الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محللون: الطاقة النووية السلمية هي الحل

محللون: الطاقة النووية السلمية هي الحل
19 يوليو 2008 01:27
بإمكان المدافعين عن ضرورة تبني خيار الطاقة النووية أن يوجزوا لائحة ادعائهم ببساطة في جملة واحدة مفادها ''لم يتبق لدينا خيار آخر''، بحسب محللين· وإذا ما كان العالم يرغب في التصدي لتهديدات الاحتباس الحراري العالمي ويلبي في ذات الوقت حاجاته المتزايدة إلى الكهرباء، فليس من سبيل أمامه سوى تنفيذ التوسعات الطموحة في الطاقة النووية· وفي الوقت الذي يتفق فيه العلماء على أن غازات الدفيئة الناجمة من غاز ثاني اكسيد الكربون أخذت تتكدس وتحتشد في الغلاف الجوي وتسهم بشكل رئيسي في زيادة متوسط درجات الحرارة العالمية، أصبحت الكهرباء تسهم بحوالي ثلث انبعاثات الدفيئة في الولايات المتحدة الأميركية التي يأتي معظمها من احتراق الوقود الأحفوري من أجل انتاج الكهرباء· على أن محطات الطاقة النووية وعلى العكس من ذلك لا تؤدي إلى انبعاث أي قدر يذكر من ثاني أوكسيد الكربون أو الكبريت أو حتى الزئبق· وحتى عند الأخذ في الاعتبار ''الدورة الحياتية الكاملة'' للانبعاثات بما في ذلك تعدين اليورانيوم أو وقود الشحن البحري أو في انشاء المحطات أو إدارة النفايات، فإن ثاني أوكسيد الكربون الذي تنتجه الطاقة النووية يمكن مقارنته بما تنتجه طاقة الرياح والطاقة الهايدرولوكية وأقل مما تنتجه الطاقة الشمسية· بيد أن الطاقة النووية بالطبع ليست هي الحل الأمثل الوحيد، فإننا في حاجة للحصول على المزيد من الطاقة من المصادر غير الملوثة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح· ولكننا يجب أن نكون أكثر واقعية بشأن محدودية مثل هذه البدائل، وكما هو الحال فإن محطات الطاقة النووية البالغ عددها 104 محطات في الولايات المتحدة الأميركية تسهم بحوالي خمس اجمالي الطاقة في الدولة، بينما لا تشكل طاقة الرياح سوى واحد في المئة تقريباً وتسهم الطاقة الشمسية بقدر أقل من ذلك· لذا فإن أي زيادة في أعداد محطات الطاقة النووية بإمكانها أن تساعد حتى ولو لم توفر الحل الكامل للمشكلة، أما الأهم من ذلك ومن وجهة نظر استبدال الوقود الأحفوري، فإن الطاقة النووية بإمكانها تلبية الطلب على الكهرباء 24 ساعة في كل يوم، بينما لا تستطيع الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح فعل ذلك· يرى منتقدو الطاقة النووية أن التكلفة الباهظة لبناء وتمويل محطات جديدة، فضلاً عن تلك العوامل المرتبطة بالسلامة والأمن، يجعلها غير ذات جدوى اقتصادية مقارنة بالمصادر الأخرى للطاقة· ولكن هذا الادعاء باطل ومضلل لعدد من الأسباب، أولها أنها مكلفة بالفعل ولكن في المرحلة التي لم تكن قد بدأ فيها تشغيل أي محطة نووية جديدة· ومن المهم أن نتذكر أن صناعة الطاقة النووية وبرغم أنها موجودة منذ فترة طويلة، فإنها ما زالت في مراحلها الأولى ولم تحقق الانتشار المطلوب في جميع انحاء العالم· وكذلك فإنها صناعة ما زالت تعاني من النقص في قطع الغيار والكوادر الماهرة وبشكل يؤدي إلى ارتفاع تكاليف المحطات الجديدة، ولكن وبمجرد الشروع في بناء المزيد من المحطات، فإن أعداد الشركات التي تزود الصناعة بالأجزاء وقطع الغيار سوف تتكاثر من أجل مقابلة الطلب وبشكل يؤدي إلى انخفاض الأسعار· والأهم من ذلك فإن الطاقة النووية تبدو للوهلة الأولى صناعة غير قادرة على المنافسة، وذلك بسبب أن الوقود الاحفوري الأرخص ثمناً مثل الفحم لا يعكس التكاليف الباهظة التي يتكبدها العالم من انبعاثات الكربون وتأثيراته على البيئة، وخاصة أن العالم أصبح في طريقه لأن يفرض ضرائب باهظة على انبعاثات غازات الدفيئة في جميع دول العالم· وبصرف النظر عن هذه الضريبة، فإن الارتفاع الكبير الذي بدأت تشهده أسعار الغاز الطبيعي أصبحت الطاقة النووية أكبر تنافسية، لذا فإن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وحده يعتبر سبباً كافياً لتبرير المضي قدماً في إنشاء المحطات النووية· أما بالنسبة لمسألة السلامة فإننا نعيش في عالم ما زال متأثراً بحادثة محطة جزيرة ثري مايل في بنسلفانيا في عام 1979 وانفجار مفاعل شيرنوبيل في أوكرانيا في عام ،1986 ولكن الحقيقة تؤكد أن المحطات النووية في الولايات المتحدة على الأقل أصبحت تتمتع بقدر أكبر بكثير من السلامة عما كان عليه الحال في السابق· فمن الواضح أن تلك الحوادث شجعت الجهات التنظيمية والصناعة نفسها على العمل من أجل تعزيز إجراءات السلامة في المحطات النووية الأميركية، والآن فقد أصبح هنالك المزيد من اجراءات وتطبيقات السلامة في هذه المحطات، بالإضافة إلى أن الأفراد في هذه المنشآت حصلوا على تدريب أفضل بكثير· كما أن المفاعلات نفسها قد أعيد تصميمها بحيث يندر ظهور مثل تلك الأحداث مرة أخرى، وحتى في حال حدوث أي من هذه الحوادث الخطيرة فإن المحطات الأميركية أعيد تصميمها من أجل التأكد من أن الإشعاعات سوف يتم توجيهها إلى الغلاف الجوي بعد أن أصبحت هذه المفاعلات تحتوي على أقل قدر ممكن من المضخات والمواسير وتعتمد بشكل أكبر على الجاذبية من أجل نقل مياه التبريد إلى القلب النووي الساخن، مما يعني تقليل امكانية حدوث أي عطب في المعدات، أما الأهم من ذلك فهي تلك التكنولوجيات الحديثة المتقدمة التي أصبحت تستخدم في اجراءات وتطبيقات التخلص من النفايات النووية· عن ''وول ستريت جورنال''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©