السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نورة سلطان: مظاهر العيد اختلفت لكن الجوهر ثابت

نورة سلطان: مظاهر العيد اختلفت لكن الجوهر ثابت
18 سبتمبر 2009 23:54
كان العيد قديما -كما اليوم- يأتي حاملا الفرح والبهجة والتسامح واللقاء الطيب إلى الناس، تذكر ملامحه نورة سلطان فرحان- مدرسة التراث في «مركز دبي لذوي الاحتياجات الخاصة» إذ تعد من أهم حافظات التراث في إمارة دبي، وعضو «جمعية إحياء التراث». عن تلك الملامح التي يحفظها الوجدان، والمظاهر الجديدة للعيد في عصرنا الحالي دار حوار الذكريات معها. عادات وتقاليد يُعرف أن للإمارات تقاليد تراثية وأخلاقيات إسلامية ترتكز عليها، تشير إليها نورة بقولها: «لم تعد العادات التراثية تجد مكانا لها لدى جميع الناس كما كنا في السابق، فالبعض -لا أقول الكل- تركوها وراء ظهورهم غير مبالين بأنها سمة من سمات الانتماء. تكمل نورة: «إلا أن العادات الإسلامية لا يمكن أن تندثر طالما يوجد بيننا أجيال تلتزم نحو ديننا الحنيف ونحو العادات المرتبطة به بالاحترام، لذا فإن العيد في الماضي هو ذاته في نفوسنا اليوم سواء كان عيد الفطر أو العيد الأضحى القادم، فالإنسان الإماراتي مهما مرت عليه من ظروف (إلا حالة وفاة داخل الأسرة) يفرح بقدوم العيد». ملامح العيد كان العيد قديما بسيطا جدا يشبه بساطة الحياة آنذاك، هذا ما تقوله نورة، وتضيف: «نظرا لحالات الفقر الكثيرة التي كانت موجودة بسبب قلة الموارد التي كانت مرتبطة بالزراعة أو صيد السمك، لم يكن الناس يشترون لأنفسهم القماش واللباس إلا من العام إلى العام التالي، بل إن البعض يخرج «كندورة»- ثوب العام الماضي الذي كان يخبئه ويقوم بغسله وصبغه بلون جديد ثم يرتديه». تسترسل في حديث ذكرياتها وتضيف: «كان الرجال يقطعون مسافات طويلة على ظهور الإبل قبل شهر رمضان لشراء ما يحتاجونه لعيد الفطر، لأنهم لن يستطيعوا السفر خلال رمضان إلا لحاجة ضرورية جدا. وكان يمر أكثر من شهر أو شهرين لا تدخل فيه قطعة لحم في جوف البعض، وكان البعض يحصل على اللحم عدة مرات فقط في العام». تعاون وتكاتف توضح نورة ما سبق بقولها: «كانت الأغنام والماعز تذبح في الأعياد، لذلك كانت البهجة تعم وتنتشر بحسب كثرة وفود أطباق اللحوم التي تخرج من بيوت الموسرين إلى جانب أن الكل يعلم أن هناك أطباقا شهية من المأكولات الشعبية سوف تكون متوفرة على موائد الموسرين، أما متوسطي الحال فإنهم يعمدون لذبح الدواجن وإعداد (العرسية أو الثريد أو الهريس) حيث تعد النساء الأطباق اللذيذة من الحلويات الشعبية، بينما يكتفي الفقير بأطباق بسيطة لأن من حوله سوف يبعثون له بالكثير من الأطعمة، كي يفرح الجميع بالعيد ويتكاتفوا ويتحدوا». تضيف نورة: «يستطيع أي شخص اليوم أن يجد ضالته من المستلزمات والمواد الغذائية في عشرات المراكز والأسواق الموزعة على مسافات قريبة توفر له ما يحتاج إليه من حاجيات العيد، وأعتقد أن سر البهجة بالعيد لدى البعض دون الآخر تتعلق بما يتاح له في كل وقت». أخلاقيات نبيلة في الجانب الأخلاقي الإنساني للعيد سابقا، كان الناس يتصالحون في الأعياد إذا سبق لهم أن اختلفوا، فقدوم العيد والإحساس به هو من يصفي تلك الخلافات، ولا يدع مكانا للحقد أو البغض بين الفرقاء، فتلك هي أخلاق الإسلام السمحة، ويوجد بيننا اليوم والحمدلله الكثير الكثير ممن يواصلون توارث هذه التعاليم السامية والعمل بها، والأجمل أن ينقلوها لأبنائهم جيلا بعد جيل». من العادات الجميلة التي تتوارث حتى اليوم لدى أهل الإمارات أن كل من في البيت لابد أن يخرج لصلاة العيد، تقول نورة في ذلك: «في يوم العيد لا يبقى هناك شخص نائم، فالكبار والصغار يذهبون إلى المسجد حيث صلاة العيد، ويرافق ذلك مظاهر أخرى من الاستحمام والطهارة وارتداء الجديد والتطيب للرجال ثم الخروج جميعا إلى المصليات، وتكون هذه فرصة لكي يتقابل الناس عند المصليات بعد انتهاء الخطبة ليباركوا لبعضهم ويسلم المتخاصمون على بعضهم إن لم يحدث ذلك في رمضان، وهذا شيء نادر أن لا يتصالح الناس في شهر التقوى والمغفرة». فنون الفرح تعتبر العائلة الإماراتية العيد مناسبة لا بد أن تستثمرها لنبذ أي خلاف بين العائلة أو الجيران أو الأصدقاء.. ومظاهر الاحتفال بقدوم العيد تتواصل كما كانت بشكل عام، بينما غالبية المؤسسات الحكومية والخاصة أصبحت تضيء الأماكن والمباني، وتضع ما يشير إلى أننا مقبلون على العيد، ومن ذلك أيضا بهجة فرق الفنون الشعبية التي تقدم الفلكلور المحلي من عيالة وحربية ورزيف، وهو ما كان يمارس قديما في الأعياد.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©