الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصرع» لا يمنع صاحبه من الزواج وممارسة حياته الطبيعية.. لكن!

«الصرع» لا يمنع صاحبه من الزواج وممارسة حياته الطبيعية.. لكن!
7 ابريل 2014 21:08
خورشيد حرفوش (أبوظبي) هل فكر أحد منا ماذا يمكن أن يفعل إن تصادف وجود شخص يعاني الصرع في مكان العمل، أو المدرسة أو الجامعة، أو في أي مكان عام، أو في عرض الطريق، أو على الشاطئ، أو في الأسواق أو في أي مكان آخر. وفي أحيان كثيرة يتسبب ذلك - دون قصد - في إيقاع الأذى بالشخص المريض، أو عدم تقديم الإسعافات اللازمة، وقد يترتب على ذلك نتائج وخيمة؟. شحنة الدكتورة أماني علي سيف الزعابي، اختصاصية الباطنية وطب الأعصاب، في مستشفى زايد العسكري، ورئيس برنامج «البورد» العربي للأمراض الباطنية، تعرف الصرع بأنه: «حالة عصبية شائعة تسبب من وقت لآخر اختلالاً وقتياً في النشاط الكهربائي الطبيعي للمخ، نتيجة نشاط حاد وتفريغ للشحنة الكهربائية من بين الخلايا العصبية في المخ، مما ينتج عنه تشنجات وتقلصات عضلية لا إرادية، أو تصرفات غير اعتيادية مصحوبة عادة بفقدان الوعي. ويكون لهذه الشحنات تأثير على وعي الإنسان وحركة جسمه وأحاسيسه لمدة قصيرة من الزمن وهذه التغيرات الفيزيائية تسمى تشنجات صرعية، أو (الاضطرابات التشنجية). ومن الممكن أن تكون العوامل التي تؤدي إلى مرض الصرع موجودة منذ الولادة، أو قد تحدث في سن متأخر بسبب حدوث إصابات أو عدوى أو حدوث تركيبات غير طبيعية في المخ أو التعرض لبعض المواد السامة أو لأسباب أخرى غير معروفة. الأسباب والأعراض وتوجز أسباب الصرع، وتقول: «هناك مؤشرات تؤكد أن نسبة 5 إلى 10% من الحالات نتيجة عوامل وراثية، و40% نتيجة خلل في الدماغ، كالتشوهات، أو الأورام، أو السكتة الدماغية، أو نتيجة تناول أدوية معينة كمضادات الاكتئاب في بعض الأحيان. ويبقى السبب غامضاً عند نصف الحالات المصابة تقريباً. وهناك صرع عام لـ 30% من الحالات، وصرع جزئي لـ 70% الأخرى، والنوبات الجزئية أو البسيطة يكون فيها المريض على اتصال بالواقع، مع وجود مشكلات في الحواس كالشم والتذوق، ومشكلات في المعدة وإحساس بالخوف، ومدة النوبة تتراوح ما بين ثلاث ثوانٍ إلى ثلاث دقائق، أما في النوبة الجزئية المعقدة فنجد فقداناً للاتصال بالواقع، وصدور حركات غريبة من المريض كمضغ الفم، تتراوح أيضاً ما بين ثلاث ثوان إلى ثلاث دقائق، ويمكن للشحنات الكهربائية أن تنتشر وتؤدي إلى نوبة عامة، وفي النوبة العامة نجد أن المريض يفقد الوعي ويسقط على الأرض، ونلاحظ التشنج والتصلب العضلي العام مع إفرازات لعابية من الفم. «نوبات الصرع» يعتمد التشخيص على الوصف الدقيق للحالة من قبل أهل المريض الذين يشاهدون «نوبة الصرع»، ثم تخطيط الدماغ لتصنيفها عن طريق الرنين المغناطيسي، وتحليل الدم وأخذ «خزعة» عينة من سائل النخاع في أول مرة تحدث التشنجات. أما الإسعافات الأولية، فتتمثل في أهمية وضع المريض جانبه لدفع اللعاب إلى الخارج وإبعاد الأجسام الصلبة أو الحادة عنه، وتجنب وضع أي مادة أو سوائل في فمه، وإذا استمرت النوبة أكثر من 5 دقائق أو تكررت، فعلى المحيطين به طلب المساعدة الطبية العاجلة، وينصح تجنيب المريض التحديق الأضواء البرّاقة، وعدم أخذ أي عقاقير علاجية إلا بإشراف الطبيب المعاجل. وتضيف: «إذا كان مسبب الصرع قابلاً للإزالة بالجراحة، ولا يمكن التحكم بالمرض بواسطة العقاقير، فيمكن علاجه جراحياً في المراكز المتخصصة، وعادة ما يكون العلاج لمدة سنتين بشرط حدوث تحكم في المرض دون أي نوبات في هذه الفترة. رسالة وتؤكد الدكتورة الزعابي: «يمكن لمريض الصرع الزواج وممارسة حياته الطبيعية، ولكنْ هُناك عدة نصائح عامة يمكن أن نوجهها لأسرة المريض، متابعة مواظبة المريض على تناول العلاج، تجنب العوامل التي تساعد على ظهور النوبات مثل السهر والمجهود الجسدي المفرط. توضيح وتحذير توضح الدكتورة الزعابي أنه من الأهمية أن يشرح الأهل للابن المصاب طبيعة حالته بوضوح وصراحة، وجعله لا يخجل على الإطلاق من مرضه، وإخبار المدرسة بالحالة حتى تتعاون مع الأسرة في البرنامج العلاجي وانتظامه في تعاطي العقاقير. ونؤكد على عدم استعمال «أقفال داخلية» في الحمامات ودورات المياه في منزل المصاب، لتجنب إغلاقه الباب على نفسه أثناء وجوده، فقد تنتابه النوبة ويصعب إسعافه. ونحذر أسرة المريض ألا تتعامل معه معاملة خاصة تختلف عن معاملة إخوته، حتى لا يشعر بالنقص، أو أن مرضه يعوق اندماجه وممارسة حياته وأنشطته بشكل طبيعي، كما ننصح بتسجيل أوقات نوبات الصرع، ومددها ووصفها ولو بالتقاط بعض الصور لتسجيلها، وتزويد الطبيب المعالج بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©