تماسك النفط أمس بسبب هجوم نفذه قرويون نيجيريون على خط للأنابيب، بعد أن مُني بخسائر حادة بسبب نمو المخزونات، وتراجع الطلب في الولايات المتحدة، وبعد مبادرة دبلوماسية جديدة من واشنطن بشأن إيران·
وارتفع خام برنت في لندن أكثر من دولار للبرميل أمس، معوضاً خسائره في وقت سابق من المعاملات، بعدما قالت شركة النفط الإيطالية العملاقة ايني: إنها بصدد تعليق نحو 47 ألف برميل يومياً من إنتاجها النيجيري· وبحلول الساعة 13:51 بتوقيت جرينتش، صعد برنت 69 سنتاً إلى 136,50 دولار للبرميل بعد هبوطه في وقت سابق من الجلسة إلى 134,32 دولار·
وبلغ إجمالي خسائر النفط يومي الثلاثاء والأربعاء 6,44 دولار، لينخفض الخام الأميركي بذلك نحو 13 دولاراً عن أعلى مستوى على الإطلاق الذي بلغه الأسبوع الماضي·
وأدى هبوط النفط الذي يمثل أكبر خسائر في يومين بالنسبة المئوية منذ يناير 2007 الى ارتفاع أسعار الأسهم في وول ستريت لتسترد بعض الخسائر التي منيت بها مؤخراً وسط مخاوف بشأن متانة قطاع البنوك الأميركي·
وتراجع متوسط أسعار سلة خامات ''أوبك'' القياسية أمس الأول إلى 133,9 دولار للبرميل من 138 دولاراً يوم الثلاثاء الماضي، وتضم سلة أوبك 13 نوعاً من النفط الخام·
وأفادت مصادر صناعية أن قرويين نيجيريين فجروا أمس في وقت مبكر أنبوباً نفطياً أساسياً تديره شركة ''اجيب'' وهي فرع لشركة ''ايني'' الإيطالية في جنوب نيجيريا، وصرح مسؤول صناعي لوكالة فرانس برس، رافضاً كشف هويته: ''وقع هجوم في الصباح الباكر على أنبوب نفط اجيب في ولاية بايلسا، وإذا فهمت جيداً فإنه تم قطع التزويد بالنفط الخام''·
وأعلن مصدر آخر أن مجموعة من الشبان الغاضبين من قبيلة ايجاو فجرت الأنبوب احتجاجاً على عدم الاكتراث بتلك القبيلة، وأضاف: ''أنها مشكلة مرتبطة بالمجموعة، لكن مع الأسف بدلاً من أن يسلكوا طريق الحوار أراد الشبان أن يثاروا لأنفسهم''، ولم يتسن الاتصال باي مسؤول من اجيب او القوات المشتركة بين الجيش والشرطة المكلفة بسلامة المنشآت النفطية وموظفي الشركات النفطية لتاكيد الخبر، وأعلن قائد الجيش وييب ريمتيب: ''لم نتبلغ بعد بالهجوم''·
وكثرت أعمال العنف والتخريب والخطف خلال السنتين الماضيتين في جنوب نيجيريا الغني بالنفط، وحرمت تلك الأعمال التي تطال بالخصوص الشركات الأجنبية، البلاد من ربع إنتاجها النفطي منذ يناير ،2006 وانخفض الإنتاج الى ادنى من مليوني برميل يومياً، بعد ان كان يعادل 2,5 مليون، كما خسرت البلاد رتبتها كاول منتج للنفط في افريقيا لحساب انجولا، كما افادت منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك''·
وتبنت معظم عمليات الخطف والهجمات على المنشآت النفطية في جنوب نيجيريا حركة تحرير دلتا النيجر التي تقول إنها تكافح من اجل تقاسم أفضل للموارد النفطية النيجيرية لفائدة سكان المنطقة، في حين تقوم عصابات إجرامية أخرى ببعض الهجمات·
وانسحبت عدة شركات أجنبية، منها شركة العجلات المطاطية ميشلان الفرنسية من المنطقة، كذلك لعبت أعمال العنف دوراً في ارتفاع اسعار النفط في السوق العالمية·
وحول خسائر النفط خلال اليومين الماضيين قال ديفيد مور المحلل في كومنولث بنك اوف أستراليا: ''أسعار النفط بلغت الآن مستوى سنبدأ معه في رؤية تعديلات في الطلب''، وقال متعاملون: إن خسائر امس الأول نجمت عن ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بواقع ثلاثة ملايين برميل الأسبوع الماضي، بينما كانت السوق تتوقع انخفاض المخزونات، وارتفعت أيضاً مخزونات البنزين ونواتج التقطير·
وتشهد الولايات المتحدة تراجعاً في الطلب الاستهلاكي على الوقود مع تضرر الكثير من الأسر من ارتفاع التضخم وأزمة القطاع العقاري·
وزاد من الضغوط على الأسعار أيضاً تصريح مسؤول أميركي كبير يوم الثلاثاء الماضي بأن الولايات المتحدة تخطط لإرسال مبعوث إلى المحادثات المقررة مطلع الأسبوع القادم بين ايران والقوى الكبرى بشان برنامج طهران النووي·
ويقبل المستثمرون على شراء النفط وسائر السلع الأولية هذا العام تحوطاً من التضخم وضعف الدولار، مما دفع سعر الخام صعوداً نحو 50 في المئة ليتجاوز 147 دولاراً للبرميل في وقت سابق هذا الشهر·
عدد اليوم
