الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مها حسن: «حي الدهشة» رواية «الولع بالرواية»

مها حسن: «حي الدهشة» رواية «الولع بالرواية»
22 ابريل 2018 00:58
إيهاب الملاح (القاهرة) عن الحب، ذكريات الطفولة، القتل بالنيّة، المشيمة العاطفية، ودور الأدب في حياتنا.. تنسج الروائية السورية مها حسن خيوط روايتها الجديدة «حي الدهشة» (الصادرة عن دار سرد للنشر) من حرير الألم؛ وتسعى ـ في روايتها الحادية عشرة ـ إلى جلب هذه الدهشة عبر الكتابة والذكريات، لتعيد رسم «حلب» وأحيائها الشعبية القديمة، وطقوس عيشها، وبساطة ناسها، وأحلامهم الصغيرة، قبل أن تأتي الحرب فتدمّر في طريقها كلَّ هذا. في هذا الحوار تتحدث الروائية المغتربة، حول النص ووضعيته في مشوارها الروائي، فتقول عما تحمله «حي الدهشة» في طواياها: «حي الدهشة» رواية تحكي عن حي حلبي قديم. حب وشجار وعنف ورغبة. صراعات الناس العادية. وأرشفة للمكان السوري قبل الحرب. تعرف: كأنني أريد أن أثبت المكان الذي لم يعد موجوداً اليوم. نهاية الرواية تأتي مع الحرب، وتنشر الأبطال في العالم؛ يعني «منافي» و«تهجيراً» و«موتاً». وثمة «نَفَسٌ» بوليسي صغير. آمل أن يكون ما ذكرته منطبقاً بصدق على الرواية. وعن صدور الرواية في هذه الأجواء المفعمة بالدم والدموع، تقول: علاقتي بكتبي، كعلاقتي بالبشر، بطيئة، حذرة، قلقة. ربما هذا الكلام هو بمثابة اعتذار لروايتي المُربكة: «عمتِ صباحاً أيتها الحرب». حين صدرت هذه الرواية، كنت خائفة منها، وكنت أخاف أن يقرأها أحد، ويرى عُريي فيها: عريي النفسي. بعد مرور أكثر من عام على صدورها، بدأت أشعر بانجذاب قوي نحوها. الآن تصدر لي «حي الدهشة»، أشعر بالقلق ذاته. حين لا يكتب أحدنا وفق وصفة رائجة، يشعر بهذا القلق من ذائقة الآخر. أعتبر نفسي كاتبة «تجريبية»، أحاول في كل كتاب لي، خلق خاصيّة مختلفة عن غيره من كتبي الأخرى، بحيث لا أكررني. ولكن هذا التجريب ذاته، يضعني في حالة قلق وخوف طويلين، حتى يمر زمن اختبار علاقة النص مع الآخر. وبسؤالها لما الخوف، إذا كانت «حي الدهشة» تمثل انتقالة مختلفة، نوعاً، عما سبقها، تجيب: خوفي له علاقة ربما بالتجريب وكسر النمطية، في «حي الدهشة» ستجد الكثير من اللعب. أظنها خطوة مختلفة، تكمل مشروعي الروائي، وأظن أن فيها تكنيكاً جديداً يساهم في جذب القارئ واللعب معه. وعن دلالة الانتقال من «باريس» إلى «حلب» تخييلياً، والانغماس في اقتناص تفاصيل الحارة الشعبية هناك، تقول: أحداث الرواية تحصل في حي شعبي في حلب. بصراحة، هناك انجذاب قوي وغامض في ذاكرتي حول علاقتي بالحارة الشعبية من خلال قراءتي الرواية المصرية، وبالتحديد مع نجيب محفوظ، عندي إحساس غامض صوب عنوان «أولاد حارتنا». دائماً كنت أحس أن هذا العنوان مرتبط بي، بخصوصية تتعلق بتفاصيل حارتي. أنا بنت الحارة التي لم أكتب عنها، حلمت دائماً بالكتابة عن أهل الحارة. أخشى أن أتورط في اختصار مبتذل للموضوع أو للحال التي أحكي لك عنها. الموضوع أبعد غوراً لديّ. وتنفي مها حسن أن يكون في روايتها استلهام ما مع نصوص محفوظ أو مع «حارته»، وتقول: «حي الدهشة» تتقاطع مع حلمي أنا عن الحي الشعبي وشخوصه، واستخدمت عناوين فرعية لروايات أحبها، هي رواية «الولع بالرواية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©