خطباء الجمعة يحذرون من اللجوء إلى الديون في غير حاجة

حذر خطباء الجمعة أمس في الخطبة التي خصصتها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف للحديث عن موضوع ''التنفير من الدين''، وأخذ أموال الناس وعدم ردها· وطالب الخطباء بعدم الإكثار من الديون في غير حاجة أو ضرورة ملحة، ودعوا إلى الانتفاع بما آتاه الله للناس من مال· وقال الخطباء: ''لقد ندب الله عز وجل إلى القرض وأثاب عليه، فقال تعالى: ''من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة''، وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم، على قضاء حوائج المسلمين ونفعهم بما تيسر من مال والتنفيس عنهم فقال: ''من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة''· وفي الوقت نفسه، حذّر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ أموال الناس وعدم ردها، فقال: ''من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله''· وكان رسول الله يستعيذ من الدين فيقول: ''أعوذ بالله من الكفر والدين''· وشدد الخطباء على أن المسلم لا يلجأ إلى الدين إلا إذا كانت هناك ضرورة، أو حاجة قاهرة، وأشاروا إلى أن الدين يؤثر على النفس الإنسانية، مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها''، قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: ''الدين''· بل يؤثر على العمل الصالح، لقول رسول الله: ''نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه'' أي محبوسة عن دخول الجنة حتى يقضى دينه· وفي هذا الحديث دعوة إلى الإسراع بقضاء دين الميت، وذلك لإزالة ما يحبسه عن دخول الجنة، ويمكن لولي الميت أن يسأل الدائنين أن يبرئوا الميت من الدين، أو أن يجعلوه حوالة على الولي يتكفل لهم بالدفع عنه، إسراعاً بتبرئة ذمته· وقال الخطباء: ''تهاون بعض الناس بأمر الدين، وأساؤوا استخدامه، فاستدانوا فيما لاضرورة له، فيلقنعْ كل منا بما قسمه الله تعالى له، ولا يلجأ إلى الدين إلا إذا كانت هناك ضرورة ماسة، فقد قال رسول الله: ''ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس''· وأكد الخطباء أن القناعة من علامات الفلاح، تحقيقاً لحديث رسول الله: ''قد أفلح من أسلم ورُزق كفافاً وقنّعه الله بما آتاه''·