الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقتنا كبيرة بالعين

24 مايو 2017 22:09
نثني على الطريقة الرائعة التي تدبر بها العين مباراته أمام استقلال طهران بكل هوامشها المشتعلة، أم نتحسر على أنه خسر مباراة بالحصة الأكثر خبثاً من جزئية صغيرة لم تكن في الحسبان؟ لا خلاف على أن العين نجح في إدارة مباراة طهران في جولة ذهاب ثمن النهائي لدوري الأبطال، بالأسلوب الفني والتكتيكي الذي تحتاج إليه المغامرة الآسيوية، وبالمقاربة النفسية والبدنية التي يفرضها نزال يجري على صفيح ساخن، حيث تلعب الكثير من المؤثرات الخارجية دورها في تحديد المصائر، ولا يمكن البتة أن نلوم لاعبي العين على خساراتهم الصغيرة، التي كانت بفعل فاعل خرج سهواً من دائرة الإعراب في لحظة قاتلة من عمر المباراة، إلا أن هناك حسرة بالفعل على أن العين فقد هامشاً صغيراً بطهران، وهو الذي كان مؤهلاً بحكم ما كان عليه نظام اللعب من تماسك وتناغم لأن يبصم على تأهله ذهاباً قبل جولة الإياب باستاد هزاع بن زايد بالعين. نجح لاعبو العين عبر منظومة تكتيكية توزعت فيها الأدوار الدفاعية بدقة متناهية، في إخراس الصوت الإيراني وفي كبح الجماح الهجومي لفريق الاستقلال الذي راهن على التنويع في البناء وعلى أسلوب الاختراق لكسر شوكة الدفاع البنفسجي، وبفضل ضغطهم العالي نجحوا في تجريد لاعبي الاستقلال من كل أسلحتهم، وأبرزها القدرة على امتلاك الكرة. ورغم أننا وقفنا في لحظات كثيرة من زمن المباراة على رتابة في الأداء تصيب بالملل، إلا أن ذلك كان بإيعاز من النهج التكتيكي الذي وضع للمباراة، بعد فحص فني دقيق لممكنات الفريق الإيراني، الذي كلما منح المساحات وأعطي فرصاً للاستحواذ على الكرة إلا وتحول لغول مخيف، وقد كنت أرى في التعادل السلبي رغم ما برق في سماء المباراة من شهاب عيناوي كان بالإمكان أن يقود لفوز مستحق، كنت أرى في البياض نتيجة جيدة، لولا التقدير الخاطئ من مدافع العين والاجتهاد المبالغ فيه من حكم المباراة، واللذين سيمنحان الاستقلال ضربة جزاء منها سجل هدفاً في الزمن الشارد، ستكون له بلا شك تأثيرات قوية على الإياب الحاسم بالعين، على ذهنية اللاعبين وأيضاً على منظومة اللعب. لا أزعم بعد الذي شاهدته هناك بطهران في جولة الذهاب، أن العين وهو يستعيد ناصر الشمراني قوته الهجومية الضاربة، سيتمكن بأقل مجهود من تعويض خسارة الذهاب والتقدم بثبات للدور ربع النهائي، فليس هناك مباراة تربح بلا عرق ومن دون مجازفات، إلا أنني موقن أن الروح الجماعية والهوية التي بات العين يقدم بها نفسه تكتيكياً، سيساعد البنفسج على نشر أريجه كاملاً ليتمكن من حسم المباراة بكل تفاصيلها، وينطلق إلى ما هو موعود به، المنافسة على تاج الأبطال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©