الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشاب البريطاني الذي أنقذ العالم من هجوم الفدية يعيش في جحيم !

الشاب البريطاني الذي أنقذ العالم من هجوم الفدية يعيش في جحيم !
24 مايو 2017 17:49
أنقذ الشاب البريطاني ماركوس هاتشينز العالم في وقت سابق الشهر الجاري من (هجوم الفدية).. أكبر هجوم إلكتروني عرفته البشرية حتى الآن.. لكنه لا يعتبر ذلك سبباً لتعاسته وليس لسعادته. واتهم هاتشينز بعض الصحف البريطانية بتحويل حياته إلى جحيم وبتعريض حياته للخطر. وأصبح الشاب البالغ من العمر 22 عاماً محور اهتمام وسائل الإعلام عندما اكتشف «مفتاح القتل» الذي أوقف انتشار فيروس (وانا كراي) الذي استخدم في شن هجوم الفدية الذي عصف بالعديد من الهيئات والشركات في العالم. ونقلت صحيفة (ذي جارديان) عن هاتشينز قوله إن «خمس دقائق من الشهرة» كانت له «مروعة». ولم يفصح هاتشينز عن هويته حين أوقف انتشار الفيروس وكان يستخدم حساباً على تويتر باسم مستعار ليبلغ الناس بما يقوم به. وبعد يومين استيقظ ليفاجئ باسمه وصورته على غلاف إحدى الصحف. وفي بادئ الأمر اعتبر هاتشينز الأمر مثيرًا وربما مضحكاً عندما اضطر لتسلق الجدار الخلفي لمنزله للهروب من عشرات الصحفيين الذين كانوا يعسكرون خارج المنزل، لكن مع مرور الوقت بدأ يشعر بخطورة الأمر وبأن الصحف عرضت حياته للخطر. ويخشى الشاب من انتقام القراصنة أو الجهات المسؤولة عن الهجوم منه. وقال هاتشينز إنه يتعين عليه الانتقال لمنزل آخر بعدما نشرت واحدة من أكبر الصحف في بريطانيا عنوانه بالكامل وشرحت الاتجاهات للوصول إليه. ويقول الشاب الذي يعيش في مدينة انجليزية ساحلية إنه لم يكن يبحث عن الشهرة. وحصل هاتشينز على أول وظيفة له بعد تخرجه من المدرسة مباشرة ومن دون خبرات كبيرة بفضل مدونته المتخصصة في مجال التكنولوجيا ومهارته في مجال البرمجيات. ويعمل عن بعد لحساب شركة كريبتوس لوجيك الأميركية المتخصصة في مجال التهديدات الأمنية ومقرها لوس أنجلوس منذ ما يزيد قليلاً عن عام. والأسبوع الماضي، كشف هاتشينز عن تلقيه مكافأة من مجموعة (هاكر وان)، وهي مجموعة تكافئ القراصنة الشرفاء الذين يكتشفون الثغرات الأمنية في البرمجيات. وقال إنه سيتبرع بآلاف الجنيهات الاسترلينية ولمنظمات خيرية ولدعم الطلاب في مجال الأمن الإلكتروني. وتمكن هاتشينز عن طريق الصدفة من وقف هجوم الفدية الإلكتروني الذي تسبب في وقف وتشفير بيانات آلاف الأجهزة في العديد من دول العالم عندما اكتشف نطاقاً إلكترونياً مشوهاً مخبأ داخل البرنامج الفيروس الذي يستخدم لشن الهجوم. وقام هاتشينز بشراء هذا النطاق الذي وصف بأنه «مفتاح قتل» الفيروس. لكنه حذر من إمكانية إعادة شن الهجوم بالاعتماد على نطاقات مشوهة أخرى. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم شادو بروكرز مسؤوليتها عن الهجوم، وهي الجماعة التي أعلنت العام الماضي عن سرقة «أسلحة سيريانية» أو أدوات هجوم إلكترونية من وكالة الأمن القومي الأميركية. وتمكن المهاجمون من تشفير بيانات الكثير من الهيئات والشركات وهددوا بمحوها والاستيلاء عليها إذا لم تستجب هذه الجهات بدفع فدى مالية نظير التوقف عن مهاجمتها. وكانت صحيفة ديلي ميل البريطانية فجرت في وقت سابق هذا الشهر مفاجأة مذهلة عن هاتشينز وقالت إنه كان قد عوقب بالإيقاف عن الدراسة بعدما اتهم بقرصنة النظام الإلكتروني الخاص بمدرسته الثانوية كما فشل في اجتياز اختبار الشهادة العامة للتعليم الثانوي في مجال تكنولوجيا المعلومات. ونقلت عن هاتشينز قوله إنه أخذ إلى مكتب ناظر مدرسة ايلفراكومب أكاديمي في ديفون، وطلب منه شرح سبب توقف شبكة المدرسة. وأنكر هاتشينز صلته بالأمر وقال إنه كان متصلاً بالشبكة بالصدفة في التوقيت نفسه. وأجبر على عدم الحضور إلى المدرسة لمدة أسبوع في أوائل ربيع عام 2010. وحاول الطالب المراهق آنذاك الطعن على القرار واثبات براءته لكن رفضت المدرسة كل مبرراته. ولم تكتف المدرسة بحرمانه من الدراسة لأسبوع بل منعته من استخدام أجهزة كمبيوتر متصلة بالإنترنت وهو ما اضطره لدراسة منهج تكنولوجيا المعلومات الخاص بالشهادة الثانوية على الورق فقط. وذكر هاتشينز أنه فشل في اجتياز اختبار نظم المعلومات بسبب ذلك. وأثرت هذه الواقعة على حياة هاتشينز وجعلته يكره الدراسة الأكاديمية منذ ذلك الحين. وذكرت (ديلي ميل) أن هتشينز يعمل حالياً مع مركز الأمن السيبراني الوطني التابع للحكومة البريطانية لمنع ظهور أي نسخ جديدة من الفيروس الخبيث الذي استخدم في شن الهجوم. وعلى الرغم من عروض الوظائف المغرية التي انهالت عليه فور تمكنه من وقف الهجوم قال هاتشينز إنه لا ينوي ترك عمله الحالي في شركة (كريبتوس لوجيك). ورفض هتشينز عرضاً من شركته للقيام برحلة مجانية بالكامل إلى لوس أنجلوس مكافأة له على جهوده خوفاً من استهدافه من قبل منفذي الهجوم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©