الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مقهى شرم» جديد عبدالله السعدي

18 سبتمبر 2009 03:46
صدر حديثاً عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب «مقهى شرم» للفنان عبدالله السعدي ويقع في 64 صفحة من القطع المتوسط. ومقهى شرم كما يقدمه الفنان، «يقع في قرية شرم على طريق خورفكان – دبا، بين قرية البدية وقرية الففة بإمارة الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، يرتاد المقهى الناس، الحيوانات، الحشرات، الطيور، الهواء، الروائح، القمر، النجوم، الشمس، الليل، النهار، القوارب، السيارات والأشياء، ويسكن بجواره البحر والرمل». ويعد عبدالله السعدي، فنانا ذا تركيبة فريدة في الثقافة الإماراتية، رسام، مؤدٍ فني، مسرحه الجغرافيا، كاتب، رحالة، ومن داخل ذلك هو إنثربولوجي رهيف، ويمكن إضافة باحث سيسيولوجي، وموثق أزمنة، وكل ذلك لأن العملية الفنية لديه تحتوي على نواصي هذه الأفرع فنياً وبأسلوب خاص. ويصح بذلك أن يطلق عليه وعلى أعمالهNew posthuman modernism . والسعدي كتابته تعليقاً على موضوعه الفني سرداً أو شعراً بيده.ويصر على نشرها كما هي، دون تعرضها للنقل إلى أي وسيط آخر، فهي تنتمي بالضرورة لنفس وضعية ما يرصده، ولا يجوز التخلي عن وحدة المناخ اللاقط لديه، وهذه هي في الأساس شخصية «عبدالله السعدي». ويخترع السعدي من خلال مشاريعه الفنية دائماً، هيروغليفيات تصلح لتعميمها كلغات تواصل، وهذا المنحى في أعماله يحتاج لكتابة منفصلة، إذ يهمي بمحاولة صياغة المجتمع أو العالم بإعادة إحياءه بكراً مع تاريخ مختلف، ويهتم بتسجيل الطبيعة لغرض التذكير بما كانت عليه قبل إفسادها. وفي كتابه الصادر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، يسجل لمعرضه الشخصي الرابع، الذي أقيم عام 1999 في مقهى شرم؛ للدلالة على ما سوف يؤول إليه البحر والطبيعة، من خلال ما سيؤول اليه المقهى وكائناته، التي هي كائنات الحياة أيضاً، فالمعرض أقيم كإشارة إلى هذا الحذف القصري للطبيعة طبقا لبناء المشاريع السياحية، دون أخذ الاعتبار لشكل بناء يتوافق مع الطبيعة نفسها، وبما لا يفسد القيمة الاختلافية للسياحة في المنطقة، وتشابهها مع مشاريع أخرى، أصبحت موجودة في العالم كله على نفس النمط. والميزة في معالجات السعدي هو قدرته على طرح نقده بالمشاهدة وتسجيلها، وكأن أعماله جثماناً حياً، فيكفيه تعرضه لمستويات متعددة من الطرح لينجز فكرة بإمكانها إنشاء هيئة تقصي حقائق، وبالتالي تعديل قرارات، وتعليم جماليات، هذا إذا اعتنت مؤسساتنا وظيفياً بمثل ذلك. يبقى أن الكتاب شائق في شكله الخاص جداً بالسعدي، وملاحظاته، وأشعاره المرافقة التي تنتمي بشكل ما إلى المدرسة «الصورية» شعرياً، كما أن رسوماته الخطية المصاحبة، وصوره الفوتوغرافية، وتداخل حياته زمناً في هذا العمل تشكل متعة جلوس شخصية معه. يشار إلى أنه صدر للسعدي من قبل عملين – كتابين وعلى نفس نمط «مقهى شرم»؛ عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، الأول بعنوان «سبيخة»، والثاني جزءان: الدائرة والخط، ورسائل إلى أمي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©