الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة في الشارقة تستحضر سالم الجمري شاعر الشجن والذكريات

ندوة في الشارقة تستحضر سالم الجمري شاعر الشجن والذكريات
30 مارس 2011 23:34
أقام مركز الشارقة للشعر الشعبي، التابع لدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، مساء أمس الأول، في قصر الثقافة، ندوة بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيل الشاعر سالم الجمري (1910ـ 1991)، وحملت عنوان “سالم الجمري.. شاعر الشجن والأنين والذكريات”. وشارك في الندوة الدكتور راشد المزروعي بورقة حملت عنوان “أثر الجمري على مسيرة الشعر الشعبي في الإمارات” وعلي المطروشي بورقة بعنوان “الشاعر سالم الجمري.. معالم السيرة والموهبة والإبداع” وذلك بحضور عبد الله العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة وعائلة الشاعر الراحل. بدأت الندوة التي قدمها الشاعر محمد البريكي المدير الفني لمركز الشارقة للشعر الشعبي بكلمة للشاعر راشد شرار مدير المركز، أشار فيها إلى أن الاحتفاء برموز الشعر هو من واجب المؤسسات فكيف هي الحال عندما يكون هذا الشاعر كبيراً وترك أثره في أجيال شعرية لاحقة من شعراء الشعر الشعبي في الإمارات. ثم تحدث الشاعر شرار عن شعرية سالم الجمري وأخلاقياته الشعرية، حيث قدّم الكثير من شعراء الشعر الشعبي للجمهور باتت رموزاً فيه. تلى ذلك عرض فيلم وثائقي عن الشاعر الجمري من إنتاج مؤسسة الشارقة للإعلام (تلفزيون الشارقة) من إعداد الشاعر رعد أمان وإخراج محمد عليوة، حيث تطرق الفيلم بدءاً من تكريم مركز الشعر الشعبي للشعراء الشعبيين الراحلين ليستضيف بعد ذلك عدداً من أبناء الشاعر الراحل وأصدقائه الذين اجمعوا على اطلاعه المعرفي الواسع وحلمه وتواضعه على الرغم من أنه كان أكثر الشعراء الشعبيين شهرة في الإمارات بل والخليج العربي أيضاً، كما أجمع البعض على أنه شاعر يستحق التكريم لأن شعره قد انطوى على عاطفة شفافة وخيال جامح. ثم كان الحديث للباحث الدكتور راشد المزروعي فأوضح أن الجمري من أوائل الشعراء الذين كرِّموا في حياتهم ومماتهم، لينتقل بعد ذلك إلى مولده عام 1910 الذي ارتبط بليلة مهاجمة الجيش البريطاني لدبي، مذكّراً الحضور بأن هذه الندوة ليست بمناسبة رحيله وحدها بل بمناسبة مرور مئة سنة على مولده أيضاً. وتطرّق الدكتور المزروعي إلى بدايات الجمري وقصيدته الشهيرة في الحنين إلى دبي التي قالها في الكويت وردود الأفعال عليها من قبل شعراء آخرين ثم انتقاله إلى الدمّام فجدّة فعودته نهائياً إلى دبي، حيث تعرف إلى عدد من المغنين الذين يغنون الشعر الشعبي، ليكتب في إثر ذلك قصائد باللهجة البدوية التي تناسب أكثر من سواها بعض الأصوات الغنائية التي كتب لها الجمري. وبعد تسجيل هذه الأغاني بدأت شهرة الشاعر تتنامى إلى أن أصبح شاعر الإمارات الأول ومن ثم على المستوى الخليجي. أما في ما يتصلّ بالتأثير المباشر للشاعر سالم الجمري على القصيدة الشعبية الحديثة الإماراتية فذكر المزروعي أنه تجلى في قدرته على تحويل الغناء من العموميات إلى ما يخصّ البيئة الإماراتية، وبحسب المعطيات الحديثة في هذه البيئة كاستخدامه لاسم الآلة الحديثة في عهد لم تكن الناس فيه تعرف تماما ما الذي تعنيه الموسيقى كاسم الآلة من مثل السيارة وسواها من الآلات الحديثة، الأمر الذي لم يكن مطروقاً سابقاً ما جعل قصائده مميزة. وكذلك أثره في تشجيع جيل لاحق من الشعراء الشعبيين ودعمه لهم عبر إتاحة الفرصة لجعل قصائدهم مغناة. كما أنه أجرى تغييراً في بنية القصيدة الشعبية حتى أصبحت سهلة الفهم على الناس عندما كانت تشيع في أوساطهم الأمية. أيضاً كان الجمري أول مَنْ ابتدع القصيدة الوطنية في اتحاد دولة الإمارات كما ألقى هذه القصائد أمام الحكّام عند إعلان الاتحاد، فضلاً عن أنه كان من أوائل الشعراء الذين أدخلوا أسماء الأمكنة الإماراتية إلى القصيدة الشعبية، فأوردها على نحو يدل على معرفته المسبقة بها. وأخيراً، بحسب الدكتور المزروعي فقد كان له دور في تسجيل الشعر الشعبي وإشاعته بين الناس، حيث تضمنت بعض هذه التسجيلات مداعبات بين الشعراء قرّبت جميعاً القصيدة الشعبية للناس وجعلتها شعبية بالفعل. أما علي المطروشي فاستهل ورقته بالإشارة إلى أن الجمري قد اشتهر في اثنتين: الشعر النبطي مقروءاً ومسموعاً والقصائد المغناة، وعلى الرغم من معرفته القراءة والكتابة على نحو مبكّر، وسعة اطلاعه، إلا أنه لم يقم بتدوين شيء من سيرته الشخصية سوى بعض الخطوط العريضة، حيث ألقى الباحث المطروشي الضوء على هذه المحطات، بدءاً من ليلة ميلاده ومعركة دبي التي قتل فيها ثلاثون جندياً بريطانياً واستشهد عشرة من أهل المدينة. أيضا تطرق إلى تعليمه والشيوخ الذين تتلمذ على أياديهم ليخرج إلى نور المعرفة وقد توهجت موهبته الشعرية، التي بزغت منذ الصبا متأثراً بأبيه وخاله الشاعرين. ونقل المطروشي حادثة مفادها بأن الجمري كان ينتقل بالعبرة وعلى متنها شاعر لم يكن الجمري يعرف مَنْ هو فأخذ الصبي يترنم بأول قصيدة كتبها فلما سمعه ذلك الشاعر سأله عن مَنْ يكون وابن مَنْ، متنبياً له بأنه سيصبح شاعراً كبيراً. ثم تعرض المطروشي إلى حياة الجمري في الكويت ثم ميناء الدمّام، فقدم معلومات تفصيلية شخصية، وأخرى تخص الشعر وأثر احتكاكه بالشعراء والمغنين السعوديين والمهن التي تنقل فيما بينها، ثم عودته نهائياً إلى دبي ممارساً نشاطه الفني والشعري، حيث تعرّف إلى عازف العود الشاب مطالع الستينات من القرن الماضي فأعطاه بعض القصائد التي جعلت من صوت الشاب يتطور في الغناء شيئاً فشيئاً، ليبلغ مجمل ما غنّى بن روضة من قصائد للجمري مئة قصيدة. أيضا تناول المطروشي مرحلة برنامج “مجالس الشعراء” الذي استمر حتى العام 1983، حيث برر الشاعر هذا التوقف لكبره في السن، لكنْ الباحث أضاف إلى ذلك موت أغلب أبناء جيله من الشعراء ما جعله يشعر بالمرارة. ليختم المطروشي بالتنويه بدور الدكتور راشد المزروعي في إعادة تحقيق وطبع قصائد سالم الجمري الذي لم يهتم طيلة حياته بتدوين قصائده. وكان الختام مع الشاعر راشد شرار الذي قرأ منتخبات للجمري.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©