الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أفلام الأساطير والخيال العلمي.. إبداعات غائبة عن الإنتاج العربي

أفلام الأساطير والخيال العلمي.. إبداعات غائبة عن الإنتاج العربي
7 ابريل 2014 21:13
سعاد محفوظ (القاهرة) على مدار تاريخ السينما الغربية، فإنها استطاعت تحويل الأسطورة الخيالية إلى واقع يراه العالم على الشاشة، فمن أفلام «بازوليني» الصعبة، إلى أفلام «دراكولا ومصاصي الدماء وطرازان وسوبرمان ورامبو»، وحتى الصور المتحركة التي يدمنها الأطفال في المجتمعات الحديثة وأفلام الخيال العلمي التجارية والمنتشرة بكثرة. استفادت السينما في كل عصورها من الأساطير القادمة من كل أنحاء العالم وظلت تنهل منها، ويعتبر النصف الأول من الثمانينيات أزهى العصور التي شهدت أقوى علاقة تقوم بين حكايات الأساطير والسينما، فالذي جاء في هذه الحكايات يجيء على هوى صناع السينما، وخاصة الباحثين عن الخوارق، الذين وجدوا في الأساطير منبعاً خصباً لما يبحثون عنه من حكايات. منذ الألفية الجديدة ظهرت مجموعة من الأفلام، تحاكي الخوارق ولاقت رواجاً كبيراً، كما في سلسلة «هاري بوتر»، إلى جانب عدة أفلام ارتبطت بفكرة نهاية العالم كما في فيلم «2012»، الذي تمحورت فكرته حول أسطورة نهاية الكون، التي وردت في رزنامة شعوب المايا والأزيتيك. ممنوع من العرض وفي السينما الهوليوودية نجد أيضا معالجة لسيرة حياة الأنبياء، وتناول الجانب الخارق فيها، كما في الأفلام التي تناولت سيرة يسوع المسيح، ومؤخرا فيلم عالج قصة النبي «نوح»، المأخوذ من شخصية نبي الله«نوح» والطوفان الذي اجتاح المنطقة وقتها، والجدير بالذكر هنا أن الأزهر رفض عرض الفيلم تماشياً مع تحريم ظهور الأنبياء وتجسيدهم في السينما، لأنه يتنافى مع المقدسات الدينية وحرمة تجسيد الأنبياء، في نفس الوقت الذي منعت في الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج أيضاً عرض فيلم «نوح». ورغم ثراء تراثنا العربي بالعديد من القصص الأسطورية، إلا أن السينما العربية لم تأخذ حظها من هذا التراث ومالت أكثر إلى أفلام التراجيديا الاجتماعية الواقعية. باستثناء أفلام مثل «عروس النيل» و«نور الدين والبحارة» و«حلاق بغداد»، وهي أفلام أقل أهمية في توظيف الأسطورة، فلم نجد أفلاماً للآن تعبر عن الأسطورة العربية، هذه الأسطورة التي أخذت السينما العالمية عنها عدة أعمال مثل «لص بغداد» و«سندباد» و«علي بابا والأربعين حرامي» و«علاء الدين والمصباح السحري».. فعلى سبيل المثال تناولت السينما الهوليوودية شخصية سندباد في أجواء عربية عصرية، تارة هو مغامر وعاشق، وأخرى وهو بحّار تائه في بحار السحر والظلمات باحثاً عن مغامرات جديدة. «شطحات كاذبة» ولم تكن أفلام الخيال العلمي حكراً على هوليوود، ولكنها انتشرت في الأسواق العالمية، ونجحت في استقطاب شرائح اجتماعية متنوعة، نظراً لتربعها على صدارة صناعة الأفلام، الأمر الذي مكّن صناع السينما من استخدام تقنيات جديدة مثل المؤثرات والخدع البصرية الخاصة مقارنةً بالعقود الماضية. أما السينما العربية، فقد قدمت القليل من أفلام الأسطورة والإثارة والخيال العلمي، ويرجع سبب قلة هذه الأفلام خوفاً من الصدام مع الدين، كون عالم الجن والأرواح يرتبط بشكل مباشر بالدين، كما أن المشاهد العربي ينظر إلى الأسطورة باعتبارها «شطحات كاذبة»، وحسب رؤية الناقد طارق الشناوي فإن «فكرة وجود وحش أو لعنة أو شبح وغيرها من أيقونات الرعب يعتبره المشاهد العربي نوعاً من الكوميديا، لذا لم تحظ هذه الأفلام رغم قلتها بالنجاح الكبير. وأوضح الشناوي قائلا: يعد فيلم «سفير جهنم»، بطولة الراحل يوسف وهبي أولى تجارب سينما الخوارق في مصر والعالم العربي، حيث جسّد شخصية الشيطان الذي يغوي الإنسان، وأيضاً هناك فيلم «الإنس والجن» للفنان عادل إمام، و«التعويذة» للفنان عزت العلايلي، وأعتقد أن نجاح هذه الأفلام يرجع إلى شخصية النجم عند الجماهير، فضلاً على وجود عشرات أفلام الأسطورة والرعب التي فشلت جماهيرياً، بسبب تكرار الأفكار، وعدم الابتكار في تقديم شيء مختلف يستحق اهتمام الجمهور. وأشار إلى أن المخرج كمال الشيخ كان أشهر من قدّم أفلاماً في مجال الرعب أو الخيال العلمي أو الإثارة، ومن أشهر أفلامه، «المنزل رقم 13»، وفيلم «قاهر الزمان». أما الناقد الفني شريف كمال، فيرى أن فيلم الخيال العلمي يختلف عن الواقع في جوانب عديدة، أبرزها أنه يعطي تفسيراً غير منطقي للأحداث التي يناقشها، حيث يتحدث صناع هذه الأفلام عن اكتشافات مستقبلية، وتطورات تكنولوجية غير معروفة في عالمنا، كما أن أفلام الرعب أو الخيال العلمي لا تحتاج إلى الالتزام بالقوانين المادية في العالم الذي نعيش فيه، لأنها سينما الخيال والإبهار، وأكد أن السينما العربية غائبة تماماً عن مشهد أفلام الأسطورة أو الخيال العلمي، نظراً لوجود إشكاليات دينية تحرّم تناول مثل هذه المواضيع في الفن. بين الأسطورة والبطولة الشعبية لعله من المهم توضيح الفرق بين ما هو خارق وبطولي، وما هو شعبي، فالبطولي يقوم على فكرة وجود بطل يقوم بأفعال خارقة للعادة، بينما الشعبي هو الذي ينبني على أفكار ما ورائية مثل السحر وحدوث أمور خارقة للطبيعة والمألوف كما يحدث في الأساطير. ويتمتع البطل الأسطوري الشعبي في الغالب بقوى جسدية خارقة.. عملاق ممتلئ العضلات يجيد النزال والقتال واستخدام أدوات الحرب التقليدية وأغلبها السيف، ويستطيع البطل الأسطوري أن يقهر أشياء عديدة فيحطم شمشون المعبد، ويخترق لص بغداد حواجز الزمان والمكان من أجل إحضار الوردة الزرقاء لأميرته المريضة، ويسعى ماشيست إلى قهر رجال لا يقهرون في أكثر من مغامرة. وقد حوّلت السينما الأميركية والإيطالية البطل الأسطوري الخارق إلى بطل واقعي تارة. ثم إلى بطل مستقبلي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©