مجدي عثمان (القاهرة)
«الفرحة» تعني «المَسَرَّةُ والبُشْرَى» تلك الكلمة التي ترتبط بالبهجة وتدخل السرور إلى النفس البشرية، ومن الـ «فرحة» جاءت الفنانة سماء يحيى باسم معرضها المقام في قاعة الباب بمتحف الفن المصري الحديث، ولتربط الحدث بالفرحة، صاحب افتتاح معرضها عرض من فرقة التنورة الشهيرة، كما أقامت خارج القاعة الزينة والفوانيس، تمهيداً للجمهور الذي يفاجأ برسومها على قماش الخيامية.
و«الخيامية» فن مصري أصيل عرف منذ القدم، وتطور وازدهر مع الدولة الفاطمية، حين اهتم «الخيامي» أو صانع الخيامية بإضفاء البهجة داخل مسكنه، وربما جاءت أيضاً تسمية معرض سماء يحيى من ذلك، خاصة بعد أن ظهر اللون في أقمشة الخيام مرتبطاً بتصاميم زخارف عربية إسلامية وأكثرها النباتية والتوريقات، وأصبحت الخيامية في العصر الحديث مطبوعة وتستخدم في المفروشات المنزلية ومعلقات على الجدران، وهو ما استمدت منه سماء يحيى فكرة توظيفها للخيامية كمسطح للتصوير، وبديلاً للقماش المتعارف عليه لدى المصورين أو ما يُعرف بالـ «توال أو كانفاس».
![]() |
|
|
|
![]() |
وجاءت رسوم سماء يحيى في معرضها إما لمناظر قوارب ذات صواري وأشرعة أو وجوه نساء لا تغفل العين كونهن عربيات ومصريات يتميزن بملابس وحلي شعبية، وإذا كان موضوعها الأول «القوارب» يرتبط بالمشهد الخارجي، ويرتبط أيضاً بوجود زخارف ومناظر يقوم بها صانع الخيامية لمبان ومناظر إسلامية وفرعونية، إلا أن موضوعها الثاني، يتجلى في حس خاص أو تميز شخصي، ورسالة للمتلقي أنها تستطيع التعامل مع المشهد الطبيعي وكذلك مع الوجه الإنساني، تأكيداً على قدرتها على الرسم والتلوين.