أجمل كلمة تسمعها من طفلك

لاحظت في أحد المستشفيات وأنا أهم بالخروج عند انتهائي من موعدي موقفا لن أنساه طيلة حياتي··فقد كان هناك طفل لا يتعدى خمس سنوات يبكي بصوت مرتفع وكنت أبحث بعيني عن والديه رحمةً به حتى يأتوا بسرعة لمواساته ، لكنني فوجئت بالأب يأتي كالصقر ويهم على الولد بالضرب أمام الجميع، ويرتفع بعدها صوت الطفل أكثر وأكثر طالبا النجدة من والدته التي أنقذته من براثن هذا القاسي· وعند وصولهم إلى الباب هب عليهم بعض الهواء فارتفعت ملابس الطفل قليلاً لنرى الحروق تغطي جسده·· أي كان يبكي من الألم الذي عصف به لكن والده زاد عليه آلامه بمعاملته القاسية وإهانته أمام الجميع بدلا من احتضانه وتطييب خاطره · لا أعرف كيف تمتلئ قلوب بعض الأهالي بالقسوة اتجاه دموع بريئة لا تستطيع التعبير عن ألمها·· والمشكلة أننا إذا كلمناهم قالوا هذا ابننا ولا دخل لكم فيه ·· كيف لا نتدخل ونحن نرى هذه المعاملة ؟ لقد احترق جلد هذا الصغير من إهمالكم وعدم مراعاتكم·· والمفروض بعد هذا الوضع الحرج أن يجد الأمان عند والده والحنان عند والدته لا الضرب والتعنيف أمام كل المرضى · وإن كانت هذه تربيته للولد أمام الغرباء فكيف يقوم بتربيته داخل المنزل؟ وما هي أساليب التعذيب التي يلاقيها هذا الطفل الصغير؟ أتمنى فعلا أن يكون هناك قانون يمنع ضرب وتعنيف الأطفال··لأن هذا الأمر يعقد نفسياتهم ويجعلهم أشخاصا غير أسوياء·· كما أتمنى أن يحافظ الآباء على هذه النعمة التي بين أيديهم لأنها قد تزول ·· ويجب عليهم أن يحمدوا الله عليها ليلاً ونهارا لأن هناك من يتمنى لو كان له ولد واحد يسمع منه كلمة بابا أو ماما لكنه لم يحصل على هذا الشعور · أم منصور زيتون المهيري