الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثورة الشعر أم شعر الثورة؟

ثورة الشعر أم شعر الثورة؟
27 مارس 2013 20:18
«ربيع الشعر.. ربيع الثورة» عنوان ومحور ملتقى القاهرة الدولي الثالث للشعر العربي الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة على مدار أربعة أيام (18 ـ 21 مارس) وشهد نقاشات وحوارات شارك فيها 20 ناقد وباحثا وما يناهز الـ 50 شاعرا عربيا وأوروبيا، وتناول عدة قضايا منها «شعر الثورة قطيعة وتواصل» و»صلاح جاهين ثورة مستمرة» و»الرفض والثورة في الشعر المصري المعاصر/ أمل دنقل ومحمد عفيفي مطر نموذجا» و»شعر المرأة ثورة شاملة» و»أغنية الثورة الأبدية تحليل قصيدة (صلاة) لأمل دنقل» و»محمود درويش المهاجر» و»الفن في مواجهة الأيديولوجيا»، بالإضافة إلى دور جماعة «أبوللو» الشعرية في تطور القصيدة العربية من خلال محاور منها، «التناص الديني في شعر جماعة أبوللو» و»جسر أبوللو خطاب تجديد الشعر العربي وصداه في رواد الشعر الحر» و»مساهمات جماعة أبوللو في ترجمة الشعر الأجنبي إلى العربية» و»اليقين والقلق: قراءة أخرى في نقد العقاد». أكد د. سعيد توفيق رئيس المجلس الأعلى للثقافة أن الظرف العربي الآن في حاجة ماسة إلى البحث عن هويته «ولا مراء في أنها مهددة بقوة أكثر من أي مرحلة مضت، وهو ما يعكس إننا في حاجة ماسة للشعر كأحد متطلبات المرحلة الراهنة ففيه تكمن ماهية اللغة وهو الفن القادر على حفظ اللغة ومن ثم حفظ الهوية». الجمرة والوردة ورأى الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي أن الملتقى يأتي بعد طول انتظار وهو يعد بمثابة احتفاء بالشعر والربيع وبالثورة الكامنة في مفرداته، فهو ميلاد جديد للواقع واستشراق لطموح المستقبل في التغيير، فهو نشوة وترف وغناء وزهو بالنفس. وأضاف حجازي «الشعر في حقيقته ثورة تتفجر من خلالها جماليات اللغة كالجمرة وتتفتح كالورود وتتكشف عن أسرارها المختبئة وطاقات اللغة التي لا تنضب ولا تنفد وكل هذه المعاني استطاعت جماعة أبوللو إن تحققها كلها فهي بنت النهضة المصرية الحديثة وكذا النهضة العربية كلها فقد ظهرت بشائرها الأولى في تجليات الثورة المصرية 1919 وفى الثورات العربية التي تلتها في سوريا، العراق السودان فقد حررت الشعر العربي من أغلاله الموروثة وفتحت إمامه أبواب العصور الحديثة وأعادته إلى القلب الإنساني بعد أن ربطت بينه وبين شعر العالم كله». وأوضحت كاترين بوجاياى رئيس المجلس العام لليونسكو إن منظمة اليونسكو تهدف نحو مد الجسور الثقافية والجسور العلمية في العلوم والتعليم من أجل بناء الروابط والتواصل بينها وبين العالم فنحن نعمل مع 128 دولة من الدول الأعضاء من خلال اتفاقيات مختلفة في مجالات ثلاث منها تختص بالتعددية اللغوية، جمال اللغة الأم، القصص، الشعر، ومنها العهد الدولي عام 2003 للحفاظ على التراث الثقافي غير الملموس، ومن أجل التعددية اللغوية ابتدعنا في 2001 الإعلان العالمي للتعددية الثقافية، وكذا العهد الدولي عام 2005 لتشجيع أشكال التعبير عن التعددية الثقافية، كما أسعدنا جميعاً الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية التي تنطق بها 22 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة و 422 مليون نسمة تقريباً على مستوى العالم وذلك في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، واستطردت نظرتي للشعر هي أشبه بالنظرة نحو البحث العلمي أو الاستكشاف الموسيقى أي أنها أسلوب مختلف عن الكشف عن الحقيقة التي نبحث عنها جميعاً وهذا هو سر جمال الشعر ووصوله جميع أنحاء العالم وكلنا طموح في نشر السلام العالمي من خلال هذه التعددية اللغوية من خلال استخدام قوة الشعر في جمع قلوب الناس عبر الحدود الدولية والثقافات على الرغم من الاختلاقات اللغوية والثقافية». أصل الأدب أشار الناقد د.عبد المنعم تليمة إلى أن الأدب العربي هو أطول آداب العالم عمرا حيث يبلغ سبعة عشر قرنا ومؤرخو الأدب في العالم يقفون علي الأدب العربي بعين الإجلال وجُله عربي، وكله شعر وهو الأصل الباكر في الأدب العربي ومعظم تراثنا الإبداعي، وأضاف «إننا ننظر إلى الشعر العربي في ضوء هذا التاريخ الطويل نفتش عن مستقر للشعر من خلال حركات التجديد وخصوصا في القرنين الـ19 والـ 20، إن العروبة ثقافة والثقافة شعر وهذه حقيقة تاريخية وثقافية وعلمية» وقالت د.رشا ناصر العلي في بحثها «التناص الديني في شعر جماعة أبوللو» إن من مكونات شعر جماعة أبوللو الرافد الديني واقتضي ذلك دراسة مصطلح التناص وبمراجعة التراث العربي، نجد أن موضوع التناص موجود لدي الشعراء السابقين وأن كان هناك تحفظ للقول بأنه سرقة لأنها تتعلق بالمعاني البكر، واستعرضت تناص الشعراء القدامى أمثال امرؤ القيس والمتنبي، وتناص نصوصهم مع آيات من القرآن الكريم، معلقة أن ليل الشعراء استمد من ليل امرؤ القيس بعض مكوناته، والتناص معناه التراكم، والتناص الديني في جماعة أبوللو هو مصطلح حداثي ومقالبه الاقتباس ثم استعرضت رشا شعر جماعة أبوللو وتناصه أو تشابهه مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من خلال استعراض الأبيات الشعرية ومقارنتها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية مشيرة إلي كيفية الاقتباس أو التناص في جماعة أبوللو من خلال الاستدعاء اللفظي، مؤكدة أن جماعة أبوللو ليست جماعة شعر دينية وإنما استمدت الاقتباس والتناص في شعرها الديني. وقدم د. عبد الرحيم الكردي بحثه بعنوان «الرفض والثورة في الشعر المصري المعاصر ـ أمل دنقل وعفيفي مطر نموذجا «، واستهلها بأن النقاد الذين يتحدثون عن العقل الثوري المعاصر والحالة الثورية التي انتابت الشعر منذ الستينيات هو اتجاه وجداني بدأ في الشعر والرواية من خلال مشاعر الثورة بعد عام 1952 وقد كتب نجيب محفوظ اللص والكلاب عام 1961 وأمل دنقل قصيدة كلمات سبارتكوس الأخيرة فثورة 1952 هي التي بزغت الوعي في جيل الستينات والحد الفاصل معهم كان نكسة 1967 وكان الشعر قبل النكسة يستخدم الأقنعة في النقد وبعد النكسة خلع الشعراء الأقنعة مثل أمل دنقل في قصيدة الكعكة الحجرية، أما عفيفي مطر لم يكن إيقاعيا وإنما تطوره كان موسيقيا وكان يتخذ من الرفض مذهبا. وأشار إلى أن الثورية حالة بدأت في الستينات وتفجرت في 2011، وأن الشعر بعد ثورة 25 يناير كان شعرا احتفاليا أما الشعر الحقيقي فهو شعر المعاناة. الشاعر المهاجر وتناول د. محمد عبد المطلب ورقته البحثية بعنوان محمود درويش المهاجر قائلا «الشعر ديوان العرب وكل شاعر له صفه من خلال شعره، أما محمود درويش فصفته المهاجر، واستعرض عبد المطلب حياة محمود درويش وشعره ومشيرا إلي أن هجرته كانت في المكان والزمان ثم ضم إلي صفات درويش صفة المسافر ولكن المسافر الاضطراري وأيضا صفة المريد، حيث اوجد لنفسه كونا خاصا به منعزلا كجزيرة، أو يخلق لنفسه عالما خاص به وكذلك لغته الخاصة وجعلته يحول الاضطراري في الوجود إلي اختياري مثل الموت، مستعرضا بذلك قصائده. وأضاف إن درويش كان متنبئا عندما صور في جداريته موته وجنازته، وأشار إلي أن درويش قال أن يتمني التجديد دون أن يقتل القديم فقد كتب فعل التفعيلة وشعر النثر وهذا يمثل تنوعا وكان له صفه العاشق والعودة إلي المرأة في صفة المغترب وكأنها حضن الأم أو الوطن. وقدم د.محمد حماسة عبد اللطيف ورقته البحثية بعنوان» أغنية الثورة الأبدية تحليل قصيدة «صلاه» لأمل دنقل « حيث قرأ د. حماسة القصيدة ثم حلل مفرداتها ومعانيها مستخلصا منها مواضع السكوت والحركة والإيحاءات السياسية والتي سبقت ثورات الربيع العربي في التنبؤ بتلك الثورات من خلال المفردات الثورية المحرضة الكامنة بين جنبات القصيدة واستلهام الشاعر من أحداث عصره ومعاناته مع الشعر ما جعله يبدع في نظم قصيدة صلاة التجديد والإحياء ورأى د. عبد الرحمن الشرقاوي أن هناك العديد من الاتجاهات الأدبية في الشعر العربي الحديث من بينها مدرسة التجديد الشعري المعروفة بمدرسة «الإحياء» أو «البعث» وقد سميت بهذا الاسم لأنها أحيت القصيدة العربية وأعادت لها القوة والجزالة كما كانت في عصورها الذهبية الأولى وقد كان محمود سامي البارودي، أحمد شوقي، حافظ إبراهيم من أهم رواد هذه المدرسة حيث إسهاماتهم العملاقة في تطوير وتحديث آليات الشعر العربي وإعادة رونقه الحسي والواقعي خلال مراحل حياتهم المختلفة فقد خلصوا الشعر من أساليب الضعف،وجعلوه معبرا عن مشاعرهم ومشاعر أمتهم وعصرهم. وفي محور الترجمة قال د. محمد زكريا عناني «لا زال التاريخ يقر بفضل المدقق الرائع رفاعة الطهطاوي في كونه أحد أهم العظماء الذين عكفوا على ترجمة الشعر من الأجنبية إلى العربية نظماً ونثراً فهو علامة فارقة في هذا الصدد في عصرنا العربي الحديث لما كان يمتع به من حس أدبي عالمي ينطلق أفقياً ورأسياً معاً ليفرغ معلوماته وآدابه في فكر إنساني راقي وما يمتلكه من رؤية مستقبلية ثاقبة جعلته يسابق الزمن فاستطاع أن يكون نبراساً لغيره ممن جاءوا بعده ليسيروا على درب التنوير الذي سايره الطهطاوي. وأكد د.ماهر شفيق فريد أن ترجمة الشعر شغلت من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية قدرا يتفاوت حظه قوة وضعفاً من اهتمامات شعراء جماعة أبوللو، وذلك بما يتمشى مع مدى إجادتهم لهذه اللغات، وانفتاحهم على الثقافات الغربية والشرقية، وإيمانهم بضرورة التفاعل مع ثقافات مغايرة مضيفاً بأنه ربما كان الإنجاز الأكبر لشعراء أبوللو هو أنهم، بحكم مواهبهم الشعرية، ترجموا كثيرا مما ترجموه نظما، وبذلك صنعوا منه قطعا أدبية تنتمي إلى الشعر العربي بقدر ما تنتمي إلى الشعر الإنجليزي. دراسات تطبيقية والدراسات التطبيقية كان لها نصيب من جلسات الملتقي حيث تناول د. عبد الناصر حسن يعد الشاعر مهدي مصطفى واحداً من أهم شعراء العصر الحديث، فقد استطاع في ديوان «تنداري» والذي يعد أهم تجلياته الشاعرية والشعرية في آن واحد «أن يستخدم باقتدار موتيفات بعينها مثل «الليل»، «الخطوات»، «المدينة» للتعبير عن الغربة والوصول للعالم الآخر والتفاعل مع هذا الآخر بكل صوره وأشكاله المتعددة، وكأنه يقول عن نفسه أن الغربة جزء أصيل من تكوينه. وأضاف «مهدي استطاع بنجاح تصوير المعاناة الداخلية وما تطمح إليه نفسه من آفاق مستقبلية سعيدة عبر سراديب المكان والزمان،وتتميز نصوص ديوانه بالثورة على الواقع الكائن بخطاب شعري يحمل جمالاً فنيا مغلفاً بالآهات الحزينة والعبرات الثائرة التي تتخللها ومضات من الأمل المشرق والفرح المعسول المؤقت». وأشار إلى أن من يتأمل ديوان مهدي مصطفى سيجد فيه جلياً أن بنية التنوع والاختلاف هي السائدة في تشكيل الديوان وكوينه فنيا وجماليا. وتحدثت د. فاطمة الصعيدي عن الشاعر السوداني عبد الإله زمراوي وقالت هو مجموعة من المهارات والقدرات الإنسانية المتدفقة والمتميزة فهو شاعر وقانوني وقاضى هاجر إلى الولايات المتحدة في مطلع التسعينيات، واستقر حالياً بجوار شلالات نياجرا في كندا و هو يعد تجربة فريدة تستحق الدراسة والتأمل في كونه واحداً من أعظم الشعراء السودانيين والعرب على صعيد التميز الشعري وموهبته الفطرية التي جسدت إبداعات أعماله الشعرية والأدبية ففي كثير من قصائده استطاع خيالاً وتفرداً وبتنويعات موسيقية أن يجدد الأمل في بقاء القصيدة التفعيلة وتخطي أزمتها على أيدي جيل كامل من المبدعين الجدد يعيدون المبدعين الجدد يعيدون إليها شبابها وجدارتها بالحياة. المرأة والشعر ومن بين الجلسات المهمة للملتقى تلك التي تناولت محاور متعلقة بفنون الشعر كدور المرأة وإسهاماتها ومكانتها لدى الشعراء القدامى والمحدثين، ثورة الشعر في الأندلس، التراث الشعري لدى الشاعر العربي أبى نواس وغيرها من القضايا الجدلية المتعلقة بماهية الشعر وتنويعاته المختلفة. قال د. سليمان العطار الثورة حسبما أرى هي عملية إبداع وتشكيل المستقبل التاريخي في صورته التي تستبدل بالحاضر واقعا أفضل، وهى عملية متوالدة تتحول في لحظة من مسيرتها إلى انفجار على هيئة حدث كبير يسرع بالتوالد المستمر للعملية التي تبدأ متباطئة ومبعثرة، مضيفاً لقد بدأت ثورة الشعر في الأندلس ضمن ثورة شاملة، بدأت مع نهاية عصر الولاة، ودخول عبد الرحمن بن معاوية الأندلس بادئا بذلك ثورة بطيئة ستبدأ في البروز على هيئة سلسلة من التطورات وإبداع واقع ثوري في الأندلس سيصيب كل مناحي الحياة بما فيها الشعر. وقد بدأت تلك الثورة بإقامة دولة مستقلة في زمن الإمبراطوريات الذي لم يعرف فكرة الدولة الوطنية المستقلة. مشيراً إلى أن عبد الرحمن بن معاوية استطاع مع سلالته من صنع مجتمع يقوم على التعدد وقبول الآخر، وهو تعدد عرقي وديني ولغوى. وحتى يتم تعريب هذا البلد الذي يتحدث العامية اللاتينية تم استعمال هذه اللهجات في الحياة اليومية والتعاملات، وانتهى الأمر بأن صارت اللغة الحميمة التي يتخاطب بها الناس، وعندما تم التعريب في عصر عبد الرحمن الأوسط اكتملت صورة التعدد اللغوي على شكل مجتمع يعيش ازدواجا لغويا تسوده العامية العربية والفصحى العربية والعبرية والبربرية ولغات أخرى أفريقية وأوربية. وأشار د. حسن طلب إلى أن الساحة الشعرية تمر بالعديد من التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية والتي تعكس وتجسد مكانة المرأة في النصوص الشعرية وتطور هذه المكانة مقارنة بوضعيتها في الشعر القديم تبعاً لهذه التطورات لكل عصر على حدة، مضيفاً بان وسائط الثقافة تتغير والطرق القديمة تتغير والأجيال الحديثة تبدى انهيارها واستجابتها وهنا تتبلور مشكلة الصراع بين المجددين أصحاب الشعر الحر والمحافظين أصحاب الشعر العمودي القديم، فقيمة المرأة في النصوص الشعرية كانت محلاً وموضعاً أساسيا لاختلاف رؤية المدارس الشعرية المتعددة وقد انتصر في هذا التحول المجددون لأن المجتمع العربي كان مشتاقاً إلى ما هو قادر على أن يشد الذوق والمثقف معاً نحو تحديات المستقبل وتغيرات أحداثه المتلاحقة خاصة تلك التي تتعلق بالمرأة وحريتها وحجم مشاركتها المجتمعية وكونها محوراً تفاعلياً مؤثراً في هذه الأحداث من عدمه، وهذا لا يمنع من إن هؤلاء المجددون لم يستطيعوا حسم معركة هذا الصراع لصالحهم مثلما حسمها الأوائل بانتصار الشعر بل إن المتأمل في هذه المحلة يجد إن الشعر ليس هو وحده الذي انتصر للمرأة بل انتصر كذلك الفكر الليبرالي وزعماء الإصلاح المنادون بتحرير المرأة من قيود العادات والتقاليد والموروثات. وأضاف أن الشعر أعطى للمرأة دون غيره من المجالات ما تستحقه كقيمة مجتمعية أصيلة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها وكشف الكثير عن أدوارها وبطولاتها في مشاركتها لإدارة العديد من المؤسسات في كافة المجالات الاقتصادية والإدارية والتعليمية وأخيراً القضائية فكما نصرها سالفاً سوف ينصرها لاحقاً نحو مزيد من المكانة والاعتراف الحقيقي بعظيم قيمتها ومكانتها واحتياج كل المجتمعات لها فلا تقدم ولا حياة بدون المرأة ذلك المخلوق الجميل القادر على تخطى كل عقبات ومصاعب الحياة. كما أشار د. محمد بريري إلى أن أبى نواس يعد من أهم الشعراء العرب الذين أنجبتهم حقبة العصر العباسي فقد كان ممن يعرفون بأنهم قد امتلكوا ناصية اللغة والأدب مطلعاً بذلك على العلوم الفقهية والأحكام الشرعية وهو ما انعكس على نصوصه الشعرية التي نظمها بطرق روحية تتخطى حدود العقل والطرح الواقعي فقد كان دائماً، فكان شعره في المدح يتسم بحسن الوصف وإضفاء القيمة والمكانة على من يمدحه وكان رثاؤه يحمل عاطفة عميقة وحزناً مؤثراً دون تكلف في اللغة أو مبالغة فيها وكان في شعره الغزلي عاطفة صادقة فياضة بقدر ما يرى البعض إن بها نوع من الإباحية في الوصف أو الإسهاب فيه بجرأة، مضيفاً لقد استطاع النص الشعري عند أبي نواس أن يحقق حضوره على مستوى الشعر العربي القديم، وأن يرفع اسم صاحبه بين طبقات الشعراء المتقدمين، ولاسيما من خلال خمرياته وغزله، وهما الغرضان اللذان يمكن أن يقول هذا البحث إنهما النص الخاص للشاعر، النص الذي يصدر عن طبع وهُوِيَّةٍ، وعن قوة بناء وشعرية، ويأتي بدرجة ثانية بعد ذلك المديح الذي يجسد قوة الصنعة، وفرادة القدرة على التشكيل الشعري، ولو بمعزل عن هوى النفس. وما عدا ذلك مما هو موجود في الأغراض الشعرية الأخرى فيتراجع ويتوارى في شخصية أخرى لأبي نواس،هي شخصية الشاعر الممثل للعرف والمسار العام الاجتماعي في حاجته إلى المجاملة أو العتاب أو الرثاء أو حاجته إلى الرد في المواقف المختلفة. تكريمات في ختام فعاليات ملتقى الشعر أعلن د. محمد صابر عرب وزير الثقافة عن فوز الشاعر والناقد اليمنى د.عبد العزيز المقالح الرئيس الحالي لمركز الدراسات الإستراتيجية اليمنى بجائزة الملتقى الثالث للشعر العربي الدولي وقيمتها 100 ألف جنيه مصري ودرع المتلقي وتسلمها نيابة عنه الشاعر د. همدان زيد مطيع. و أضاف عرب ليس هناك ما يمكن أن يعبر عن عمق هذه اللحظة التاريخية المؤثرة والإنسانية باحتضان القاهرة لملتقى الشعر العربي الذي ضم كوكبة كبيرة من خيرة النقاد والشعراء على المستوى العربي والأوربي ليتنافسوا بكل رقى وتحضر على جائزة الملتقى، وأياً كان اسم أو هوية من يحظى بالتكريم فإن هذا التكريم في ذاته يعد تكريماً لكل الشعراء والمبدعين في كل مناحي الثقافة، فيجب الحفاظ على استمرارية انعقاد هذا الملتقى نحو 100 عام قادمة والعمل على الدفع به نحو حضور جماهيري كبير يجعلها أكثر ثراء وشيوعاً وانتشاراً عما سبقها من دورات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©