استُقبل البابا بنديكت السادس عشر أمس بالأناشيد والرقصات التي أداها سكان أصليون في مرفأ سيدني حيث تجمع 150 ألف شاب وشابة كاثوليك يشاركون في الأيام العالمية للشباب· ووصل البابا إلى رصيف باراغارو حيث كانت تنتظره الجموع التي حملت أعلاماً من دول العالم المختلفة، على متن سفينة ''سيدني ''2000 ترافقه زوارق صغيرة في خليج سيدني· وهذه المراسم الاحتفالية التي سبقها لقاء البابا ورئيس الوزراء الاسترالي كيفن راد والحاكم العام الذي يمثل ملكة انجلترا مايكل جيفري، شكلت أول مشاركة للبابا في الأيام العالمية للشباب في سيدني التي بدأت الثلاثاء الماضي·
وأوضح الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي أن الرقصات التي أداها السكان الأصليون مخصصة لكبار الزوار الذين يأتون كأصدقاء وكقادة روحيين· وتحدث البابا عن وضعهم أمام السلطات الاسترالية مشيداً بالقرار الشجاع الذي اتخذته الحكومة للاعتراف بالظلم الذي لحق بسكان أستراليا الأوائل·
وناشد الفاتيكان الشباب الابتعاد عن النماذج الخاطئة للمجتمع الاستهلاكي من أجل إنقاذ العالم والبشرية· ورحبت المدينة الاسترالية بحرارة بالبا الذي يندد غالباً بالخصائص العلمانية التي تتميز بها سيدني· وفي خطاب شديد اللهجة، عبر البابا عن قلقه حيال الاضرار البيئية الناجمة عن الاستغلال الجامح لموارد الكرة الارضية محذرا الشبان من إغراء النماذج الخاطئة ومن النسبية المعتمدة في المجتمع المادي·
ويأتي آلاف عدة من المشاركين في الايام العالمية للشباب من جزر في المحيط الهادئ أو دول آسيوية ضربتها أخيراً كوارث طبيعية منسوبة الى تغيرات مناخية· وتواجه استراليا موجة جفاف حاد منذ سبع سنوات· وربط البابا بين دفاعه عن الأرض عطية الله والحياة البشرية منتقداً بشدة الإجهاض·
وكان رئيس الوزراء الاسترالي العمالي قدم في 13 فبراير الماضي اعتذارات الى السكان الأصليين· ووصل بنديكت السادس عشر (81 عاما) الأحد الماضي الى سيدني لترؤس الاحتفالات بمناسبة الأيام العالمية للشباب وهو تجمع عالمي للشباب الكاثوليك ينظم كل سنتين أو ثلاث سنوات في مدينة مختلفة·
وبدأ زيارته لاستراليا بثلاثة أيام من الراحة· ويترأس الأحد المقبل قداسا احتفاليا في ختام هذا التجمع الذي يتوقع مشاركة نصف مليون·
عدد اليوم
