الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«دراما» نصف نهائي «مونديال 82»

«دراما» نصف نهائي «مونديال 82»
7 يوليو 2016 13:13
إشبيلية (أ ف ب) كان ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» في إشبيلية مسرحاً للمواجهة القوية والدراماتيكية بين ألمانيا الغربية وفرنسا، ضمن نصف النهائي لـ «مونديال 1982»، والتي سجلت من خلالها الأولى اسمها بأحرف من ذهب في سجلات نهائيات كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930. حفلت المواجهة الحدث بكل شيء في عالم المستديرة: أهداف استعراضية، التحامات بدنية قاسية، عودة دراماتيكية واحتكام المنتخبين إلى ركلات ترجيحية لتحديد هوية الفائز. بلغت الإثارة والتشويق قمتهما، وكان الفرنسيون على بعد 20 دقيقة من بلوغ المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخهم، لأنهم كانوا متقدمين 3-1، لكن الآلة الهجومية الألمانية تحركت بقوة، بعد دخول نجمها كارل هاينتس رومينيجه في الشوط الإضافي الأول، رغم إصابته، وقاد منتخب بلاده إلى إدراك التعادل والاحتكام إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لهم. وقال مهندس الهجمات الفرنسية وصاحب هدف فرنسا الثالث آلان جيريس في تلك الأمسية: «إنه جرح لن يندمل أبداً». وقال أسطورة فرنسا ميشيل بلاتيني خلال استذكاره موقعة إشبيلية: بالنسبة لي، ليس هناك من فيلم سينمائي أو حدث بإمكانهما أن يعيدا ما خالجنا من مشاعر، شهدنا مواجهة محتدمة وقوية لا مثيل لها. وكان الامتحان عسيراً بالنسبة إلى الألمان والفرنسيين في نصف النهائي، لأنهما كانا بين أفضل المنتخبات المتأهلة إلى دور الأربعة «مباراة نصف النهائي الثانية جمعت بين إيطاليا وبولندا». وصرح مدرب فرنسا ميشيل هيدالجو صبيحة المباراة: سيكون من الخطأ أن يكتفي اللاعبون، ويفرحوا ببلوغهم دور الأربعة، فالأمل لا يزال قائماً لتخطي هذا الدور. ولم يواجه هيدالجو أي مشكلة بخصوص تشكيلته التي كشفت عن انسجام كبير في صفوفها. في المقابل، واجه مدرب ألمانيا يوب درفال مشكلتين أساسيتين تمثلتا في إصابة نجميه هانزي مولر ورومينيجه. لم يتأخر الألمان في إرباك دفاع الفرنسيين وكاد بيار ليتبارسكي يفتتح التسجيل في الدقيقة 15 من تسديدة قوية صدتها عارضة مرمى الحارس جان لوك ايتوري. وبعد ثلاث دقائق انسل بول برايتنر في وسط الملعب ولحق به بلاتيني، لكن الأول نجح في الانفراد بايتوري والتسديد، غير أن الأخير حول كرته فتهيأت أمام ليتبارسكي سددها من 16 متراً داخل الشباك «17». واندفعت فرنسا نحو مرمى هارالد شوماخر، ومرر بلاتيني كرة رأسية إلى دومينيك روشتو الذي تعرض إلى عرقلة من المدافع برند فورستر فلم يتردد الحكم الهولندي تشارلز كورفر في الإعلان عن ركلة جزاء انبرى لها بلاتيني بنجاح «26». وقام هيدالجو بتغيير اضطراري في الدقيقة 50 بعد إصابة برنار جنجيني، فأشرك باتريك باتيستون الذي لم يلعب أكثر من 8 دقائق، لأنه خلال هجمة لمنتخب بلاده تلقى كرة بينية وانفرد بشوماخر وسدد باتجاه المرمى، لكن الأخير صدمه بعنف عمداً، فوقع على الأرض من دون أن يحرك ساكناً في الوقت الذي لامست فيه الكرة القائم. وأغمي على باتيستون ولم يحرك ساكناً، فظن زملاؤه بانه توفي وصرخ بلاتيني طالباً النجدة، في الوقت الذي نهض فيه شوماخر، ولم يكترث بما فعل وراح يلاعب الكرة، واضطر هيدالجو إلى القيام بالتغيير الاضطراري الثاني فأدخل كريستيان لوبيز. وروى باتيستون غداة المباراة: كنت باتجاه المرمى وكان أولي شتيليكه ورائي وشوماخر أمامي، وقلت في نفسي إذا سددت الكرة ساقطة سأسجل، كنت في كامل لياقتي، وشعرت بأنني قادر على التسجيل، لكني لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك. واعتبر بلاتيني في معرض حديثه عن حادثة باتيستون أن شوماخر ارتكب خطأ فادحاً بحق الأخير، لكنني أتذكر أنني كنا نخوض واحدة من أروع المباريات على امتداد مسيرتنا، حيث إن الحماسة كانت في أوجها، يا لها من مواجهة. وتحكمت فرنسا في مجريات اللعب، قبل أن تتحرك ألمانيا في الدقائق العشر الأخيرة، وأبعد ايتوري تسديدة قوية للمدافع بيتر بريجل، قبل أن تنقذ العارضة الألمان من هدف محقق في الدقيقة الأخيرة من تسديدة قوية لإيمانويل أموروس. وأهدر فيشر فرصة ذهبية في الوقت بدل الضائع من انفراد بالحارس ايتوري. وكانت بداية الشوط الإضافي الأول رائعة بالنسبة إلى الفرنسيين، لأنهم تقدموا بهدف رائع من تمريرة عرضية لجيريس تابعها ماريوس تريزور على الطاير في سقف المرمى (92). وأضافت فرنسا الهدف الثالث في الدقيقة 98 وكان صانعه سيكس أيضاً، حيث مرر الكرة الى جيريس سددها من 20 متراً، لامست القائم وعانقت الشباك. وظن الجميع أن الفرنسيين حسموا اللقاء في مصلحتهم قبل 20 دقيقة من النهاية، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد نسي الفرنسيون إصرار الألمان وسهلوا مهمتهم بمتابعة الهجوم. وقال تريزور: كان علينا تهدئة اللعب وعدم المجازفة والاستمرار في الهجوم. دخل رومينيجه المصاب، فتحول كل شيء بالنسبة للألمان، لأن دخوله كان مؤثراً، ونجح في تقليص الفارق بتسجيله الهدف الثاني بعد 5 دقائق من نزوله أرض الملعب، إثر تلقيه تمريرة من ليتبارسكي (103). وتهاون الفرنسيون في الدفاع، واستغل ليتبارسكي الأمر ومرر كرة عرضية داخل المنطقة هيأها هروبيش برأسه إلى فيشر الذي تابعها بتسديدة أكروباتية داخل الشباك معلناً هدف التعادل (108). لم يصدق بلاتيني وزملاؤه ما حصل، لكنها الحقيقة، فالألمان لم يستسلموا وقاوموا حتى الصافرة النهائية، ونجحوا في انتزاع تعادل ثمين خولهم الاحتكام إلى ركلات الترجيح التي منحتهم بطاقة المرور إلى المباراة النهائية التي خسروها أمام إيطاليا 1-3. وكان لزاماً على المنتخبين الاحتكام إلى سلسلة ثانية مع تعيين لاعبين جدد للتسديد، فكان بوسيس أول المسددين لفرنسا: اقترحت أن أسدد ركلة الترجيح السادسة، كنت أعتقد أني سأسجل، لكن العكس هو الذي حصل لأن بوسيس لم يركز، وسدد في اتجاه شوماخر الذي تصدى لكرته. وكان تأهل ألمانيا رهناً بتسجيل هروبيش للركلة التالية، وقد نجح الأخير في ذلك ومنح البطاقة لمنتخب بلاده. ما برحت هزيمة عام 1982 تقض مضجع الفرنسيين قبيل مواجهتهم الألمان في نصف نهائي كأس أوروبا 2016، لكنهم عازمون على تخطي مسلسل النتائج السلبية أمام جيرانهم واستعادة بريقهم في عالم المستديرة عقب سلسلة إخفاقات نتجت عن رحيل جيل عظيم بقيادة زين الدين زيدان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©