عقيل الحلالي (صنعاء) - نجت أجنبية تعمل في منظمة إغاثة دولية في اليمن أمس الثلاثاء من محاولة اغتيال تعرضت لها في صنعاء، وذلك غداة محاولتي اغتيال استهدفتا مسؤولا حكوميا وشيخا قبليا في العاصمة التي تحتضن مؤتمراً عاماً للحوار بين فصائل رئيسية متصارعة منذ أكثر من عامين.وقالت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، جيسيكا باري، لـ”الاتحاد” إن موظفة أجنبية في مكتب المنظمة في صنعاء تعرضت الثلاثاء لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين وسط العاصمة.ورفضت الإفصاح عن اسم الموظفة “حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق”، لكنها أشارت إلى أن حالتها “مستقرة”.
وردا على سؤال ما إذا كان الهجوم “عرضيا” أو “مخططا”، قالت باري :”ما زلنا نجري تحقيقات بشأن ذلك. تواصلنا مع الجهات الأمنية والجهات التي يمكن أن تساعد في هذا الجانب ونحن بانتظار نتائج التحقيقات”.
وعلمت ”الاتحاد” من مصادر أخرى في مكتب “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” باليمن أن موظفة الإغاثة المستهدفة روسية الجنسية، وأنها أصيبت بطلق ناري في رأسها عندما كانت برفقة زوجها على متن سيارة مملوكة للجنة الدولية في شارع بغداد وسط صنعاء.ولم يصدر حتى مساء الثلاثاء بيان رسمي من السلطات اليمنية بشأن الحادثة، إلا أن مسؤولا أمنيا ذكر لـ(رويترز) أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على موظفة إغاثة غربية في صنعاء ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة.
وتعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن منذ عام 1962، وتعد عملياتها في هذا البلد المضطرب منذ سنوات من أكبر عملياتها على الصعيد العالمي، إذ يعمل نحو 250 موظفاً، بينهم 50 أجنبياً، في بعثاتها الرئيسية والفرعية هناك. وسبق أن قُتل أحد موظفيها المحليين إبان الصراع المسلح بين القوات الحكومية ومقاتلي تنظيم القاعدة في محافظة أبين جنوبي اليمن العام الماضي. كما تعرض فرنسي يعمل في الصليب الأحمر باليمن للاحتجاز عدة شهور في 2012 بعد أن اختطفه مسلحون قبليون في شمال غربي البلاد.ويعد الهجوم على موظفة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الرابع في العاصمة صنعاء، منذ السبت الماضي، بالرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها المدينة منذ انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 مارس الجاري.
وكان انفجار سببه عبوة ناسفة استهدف، ليل الاثنين الثلاثاء، سيارة زعيم قبلي في محافظة صعدة (شمال) أثناء وقوفها بالقرب من قاعدة عسكرية هامة شمالي صنعاء. وألحق الانفجار أضرارا مادية كبيرة بالسيارة، وهي من نوع هايلوكس، دون أن يُخلف إصابات بشرية، حسبما ذكرت وسائل إعلام يمنية متعددة.وأمس الثلاثاء، أُصيب مسؤول محلي جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت بسيارته في بلدة “الشحر” بمحافظة حضرموت (جنوب)، حسبما أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في رسالة نصية عبر الجوال. ويعول اليمنيون كثيرا على مؤتمر الحوار الوطني،
ومن المقرر أن ينهي أعضاء مؤتمر الحوار الوطني الأسبوع القادم أعمال جلستهم العامة الأولى الأسبوع المقبل، بعد تشكيل فرق العمل التسع التي ستبحث 13 قضية على مدى شهرين.وطالب نائب رئيس هيئة رئاسة مؤتمر الحوار، ياسين سعيد نعمان، أمس الثلاثاء، بضرورة صدور بيان “يحدد جملة من القضايا” التي تم طرحها من قبل الأعضاء خلال الجلسة العامة الأولى، من أجل إحالتها إلى فرق العمل.ووضعت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني معايير مشددة لانضمام أي عضو إلى فرق العمل التسع، بعد أن لوحظ تخلف كثير من الأعضاء عن حضور جلسات الجلسة العامة الأولى.ودعت هيئة الرئاسة، التي تهمين عليها الأحزاب الرئيسية في البلاد، كافة الأعضاء إلى ترتيب أوضاعهم في مقار أعمالهم بما يسمح بوجودهم الدائم في فرق العمل المنبثقة عن مؤتمر الحوار، موضحة أن 80 % من أعضاء المؤتمر حددوا خياراتهم بشأن الانضمام لفرق العمل التسع، التي من المتوقع الإعلان عنها بداية الأسبوع المقبل.
وحظي مؤتمر الحوار الوطني في اليمن بترحيب وإشادة عدد من القيادات العربية والإسلامية خلال افتتاح القمة العربية الرابعة والعشرين في الدوحة أمس الثلاثاء، حيث جدد الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، ترحيب الجامعة بانطلاق الحوار اليمني “الذي نتطلع ان يحقق مبتغاه في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية”. كما أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان بانتهاج اليمنيين الحوار وسيلة حضارية مثلى لمعالجة قضاياهم وترجمة تطلعاتهم لصنع المستقبل المنشود.وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان اوغلو، إن “قادة الأمة الإسلامية قد أعلنوا في قمتهم الأخيرة في القاهرة عن ترحيبهم بدعوة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ببدء مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
عدد اليوم
