السبت 30 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كل الطرق تؤدي إلى كابول

كل الطرق تؤدي إلى كابول
27 مارس 2013 20:21
نجح الفيلم المغربي «الطريق إلى كابول» في تحطيم أرقام قياسية في شباك التذاكر لمدة سنة تقريبا استمر خلالها عرضه وإقبال الجمهور عليه، واحتل الفيلم صدارة إيرادات شباك التذاكر بالقاعات السينمائية وفق حصيلة العام الماضي التي أعلن عنها المركز السينمائي المغربي، حيث تواصل عرضه لمدة 45 أسبوعاً، وتفوق على أفلام من جنسيات أخرى منذ عرضه بالقاعات في أبريل العام الماضي. واستقطب فيلم «الطريق إلى كابول» لمخرجه إبراهيم شكيري ما يزيد على 230 ألف مشاهد، متبوعا بفيلم «مروكي في باريس»، لمخرجه سعيد الناصري بـ 100 ألف تذكرة فقط. ويعزو النقاد الحضور الجماهيري الواسع الذي حظي به الفيلم إلى موضوعه والكوميديا الموظفة بعناية في مشاهده وخلوه من المشاهد الساخنة التي أصبحت سمة غالبة على الأفلام المغربية، حيث اعتبره كثيرون فيلم «عائلة» بامتياز. ورغم أن المخرج إبراهيم الشكيري يتطرق في فيلمه لموضوع طالما تناولته السينما المغربية، ألا وهو موضوع الهجرة غير الشرعية، إلا أن طريقة الاشتغال تختلف عن الأفلام السابقة، مما جعل الجمهور يقبل على مشاهدته حتى تربع على قائمة الأفلام وتصدر إيرادات شباك التذاكر. الهجرة والإرهاب يمزج الفيلم بين موضوعين مهمين طبعاً السنوات العشر الأخيرة في المجتمع المغربي هما الهجرة والإرهاب، ونجح المخرج في طرح فكرته عن هذين الموضوعين والوصول بالمتلقي العادي للفكرة الكاملة للفيلم دون تعقيد في السيناريو أو الفكرة الأساسية أو في ترتيب المشاهد كما يحدث في الكثير من الأفلام المغربية مؤخراً. وقدم أبطال الفيلم أداء رائعا خدم إلى حد كبير القصة التراجيدية للفيلم والتي جاءت في قالب كوميدي، ورغم صعوبة أداء بعض الشخصيات المركبة فقد أبان أبطال الفيلم عن علو كعبهم خاصة الممثل الكوميدي عزيز داداس إضافة إلى أمين الناجي وربيع القاطي ورفيق بوبكر ويونس بواب وفاطمة بوشان ومحمد بنبراهيم. وتولى المخرج إبراهيم الشكيري كتابة قصة وسيناريو الفيلم. وشارك فيلم «الطريق إلى كابول» في عدد قليل من المهرجانات السينمائية، وعرض خارج المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش وحصل على تنويه خاص من مهرجان طنجة للسينما المغربية. رسائل الفيلم يقدم الفيلم مجموعة من الرسائل في إطار فرجوي يتنوع بين الدراما والكوميديا، ويحكي قصة معاناة الشباب المغربي من الظلم والحيف الذي يتعرّض له البعض منهم مما يدفعهم إلى الهجرة إلى الخارج لتحقيق أحلامهم، ويتناول الفيلم قصة أربعة أصدقاء شباب، يعانون ظروفا عائلية واجتماعية صعبة بسبب البطالة والفقر، ويقضون أوقاتهم في التسكع وتناول المخدرات أو في السرقة والنصب. وكل ما يجنونه في اليوم يسطو عليه أحد رجال الأمن الفاسدين، الذي يترصد كل تحركاتهم وأفعالهم، ويهددهم بالسجن في كل مرة. ومن أجل الهروب من هذا الواقع المرير، ومن استفزاز الضابط المتسلط «المختار» الذي أدى دوره عبد الرحيم المنياري، يلجأون إلى تاجر في عمليات تهريب البشر، يعدهم بتسفيرهم إلى هولندا مقابل مبلغ مالي مهم لكل واحد منهم. ولضعف الإمكانات، لم يستطيعوا تدبير سوى مبلغ يكفي لواحد منهم فقط، فقرروا أن يكون «حميدة» الذي أدى دوره الممثل رفيق أبو بكر أول من يهاجر في انتظار أن يرسل لهم من هولندا ما يساعدهم على الهجرة والالتحاق به. ويسافر حميدة وتنقطع أخباره، إلى أن يكتشف أصدقاؤه أنهم كانوا ضحية عملية نصب، حين علموا أن صديقهم عالق في كابول، ليقرروا الالتحاق به في أفغانستان للبحث عنه رفقة النصاب الذي أدى دوره الممثل عزيز داداس، ووالدة المبحوث عنه «أم حميدة» وهي سيدة مشعوذة تدعي قراءة الطالع. ويرحل بنا الفيلم إلى أفغانستان في رحلة بحث الأصدقاء الثلاثة «مبارك» الذي يجسده الممثل أمين الناجي و»علي» (يونس بواب) و»مسعود» (ربيع القاطي)، عن صديقهم «حميدة»، وفي أفغانستان يعاني الأصدقاء الأمرين في رحلتهم حيث تتقاذفهم أياد خفية ويتنافس الجميع من أجل القبض عليهم ومحاكمتهم بتهم متناقضة، حيث حوكموا من طرف الأميركيين بتهمة الإرهاب ومن طرف الأفغان بتهمة التجسس. المخرج ينتقد ينتقد فيلم «الطريق إلى كابول» في قالب كوميدي ساخر السياسة الأميركية في أفغانستان، وحربها على الإرهاب، ودورها في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة، وفنيا يتميز الفيلم عن بقية الأفلام المغربية بإيقاعه السريع، الذي فرضته مشاهد الحركة والمطاردات التي تعرض لها أبطال الفيلم، إضافة إلى استعمال مؤثرات بصرية جد متطورة تقرب المشاهد من واقع الحياة بأفغانستان، حيث تم تصوير الفيلم في الجنوب المغربي في بيئة قريبة نسبيا من بيئة أفغانستان. وقررت الجهات المنتجة والموزعة لفيلم «الطريق إلى كابول» تنظيم قافلة سينمائية إلى القرى والمناطق النائية وإلى بعض المدن الصغيرة، التي لا تتوافر على قاعات سينمائية، لأجل إتاحة الفرصة للجمهور الواسع لمشاهدة الفيلم بعد ان تربع على قائمة الأفلام الأكثر مشاهدة بالمغرب. ورغم هذا النجاح فإن المخرج إبراهيم شكيري غير راض عنه، بسبب عزوف الجمهور عن الأعمال السينمائية، وقال المخرج إن نجاح أي فيلم في القاعات السينمائية يبقى دون معنى، لأن 300 ألف متفرج سينمائي الذين يلجون القاعات المظلمة سنويا في المغرب، لا يقارن بسكان بلد يعيش فيه أكثر من 30 مليون نسمة... لذلك فإن حصيلة النجاح تبقى هزيلة. واعتبر الشكيري ذو الأربعين عاماً، وهو أحد المخرجين المغاربة الجدد، الذين حققوا نجاحا بأول أعمالهم «الإنتاج السينمائي قبل كل شيء هو عملية صناعية واستثمار يهدف الربح، لكن في المغرب حتى إذا نجح عملك، فهو لن يدر عليك أرباحا كبيرة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©