الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

لوحات الطاقة الشمسية تغزو أسطح المنازل في الصين

لوحات الطاقة الشمسية تغزو أسطح المنازل في الصين
20 سبتمبر 2009 23:53
قبل أن تشتري أسرتها سخان مياه شمسياً كانت الصينية ليو يان تستحم بالطريقة التي اعتاد عليها معظم أفراد الطبقة العاملة الصينية لأجيال، وهي غلي الماء ثم تبليل قطعة من القماش لاستخدامها في إزالة الوسخ. واليوم تستحم ليو يان البالغة الأربعين عاماً من العمر وأسرتها يومياً وتغسل الصحون بمياه ساخنة، وذلك بفضل سخان ثمنه 220 دولاراً مصنوع من الصلب المقاوم للصدأ مركب على سطح منزلها ذي البلاط الأحمر، وأضحى هذا السخان رمزاً لتقدم المستوى المعيشي في الصين وقفزتها إلى عصر الطاقة النظيفة. في البلدة الساحلية البالغ سكانها 2.8 مليون نسمة، حيث تقطن ليو في إقليم ساندونج تستخدم 99 في المائة من المنازل سخانات المياه الشمسية وتنتشر هذه السخانات فوق سطح كل بيت تقريباً. التكنولوجيا الخضراء وفي السباق العالمي لتطوير تكنولوجيا خضراء وتقليص التغير الحراري، أصبحت الصين أكبر منتج للألواح الشمسية وطواحين الرياح، كما أنها تهيمن على تقنية لسخانات المياه الشمسية تعد أقل شهرة وشيوعاً من التقنية الغربية، ولكنها تتميز بالفعالية أيضاً. وتتألف الأجهزة المتواضعة الرخيصة الثمن، والتي تعتمد على مبادئ التسخين الشمسية القديمة، من صف مائل من الأنابيب الزجاجية ذات لون الكولا، والتي تمتص الحرارة من الشمس، تملأ الأنابيب بالماء البارد وعندما تسخن الأنابيب يصعد الماء إلى خزان معزول، حيث يظل ساخناً لأيام. وقد تطورت الأجهزة كثيراً بمرور السنين إلى درجة أن بعضها لا يلزمه أشعة الشمس المباشرة وهو ما يصلح استخدامه في مدن الصين التي يكثر فيها الضباب والأدخنة والرطوبة، وهناك طرز جديدة مزودة أيضاً بسخانات كهربية داخل خزانات المياه تشعل إذا زادت برودة الماء في أيام الشتاء القارس. وتنتشر مشاهد الأسطح المزدحمة بالسخانات الشمسية في كامل الصين وأحياناً في ظلال أدخنة الكربون والانبعاثات الكيميائية المؤذية. ويشكل تسخين المياه ربع استخدام الطاقة لمبنى عادي، وهناك تقديرات تشير إلى أن السخانات الشمسية الصينية منعت أكثر من 20 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون الذي كان سينبعث سنوياً إذا استخدمت الوحدات الكهربية. ولابد لبكين من استخدام السخانات إذا أرادت الإيفاء بهدفها الرامي إلى تقليص الاعتماد على الفحم الذي يغذي 80 في المئة من الطاقة المستخدمة، وتهدف الحكومة المركزية إلى تلبية 15 في المئة من احتياجات الطاقة من خلال المصادر المتجددة بحلول عام 2020، وتطمح بكين لأن تزيد سعة سخاناتها الشمسية إلى ثلاثة أمثال بحلول نفس العام، وذلك حسب منظمة السلام الأخضر الصيني. سخانات رخيصة ويبدأ سعر السخان من 220 دولاراً، وهو نفس سعر سخان كهربائي في الصين، أما في الولايات المتحدة، حيث تزيد تكاليف العمالة وتتجه النظم نحو التعقيد يمكن أن يبلغ سعر سخان المياه الشمسي 1500 دولار أو أكثر. هذا وقد نمت صناعة الطاقة الشمسية وازدهرت في الصين، حيث تنافس نحو 5000 مصنع خلال العقد الماضي أو أكثر، ما خفض الأسعار وزاد الجودة. ويقول بي بانجكوان رئيس «ريجاهاو جولد جانيت مولار باور»، واحد من 150 مصنعاً متمركزاً في المدينة: «إن السوق عملاقة ولكن المنافسة مخيفة»، وبحثاً عن زبائن جدد توجه بانجكوان إلى مناطق الأرياف، وهو ما يعني إرسال فرق المبيعات إلى القرى، حيث تنصب المنصة للمؤدين من المغنين والراقصين لترويج مزايا سخاناته الشمسية، ويروج كل مصنع لمزايا منتجه في تسخين الماء في غضون ساعات وعزل هذه الحرارة لمدة أيام. الأسواق الخارجية تبحث بعض الشركات الصينية الطامحة إلى زيادة مبيعاتها، عن طرق للنفاذ إلى دول أخرى بما يشمل الولايات المتحدة، ولا تنتج الولايات غير نحو 1 في المئة فقط من طاقة تسخين المياه الشمسية في العالم، ولكن التغير الحراري يدفع الأميركيين الى الاهتمام بهذه التقنية. ويحلم بي بانجكوان بأن يصدر، ولكنه يخشى ألا ترضي سخاناته الذوق الأجنبي، علماً بأن الأميركي العادي يستخدم نحو 100 جالون من الماء البارد والحار حسب الوكالة الأميركية لحماية البيئة، وفي الصين يستخدم المواطن الحضري نصف ذلك القدر، أما المواطن الريفي فيستخدم نحو خُمس ذلك القدر. غير أن العديد من النماذج الصينية الأقدم والأرخص بعيدة عن الكمال، فهي تفتقد عناصر التسخين المساعدة لتسخين الماء في الأجواء الغائمة، حيث يقول متقاعد صيني عمره 53 عاماً يدعى زياو «يجب علي أن أنظر الى الخارج وأتأكد من أنه يوم مشمس قبل أن أقرر الاستحمام، وإلا ستفاجأ بمفاجأة باردة». عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©