الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

قيمة «النوط» تتراجع في بورصة «العيدية» لصالح الهدايا والسفر

قيمة «النوط» تتراجع في بورصة «العيدية» لصالح الهدايا والسفر
20 سبتمبر 2009 00:22
تعود عائشة عبدالله الموظفة في احدى المؤسسات بذاكرتها الى الوراء عندما كانت تستيقظ باكرا في اول ايام العيد وترتدي وقريناتها اجمل الملابس، ثم يبدأن بتجميع العيدية من دراهم قليلة تبث الفرحة في نفوسهن. وتقول عائشة «كنا نتجمع في ميدان الرولة في إمارة الشارقة ونحصل على العيدية ونلعب بالالعاب القديمة ونستمع إلى الرزفة والهبان، فقد كانت العيدية تحمل في طياتها الفرحة والتواصل واحساس جميل يذكرنا بالطفولة». على ان قيمة العيدية التي هي عبارة عن النقود تراجعت الايام الحالية بين الاطفال على حساب مطالباتهم بشراء هدايا قيمة او الذهاب في رحلات للتنزه سواء داخلية وخارجية، خاصة وان «النوط» اضحى لا يعني شيئا لاطفال هذه الايام، وفق عائشة. ويقول عبدالعزيز المسلم مدير إدارتي التراث والشؤون الثقافية بدائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، ان العيدية هي عادة من العادات المعروفة في أرجاء الوطن العربي ولها مكانة وأهمية في نفوس العديد منا وخصوصا الأطفال، وفرصة لإعطاء الناس المحتاجين من غير احراج. ويضيف كان الدرهم في السابق «النوط» أغلى عيدية ولكن الآن أصبح الطفل لا يرضى بهذا المبلغ ولا يقتنع به وتطلعاته تغيرت، ففي السابق يشتري الطفل الحلويات والآن يشتري «الايبوت» و»اللاب توب» وغيرها من الالكترونيات، بسبب الطفرة الاقتصادية، لكن تبقى قيمة العيدية متمسكة بالقيم المعنوية وليس القيمة المادية. وأضاف «هناك نوعا من النزعة الاستهلاكية في المبالغة بالعيدية لدى بعض الاشخاص، وذلك من خلال المبالغة في قيمة العيدية مما يثقل كاهل الكثيرين». وقال المسلم «أعتقد ان المبالغة في العيدية عادة غير محمودة و تكون بقصد التباهي والتعالي ويجب ان تكون بقصد محمود كإعانة الأهل عن طريق إعطاء العيدية للطفل»، مشيرا الى وجود بدائل للعيدية كتقديم الهدايا والصكوك الوطنية. وتقول موزة عبيد «موظفة»، إن رائحة النقود «النيطان» هي رائحة العيدية ولا تزال ذكريات الطفولة في مخيلتي، فقد كنا نفرح بالدرهم والنصف درهم ونضعها في «الخريطة» ولكن الآن اصبح للعيدية مفهوم آخر وتغيرت عما كانت في السابق وأصبحنا نقدم الهدايا عوضا ً عن النقود. من جانبه، يقول عمر أحمد «موظف» إن طابع التكلفة الذي يغلب على هذا التقليد الموروث قد أسهم إلى حد بعيد في المزيد من التكاليف المادية التي تقع على عاتق الرجال، لكن بالمقابل لا يستطيع أي شخص أن يتخلى عن هذا التقليد ولو وصل به الأمر إلى الاستدانة لتغطية هذه النفقات، والعيدية تقليد جميل ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ولا يجوز أن نتخلى عنه مهما كانت الظروف الاقتصادية صعبة. ويقول الوالد سالم محمد «سابقا بعد أداء صلاة العيد يتجمع الأطفال للحصول على العيدية ويذهبون من حي إلى آخر للحصول على الربع أو النصف درهم أو ما يتيسر حصوله من الأهالي، ولكن الآن اغلب الأطفال لا يخرجون من البيت في يوم العيد».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©