إسرائيل تشيع الجنديين وتؤكد مقتلهما لحظة الأسر

شيعت اسرائيل امس جثتي اثنين من جنودها القتلى بعد اعادتهما في اطار مبادلة اسرى مع ''حزب الله'' وسط مشاعر حزن بالغ، في تناقض مع الاحتفالات التي اقيمت في لبنان للاسرى الذين افرج عنهم بموجب الاتفاق· وحضر الآلاف جنازة اقيمت في بلدة نهاريا بشمال اسرائيل لتشييع جثمان ايهود جولدفاسر (31 عاما) الذي أشعل اسره قبل عامين مع الداد ريجيف حربا استمرت 34 يوما قتل فيها 1200 لبناني و159 اسرائيليا· وشاركت في الجنازة أيضا عائلة الجندي جلعاد شاليط الأسير لدى فصائل المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة منذ أواخر يونيو ،2006 فضلا عن عدد من النواب بينهم خصوصا زعيم المعارضة اليمينية (ليكود) بنيامين نتنياهو· وشارك مئات الاسرائيليين ايضا في الجنازة العسكرية التي اقيمت لالداد ريجيف في مقبرة حيفا العسكرية· وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في موقع دفن جولدفاسر ان اسرائيل تشعر بحسرة بالغة ''ودفعت ثمنا فادحا'' بإفراجها عن خمسة نشطاء شاركوا في هجمات قاتلة ضد اسرائيليين مقابل جثتين أعيدتا في نعشين أسودين· وتعهد باراك بأن تبذل اسرائيل ''كل جهد ممكن'' لاستعادة الجنود الاسرى الآخرين بمن فيهم جلعاد شليط· وقالت دانييلا آفني والدة كارنيت زوجة جولدفاسر قبل دفنه في نهاريا ''إنني لا أصدق· أنت تموت· لقد اعتقدنا عكس ذلك وتمنينا أن تعود لبيتك'' ويشير تقرير أعده أطباء شرعيون بالجيش إلى أن الجنديين توفيا في اليوم الذي أسرا فيه بعد أن أصاب صاروخ آلية هامر التي كانا فيها· وحسب ذلك التقرير فإن ريجيف أصيب بقذيفة صاروخية قبل أن يصاب بجروح خطيرة في الرأس جراء رصاصة عندما حاول الفرار، وهو ما يكون قد تسبب في مقتله· وذكرت صحف إسرائيلية أن الأطباء الشرعيين وجدوا صعوبات كبيرة في القيام بالفحص لأن الجثتين لم تحفظا في برادات وكانتا في حالة تحلل متقدمة، وحسب تلك المصادر فإن الجثتين لم يمثل بهما· ويدعم التقرير نقطة بنقطة تقرير خبراء الجيش الذين اعتبروا أن الجنديين قتلا يوم أسرهما، نظرا إلى العناصر التي جمعت بموقع العملية بعد الهجوم على آليتهما· الى ذلك، بدأت اسرائيل امس حملة اعلامية دولية للتشديد على الطابع ''الارهابي'' لحزب الله· ووضعت الاجهزة الاعلامية التابعة لرئيس الوزراء ايهود اولمرت فضلا عن وزارة الخارجية الاسرائيلية والوكالة اليهودية تحت تصرف وسائل الاعلام العالمية افلاما ووثائق تشدد على قيم الدولة العبرية الاخلاقية وتظهر وجه سمير القنطار الحقيقي· وبثت وزارة الخارجية على موقع ''يوتيوب'' شريطا يشرح فيه الناطق باسم الوزارة عوفير جندلمان باللغة العربية من هو ''حقا'' سمير القنطار· وأضاف أن ''حزب الله يستقبل بصيحات الفرح قاتل اطفال· انه مجرم وحشي ترون فيه انتم المتطرفين بطلا''، مؤكدا أن ''حزب الله منظمة ارهابية تشرف عليها ايران وحزب الله يفتخر بجريمة ارتكبت بدم بارد''· وفي تصريحات ادلى بها امس الاول، قال باراك ان ''حزب الله عدو شرس وصلف وحقير يعتبر الحياة البشرية مجرد وسيلة للتبادل''· وقال ''بصفتي جنديا وضابطا ووزيرا للدفاع، أؤكد ان الجيش الاسرائيلي يعمل دائما على اعادة ابنائنا الى ديارهم· احياء كانوا ام امواتا· هذا هو مغزى العهد الذي يربط الجيش الاسرائيلي بمقاتليه وبالمجتمع الاسرائيلي''·