هيّا ابك.. ما نفع أن تكون راشداً لا صوت لك؟

شعر: لروبرت بلاي ترجمة: منى العبدلي نداء وجواب قل لي، لِمَ لا تعلو أصواتنا هذه الأيام؟ لِمَ لا نبكي على ما يجري؟ هل انتبهت إلى الخطط التي توضع للعراق؟ وإلى غطاء الثلج الذي يذوب؟ أقول لنفسي «هيّا ابك» ما نفع أن تكون راشداً لا صوت لك؟ ارفع صوتك عالياً ولتنظر من ذا يجيبك. «هذا نداء وجواب» لزامٌ علينا أن ننادي بصوت عال وعلى وجه الخصوص، كيما نبلغ ملائكتنا الذين بالكاد يسمعون. مختبئين في أوعية يملؤها الصمت إبان حروبنا هل رضينا عن كثير من الحروب بحيث لم نقو على الفرار من الصمت؟ إن لم تعلو أصواتنا، سنتيح للآخرين (الذين هم نحن) أن يسرقوا البيت ألسنا نحن الذين انصتنا لكبار الباكين نيرودا، أخماتوفا، ثورو، فريدرك دوغلاس والآن، نحن صامتون كعصافير الدّوري في الشجيرات الصغيرة. يقول بعض الأسياد إن حياتنا تدوم لسبعة أيام فقط أين نحن في الأسبوع؟ ألم يحن يوم الخميس بعد؟ أسرع، ابك الآن! فعما قريب ستأتي ليلة الأحد. ما تريده الأشياء دع الأشياء تأخذ مكانها الخاص وإن كانت الغرفة صغيرة فالأريكة الخضراء تحب أن تكون هنا القصب المتزاحم في طين المستنقع يروق له ذلك دع الأشياء كما هي فمن يدري من منا يستحق العيش أكثر؟ ? روبرت بلاي شاعر أميركي ولد عام 1923 له ثلاثون ديواناً شعرياً، وله الفضل في إحداث تغيير كبير في حركة الشعر الأميركي، ومنح قصيدة النثر الأميركية الجديدة طابعها الخاص المتحرر من الصيغ التأسيسية الفرنسية. وقد لعب بلاي دورا مباشرا في تطوير التجارب الشعرية الأميركية الشابة، من خلال مجلّته (الخمسينيات The Fiftie)، التي تبدّل اسمها في العقود التالية، فأصبح: (الستينيات)، السبعينيات)، (الثمانينيات)، و(التسعينيات). أصدر بلاي أكثر من 41 مجموعة شعرية، لعلّ أشهرها مجموعته المبكرة «الصمت في الحقول الثلجية» 1962؛ و»مجد الصباح» 1969، والتي ضمّت قصائده النثرية؛ و»هذه الشجرة ستمكث هنا ألف سنة» 1985، كذلك كتب في النقد، والفلسفة، والسياسة وكان دافعه الأول هو (مناهضة الحرب الأميركية في فيتنام بصفة خاصة)، وترجم العديد من الأعمال الشعرية الأوروبية والأميركية الجنوبية والشرقية (مثل قصائد المتصوّف جلال الدين الرومي). والقصيدة التي ننشرها هنا، وتحمل عنوان «نداء وجواب» تحمل في طياتها نقدا مريرا لسياسات الإدارة الأميركية الخاصة بشن حروب في أنحاء متعددة من العالم، ويتوقف على وجه الخصوص أمام الحرب في العراق، وانعكاساتها المؤلمة على النفسية الأميركية، التي تتوازى مع ما تتركه من مآس في ذلك البلد الجريح.