ مستغيث، وكأنهم حصلوا على هذه الألقاب لوضعها على “رف” الجوائز التي يحصلون عليها. فالفنان العربي دائم البحث عن مصلحة أو “سبوبة”، فعندما يتوجه إلى جهة ما لحضور حفل أو مهرجان، ينصب هدفه على الفائدة التي ستعود عليه، وكيف يكوّن علاقات للمشاركة في فيلم أو مسلسل، أو التعاقد مع عن شركة إنتاج جديدة تدفع له أكثر في ألبومه القادم. فنحن لدينا “مصلحجية”، قد يحملون صفة النجومية، ولكن على الشاشة فقط، في مجتمع عربي “منحوس” ليس بنجومه فقط، بل بظروفه العامة، فأين فنانونا من فناني الغرب الذين يتشرفون بوسام الأعمال الإنسانية فوق صدورهم، وأين فنانونا من استثمار نجوميتهم في مشروعات مفيدة لهم وللإنسان العربي، الذي ينام ويصحو على قرع طبول حظه العاثر، فهل يعي فنانونا دورهم في المجتمع، بعيداً عن الأضواء واللهث خلف المصالح الشخصية، لنرى “النجومية” وهي ترفع لهم القبعة؟! soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©