الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: اقتصاد المعرفة بأبوظبي يسرّع تقليص الفجوة مع الدول الصناعية

خبراء: اقتصاد المعرفة بأبوظبي يسرّع تقليص الفجوة مع الدول الصناعية
27 مارس 2012
يوسف البستنجي (أبوظبي) - أكد مشاركون في المؤتمر الحادي عشر للجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية الذي انطلقت فعالياته أمس الأول في أبوظبي، أن استراتيجية بناء اقتصاد المعرفة التي تتبناها الإمارة ستسرع في تقليص الفجوة مع الدول الصناعية المتطورة. وقال فوزي بوبشيت رئيس الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية إن تبني إمارة أبوظبي في رؤيتها 2030 بناء اقتصاد قائم على المعرفة، يعتبر نقلة نوعية في الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى اقتصاد قادر على المنافسة وتحقيق التطور والاستدامة. وأوضح في تصريحات لـ”الاتحاد” أن دول الخليج والمنطقة العربية عموماً لا تزال مستهلكة للمعرفة وغير منتجة لها، وتغيير هذا الواقع يتوقف على الخطط الاستراتيجية والجهود المبذولة لدعم التطوير والبحث والإبداع. وأضاف “إذا استطعنا خلق جيل معرفي من المواطنين فإن هذا سيحل الكثير من المشكلات”. وقال “بدأنا نرى بوادر مشجعة على استيعاب الواقع المعرفي والعلمي الجديد وتوفر القناعة بضرورة التعامل معه وفقاً لمناهج علمية، لاسيما في منطقة الخليج، خاصة في الإمارات والسعودية وقطر”. وأوضح أن “الإنفاق العربي عامة كان حتى الآن لا يذكر في قطاع البحث والتطوير كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وإن وجد فهو غالباً نتيجة جهود فردية، لكن الأمور اليوم أصبحت أفضل قليلاً ، وهي تتحسن باستمرار”. وأضاف “لاحظنا ارتفاع أعداد المؤسسات التعليمية والجامعات في دولة الإمارات، وهو عامل مشجع، ونتوقع أن تظهر نتيجة هذا التوسع في الإنفاق على قطاع التعليم، بعد عدة سنوات”. وأشار إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه قطاع الموارد البشرية في مجال التعليم والتدريب والتأهيل، أنها تحتاج إلى إنفاق لا يمكن حساب تأثيره المباشر بالأرقام في ميزانيات الشركات وحساب الأرباح والخسائر. وقال “هذه عملية تحتاج إلى وقت وتنعكس في علاقات الشركات والمؤسسات مع عملائها وفي جودة خدماتها ومنتجاتها المقدمة، وبالتالي تزيد الثقة في المؤسسة، الأمر الذي يترجم بطريقة غير مباشرة في توسع الأعمال وزيادة الأرباح”. وأكد أن الاستثمار في رأس المال البشري هو أفضل الطرق للنجاح وزيادة الإنتاجية وتحسين الجودة، والتوسع والاستمرار في التطور على جميع المستويات للمؤسسات الخاصة والعامة في المجتمع. وقال “في الدول الصناعية المتطورة يبلغ الإنفاق على البحث والتدريب والتطوير والاختراعات والإبداع نحو 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وتخصص الشركات 5% من ميزانيتها لدعم هذا القطاع، ولكن هذه الحصة كانت هي أول البنود المستهدفة بعمليات تخفيض الميزانية أو في حالات التقشف”. بيد أن توصل المجتمعات الصناعية إلى قناعة كاملة بأهمية هذا القطاع، جعلها تتمسك بمخصصات هذا البند، ولا تعرضها للتخفيض بأي شكل. وانطلقت أعمال المؤتمر والمعرض الدولي للجمعية العربية للموارد البشرية (أشرم) تحت شعار “النمو الاقتصادي من خلال الموارد البشرية”. ويهدف المؤتمر الذي بدأت جلسات الحوار فيه أمس ويستمر ثلاثة أيام لإتاحة الفرصة لرجال الأعمال وتنفيذي المؤسسات والمدراء الشباب والأكاديميين والمختصين في مجال الموارد البشرية للإطلاع على افضل الممارسات والخبرات، من خلال عرض الجهود المبذولة في مجالات تنمية رأس المال البشري والارتقاء بمهاراته. وقال بوبشيت “تزخر المنطقة بثروة من رأس المال البشري، لا سيما فئة الشباب، غير أن هذه الثروة ليست مستثمرة بالكامل باتجاه التنمية الاقتصادية”. وأضاف “يمثل الشباب 30% من الفئة العمرية العاملة، لكن تمثيلهم في القوة العاملة فعلياً أقل بكثير”. وأوضح أن النقص في استثمار رأس المال البشري يمثّل تحدياً كبيراً يواجه المنطقة، وهو “تحدّ يمكن أن يتعاظم في المستقبل، خاصة أن أكثر من نصف السكان دون عمر الخامسة والعشرين، فهم سيدخلون بانتظام إلى الفئة العمرية العاملة في السنوات القادمة”. وقال “لا بد لنا من حل هذا التحدي بالاستثمار الكامل لمواردنا البشرية، وهو أمر يعتمد على موازنة العرض بالطلب”. وأوضح أن التوازن بين العرض والطلب مسؤولية مشتركة لعدة جهات، هي المؤسسات الأكاديمية التي تغذي العرض، والمؤسسات التجارية التي تستوعب الطلب، والمؤسسات الحكومية التي تنمي البيئة المناسبة لربط العرض بالطلب. من ناحيته، قال عبدالله النافع مدير المؤتمرات بالجمعية، إن المؤتمر يبحث من خلال أوراق عمل ومداخلات يقدمها عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين من شركات عالمية عملاقة، التحديات والقضايا التي تواجهها عملية تطوير الموارد البشرية. وقال عبد العزيز الخيال رئيس مجلس الأمناء والنائب الأعلى للرئيس في شركة “ارامكو” السعودية، إن التعليم أمر أساسي لتنمية الموارد البشرية، كما ركز على أهمية تشجيع المجتمع على التدريب المستمر والتعليم العالي. وشهد اليوم الأول لجلسات الحوار مشاركة عدد كبير من الخبراء والمسؤولين منهم أمين حسن الناصر، نائب الرئيس الأول للتنقيب والإنتاج في شركة أرامكو السعودية والدكتور عيسى الأنصاري، رئيس الجامعة من وحدة إدارة المشروع والشيخ فيصل بن فهد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شركة ميرسك للنفط من قطر، وأكثر من 60 متحدثاً آخر من دول عربية ومن أوروبا وأميركا وآسيا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©