الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حقائق كاتانيتش

30 مارس 2011 23:23
وقفت كثيراً عند الذي قاله ستريشكو كاتانيتش مدرب منتخب الإمارات بالمختصر المفيد لتفسير حالة العجز التي يظهرها الأبيض عند منافسته قارياً، فقد أحال الرجل نفسه على الصورة الفنية التي قدم بها الأبيض نفسه في كأس الخليج باليمن أولاً وفي كأس آسيا بقطر ثانياً وخرج بخلاصات واستنتاجات في صورة كشف فني صريح لعجز كروي أتصور أنني قرأت هنا وهناك عن مقاربات كثيرة لحقيقته، لدواعيه وأيضاً لعلاجاته، إلا أنني بمنتهى الأمانة ألمس في مقاربة كاتانيتش عمقاً مهماً أختلف عليه، فإنه من الممكن أن يكون بداية حقيقة لنقاش يتصل بالواقع اتصالاً موضوعياً. وقال كاتانيتش إن اللاعب الإماراتي ليس بالجاهزية البدنية ولا حتى بالتركيز الذهني الضروريين لربح الرهانات الكروية القارية، واستدل على ذلك بالأريحية التي يكون عليها الأداء الفردي والجماعي في أول مباراتين نتيجة لوجود حافز معنوي ولوجود مخزون بدني وما يصبح عليه هذا الأداء من ضعف مستفز وقاتل في المباراة الثالثة، عندما ينفذ المخزون البدني وبتلاشي الحافز. ولأن المنتخب الوطني هو مرآة عاكسة لما يقع داخل الأندية ومحصلة لعملها، فإن كاتانيتش اتهم الأندية بالتقصير في تحضيرها للاعبين بدنياً وذهنياً، بالقطع لم يرم كاتانيتش بالأحكام جزافاً لأنه اطمأن لتقريره عن الحالة باللجوء لاختبارات عينية ميدانية لا تبقي مجالاً للشك وحتى للنقاش، ولم يبحث عن شماعة ليعلق عليها إخفاقه خليجياً وآسيوياً، فكثير مما قاله يصدق على أكثر الأندية وليس على جلها، وإذا ما سلمنا بوجود أندية إماراتية لها الهيكل الضروري الذي يقوم عليه أي ناد احترافي، ولها قاعدة بنيوية للعمل في العمق، وسلمنا أيضاً بوجود فرق لكل الفئات السنية تتبارى في إطار بطولات منظمة وأقررنا بوجود مدارس لكرة القدم تلقن مبادئ اللعبة لليافعين، فهل نسلم بوجود عمل فني بدني وذهني وتكتيكي بالحجم الذي يطابق اللاعبين مع متطلبات المنافسة في المستوى العالي. هل هناك ما يقول بوجود صرامة في التقيد بأحكام ومقتضيات ومستلزمات التأهيل البدني بمنظوره الحديث، وكلنا يعلم ما تحتاجه كرة القدم الحديثة بتشعب تكتيكاتها من مخزون بدني يصاحبه تركيز ذهني من المستوى العالي. ما هي الدرجة التي بلغتها الاحترافية في توجيه اللاعبين ذهنياً لملاءمتهم مع رياضة باتت لهم مصدر عيش وأساس وجود ورهانا مستقبليا؟ في مناسبات كثيرة وأنا أزور الإمارات حرصت على حضور تدريبات وحرصت أكثر على مجالسة أطر فنية تعمل داخل الأندية ووقفت على متناقض غريب، فهناك إرادة فعلية للارتقاء بكرة القدم، للوصول بها إلى درجة متقدمة من الاحترافية التي تؤهل للمنافسة قارياً ومن ثم عالمياً، وهذه الإرادة معبر عنها بما يرصد من أموال لإنجاز ملاعب من طراز نادر عالمياً وأيضاً لدعم الأندية بشكل يضمن لها العمل كما لو كانت مؤسسة، وفي مقابل كل هذه الإرادات القوية يوجد نوع من التساهل الغريب في تأهيل اللاعبين ذهنياً وبدنياً ومن ثم تكتيكياً، التساهل الذي يصل حد الانهزامية التي تفضي إلى التنازل عن بعض أو كل القواعد الاحترافية. وعندما تغيب الصرامة في تنفيذ لوائح التعاقد الاحترافي، وعندما تنعدم المراقبة ولا يحمل اللاعبون أي مسؤولية لا في تغذيتهم ولا في نظام حياتهم ولا حتى في انتظامهم داخل المنظومة الفنية، لا يكون ممكناً أن نحصل على لاعب جاهز بدنيا وذهنياً. كل ما نحصل عليه لاعب في درجة تحت الصفر من الاحترافية، غير مؤهل ذهنياً وبدنياً للمنافسة على القمم القارية والعالمية، ولا يصبح معها كلام كاتانيتش، كلاما يرمى على عواهنه. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©