الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصين واستفزازات كيم

25 مايو 2017 02:06
هل تعاقب الصين حقاً كوريا الشمالية على اختباراتها الصاروخية المتكررة وتهديداتها للعالم الخارجي؟ إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقول إن هذا ما يحدث لكن الاقتصاديين الذين يمعنون النظر في المعلومات يشيرون إلى أن الصورة ليست بهذا الوضوح، ويعتقد «كينت بويدستون» من معهد «بيترسون» للاقتصاد الدولي أنه ليس من الواضح تماماً إذا ما كانت الصين قد تخلت عن كوريا الشمالية، وذكرت مصلحة الجمارك الصينية يوم الثلاثاء الماضي أن البلاد لم تستورد فحماً من كوريا الشمالية الشهر الماضي في ثاني شهر على التوالي. وهذا يتسق مع الحظر المفروض على كل واردات الفحم من كوريا الشمالية الذي أعلنته بكين في فبراير، وهو إجراء يحتمل أن يتسبب في أعباء اقتصادية شديدة على نظام الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون. وتذهب صادرات كوريا الشمالية جميعها تقريباً إلى الصين، ويمثل الفحم ما يصل إلى 40% من الإجمالي، لكن من زاروا منطقة الحدود بين الصين وكوريا الشمالية في الآونة الأخيرة ذكروا أنهم رأوا شاحنات وعربات قطار محملة بالفحم تمر إلى الصين، ولا يرى الخبراء دلائل على قطع شريان مالي أساسي، وذكر بويدستون أن سعر صرف الـ«وون»، العملة المحلية لكوريا الشمالية، «مستقر بشكل ملحوظ». ويعتقد «بويدستون» أنه «لا يبدو أن هناك أي نوع من المحنة في كوريا الشمالية». وفي أوقات الأزمات السابقة، انضمت الصين إلى عملية فرض العقوبات الدولية واتخذت إجراءات لتبدو كما لو أنها تطبقها لكنها تخفف حدة موقفها هذا بعد بضعة شهور. وتشارك الصين حدوداً طويلة مع كوريا الشمالية ومهما بلغ ضيق بكين بنظام كيم، فهي لا تريد أن ترى انهيار كوريا الشمالية، لأن هذا قد يؤدي إلى تدفق سيل من اللاجئين عبر الحدود إلى الصين ويسمح للقوات الأميركية الموجودة حالياً في كوريا الجنوبية بأن تتقدم إلى الحدود الصينية، لكن ترامب الذي ناشد نظيره الصيني «شي جين بينج» التضييق على نظام «كيم» الحاكم أعلن الشهر الماضي أن لديه «ثقة مطلقة» في أن «شي» لن يدخر جهداً في سبيل هذا. وذكرت مصلحة الجمارك الصينية أن إجمالي صادرات كوريا الشمالية إلى الصين انخفض إلى 99.3 مليون دولار الشهر الماضي في أدنى مستوى فيما يقرب من ثلاث سنوات، وفي الشهور الأربعة الأولى من العام، بلغت الواردات القادمة من كوريا الشمالية نفس المستوى الذي كانت عليه العام الماضي عند نحو 600 مليون دولار، وهذا يتضمن ما يقرب من شهرين كاملين من تجارة الفحم بأسعار مرتفعة نسبياً، وبلغت صادرات الفحم إلى الصين في مارس وأبريل صفر تقريباً رغم أن «بويدستون» أشار إلى ضرورة توخي الحذر بشدة عند التعامل مع البيانات الصينية. ولم تتقلص صادرات كوريا الشمالية كثيراً، صحيح أنها انخفضت بين شهري مارس وأبريل لكنها ارتفعت 32% لتصل إلى مليار دولار في الشهور الأربعة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2016. ويؤكد وليام براون من جامعة جورج تاون أن «عجز كوريا الشمالية التجاري مع الصين بلغ أعلى درجة». وينتظر المدافعون عن فرض عقوبات أشد على كوريا الشمالية ليروا إذا ما كانت الصين ستوافق على فرض عقوبات أشد عن طريق مجلس الأمن الدولي لمنع إمداد كوريا الشمالية بالنفط. ويعتقد براون أن «الصين تستطيع إلحاق الضرر بكوريا الشمالية، والمحوري في الأمر ليس النفط نفسه، بل النفط المجاني الذي تقدمه الصين كمعونة». وتوفر الصين كل ما تستهلكه كوريا الشمالية من نفط تقريباً عبر خطوط أنابيب وتعتبر قطعه أقصى إجراء، لكن كوريا الشمالية ما زالت تطلق صواريخها وبكين تهدد بأن يكون قطع إمدادات النفط هو الإجراء التالي، الذي تنوي اتخاذه. وذكرت صحيفة «جلوبال تايمز» الصينية الناطقة بالإنجليزية الشهر الماضي «إذا قامت كوريا الشمالية بتحرك استفزازي هذا الشهر، فالمجتمع الصيني مستعد لأن يرى مجلس الأمن الدولي يتبنى إجراءات تقييدية قاسية غير مسبوقة مثل تقييد صادرات النفط إلى كوريا الشمالية»، لكن كوريا الشمالية أطلقت منذئذ ثلاثة صواريخ. ويعتقد أن الرئيس الصيني أصبح أكثر توتراً بسبب تحركات «كيم»، ووقع أحدث اختبار صاروخي يوم الأحد الماضي في الوقت الذي كان فيه كيم يستضيف قمة «حزام واحد وطريق واحد»، الذي يمثل أحد أبرز معالم سياسته الخارجية. *رئيسة مكتب واشنطن بوست في «طوكيو» ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©