الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«تقرت» الجزائرية.. مكتبة في كل مقهى

«تقرت» الجزائرية.. مكتبة في كل مقهى
7 يوليو 2016 13:07
مختار بوروينة (الجزائر) تحت شعار «مكتبة في كل مقهى»، بادر مجموعة من الشباب المثقف من شعراء وكتاب وجامعيين بفتح المكتبة الثالثة في إحدى مقاهي مدينة تقرت في الجنوب الصحراوي، يليها فضاء جديد للكتاب بمطعم دار الضيافة بنفس المدينة بدعوة من صاحبه بغرض تشجيع القراءة، وذلك بعد مبادرة أخرى غير مسبوقة نظمها هؤلاء المبدعون تحت شعار «اقرأ كتاباً وخذه هدية». بدأت المبادرة بفكرة راودت مبدعي المدينة العريقة، تقرت، في مقهى بشير شيحاني الذي توفي منذ فترة، وكان أحد الحالمين بتجسيدها من خلال اقتراحه تنظيم المكتبة الأولى من سلسلة «مقهى البهجة الفني والأدبي» في مقهاه، حيث التقى شعراء وكتاب وموسيقيون ورسامون، أبدع كل منهم في اختصاصه المفتوح على الجمهور مباشرة، لتنطلق رحلة الإنجاز بعد أن حظيت بتجاوب واسع، وتأتي المكتبة الثانية التي فاق نجاحها كل التوقعات، حيث كان شارع الاستقلال التاريخي، وتحديداً، مقهى وزاني، على موعد مع حدث آخر مكَّن من فتح مكتبة مطالعة ثابتة في المقهى، جعلت منه فضاء للتحاور الجاد والمطالعة والجلسات الثقافية الهادئة المفيدة. ويسجل الناشط والشاعر محمد الأخضر سعداوي أن هذه المبادرات تدمج بين المكتبة الثابتة واللقاءات الثقافية المتعددة داخل المقاهي بغرض الوصول إلى فئات جديدة من الجمهور، وتقديم مختلف النشاطات ضمن مسعى يجمع مبدعي المنطقة، واستعادة رونق ومجد «تقرت» البهيج، وتعريفهم ببعضهم وتعريف الجمهور بهم، والكشف عن مواهب جديدة وإعطائها الفرصة للظهور في مشهد ثقافي جاد عبر الاحتكاك المباشر بالجمهور داخل فضاءات مفتوحة كانت إلى زمن قريب أبعد ما تكون عن الفنون وأهلها، ومحاولة قلب القاعدة التي شهدتها الجزائر في العقود الأخيرة بتحول المكتبات إلى نشاطات أخرى منها محلات «فاست فود». وتقوم مبادرة «مكتبة في كل مقهى» على تزويد مقاهي المدينة بما تيسر من كتب، وجعل مساحتها فضاء ثقافيا بإقامة نشاطات دورية، بالتنسيق مع أصحاب المقاهي الذين رحبوا كثيراً بالفكرة وتوافدوا عليها من خلال الاتصال بمجموعة المثقفين والمبدعين لاحتضانهم، وهو ما شجع على المضي قدماً في المبادرة، يقول سعداوي: «نحن مستمرون في التنقل بين مقاهي الولاية، في بلدياتها وقراها التي لم يعرف بعضها أي نشاط ثقافي منذ سنين، نتنقل بسياراتنا، وبإمكاناتنا البسيطة لكن بحب كبير والتفاف متزايد من المبدعين والجمهور يوماً بعد يوم». ويتكفل صاحب المقهى الذي يرحب بالفكرة بتحضير خزانة زجاجية خاصة بالكتب توضع في مكان لائق، وبعدها ينتقل فريق المقهى الأدبي إلى المقهى ويقدم عدداً من النشاطات للحضور، وفي الأخير يشرع في توضيب رفوفها بما تم توفيره من كتب عبر التبرع الطوعي للمقهى ولزبائنها، والإعلان أنه بإمكان الزبون قراءة كتاب على وجه الإعارة أثناء جلوسه بالمقهى. وتحمل المبادرة حسب محركيها الكثير من المؤشرات الإيجابية للتوسع، ويكفي إعطاء المقهى صورة أكثر إيجابية وإبعاده عن الصورة النمطية، خصوصاً أن المنطقة تحتضن آلاف الجامعيين ورجال الفكر والثقافة والفن، لكن غياب مرافق ثقافية عطّل مسارها الثقافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©