المطابخ الشعبية في الشارقة تشهد زيادة في الإقبال خلال رمضان

تشهد المطابخ الشعبية في مدينة الشارقة إقبالاً خلال شهر رمضان المبارك مع ازدياد إقبال الصائمين على الأكلات الشعبية التي لاتزال تتربع على عرش مائدة الإفطار، في حين طالب أصحاب هذه المطاعم بإلغاء قرار نقلها من المدينة إلى المنطقة الصناعية بسبب ما يكبدهم من خسائر. وفي حين طالب أصحاب هذه المطابخ بالتخفيف من التشدد خلال الحملات التفتيشية، أكد عدد من الزبائن تمسكهم بتناول الأكلات الشعبية على الموائد الرمضانية. وكانت هذه المطابخ عانت في السنتين الماضيتين من قرار البلدية في يونيو 2007 والقاضي بنقلها من المدينة إلى المناطق الصناعية قبل أن يتم تجميده جراء الطلبات المتكررة من أصحاب تلك المطابخ، حيث اكتفت البلدية بتنظيم حملات تفتيشية للوقوف على مدى التزام تلك المطابخ بالشروط الصحية والتزام معايير الأمن والسلامة والنظافة. وأجمع عدد من أصحاب المطابخ التي وصل عددها إلى 35 مطبخاً، وفقاً لبيانات بلدية الشارقة على ضرورة إلغاء القرار برمته بدلاً من الاكتفاء بتجميده، وبالتالي إغلاق ملف المطابخ الذي أرقهم على مدى السنتين الماضيتين، لافتين إلى أن اشتراطات الأمن والسلامة والنظافة كبدتهم مبالغ طائلة ولا يجوز عقب كل هذه الخسارات أن يتم نقل هذه المطابخ. وأكد هؤلاء، ومعظمهم ينتمي إلى الجنسية الباكستانية باستثناء عدد من الإماراتيين المعنيين بالحفاظ على المأكولات التراثية، أن المطبخ الشعبي مكانه الحقيقي بين الناس، مطالبين بضرورة مراعاة ظروف شهر رمضان المبارك والتخفيف من الضغوطات الكبيرة عليهم. واعتبروا أنه من غير المقبول أن يتحول هامش الربح الذي يحصلون عليه إلى «خزينة البلدية» على شكل غرامات ومخالفات. وفي هذا السياق، أكد صلاح الحلو مدير مطعم «الليلة السعيدة» في مدينة الشارقة أن إقبال الناس خلال رمضان منقطع النظير على جميع الأكلات الشعبية خاصة الهريس، مشيراً إلى أن أسعار الوجبات منطقية. من جهته، شدد صاحب مطبخ «الليلة السعيدة» طالب حسن طالب على أهمية هذا القطاع في الحفاظ على المأكولات الإماراتية الشعبية من الضياع، مطالباً بتخفيف المضايقات من البلدية التي تقوم بصورة شبه يومية بتنظيم حملات تفتيشية مفاجئة على المطابخ. وأضاف طالب أن «المطبخ ليس فندقا خمس نجوم وبحكم أنه مطبخ فقد يتعرض لبعض الفوضى التي ما تلبث أن تزول مع انتهاء يوم العمل غير أن رجال التفتيش ينظرون إلى هذه التفاصيل الصغيرة على أنها مخالفات». وقال صاحب مطبخ، فضل عدم الكشف عن هويته، إن شهر رمضان حرك المياه الراكدة، حيث بدأت المطابخ الشعبية تستعيد عافيتها من دون خوف، إذ إن إقبال الناس يتضاعف خلال شهر رمضان مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في حجم المبيعات بعكس الأيام العادية، لكنه لفت إلى أن مفتشي البلدية يلاحقون هذا الرزق بتحرير المخالفات، بالإضافة إلى رجال المرور الذين يمنعون المركبات من الاصطفاف لشراء الوجبات قبل الإفطار، وهي ساعة الذروة. من جانبهم، أكد عدد من المشترين عدم استغنائهم عن المأكولات الشعبية التي تشكل جزءاً ضرورياً من مائدة الإفطار، بالإضافة إلى الولائم والعزائم التي تحلو في الشهر الفضيل. وقال علي المرزوقي إنه «قبل الإفطار بساعة أشتري يومياً قدر هريس لتقوم جدتي بتوزيعه على أهالي الفريج، كما أننا نشتري (سدر كبير من البرياني) أو المكبوس وغيرها من المأكولات التي تعودنا عليها منذ طفولتنا». ورأى حمد الحمادي أن المطبخ الشعبي جزء لا يتجزأ من تاريخ الدولة، مضيفاً أنه «لا استغناء عن طبق الهريس أبداً». وأضاف عبدالله آل علي أنه يجب التفكير بعدم نقل المطابخ الشعبية بعيداً عن الأحياء؛ لأنها الشيء الوحيد المتبقي من المضامين الشعبية، مشيراً إلى أنه يقوم بشراء وجبات يومياً من المطبخ الشعبي ويوزعها على بعض المعوزين. أكد عاطف عبد الله الزرعوني مدير إدارة الصحة العامة ببلدية الشارقة في تصريح سابق لـ«الاتحاد» أن البلدية ركزت خلال حملاتها على المطاعم ومحال تجهيز المأكولات. وأضح الزرعوني أن تلك الحملات أسفرت عن مخالفة نحو 5% من مجموع المؤسسات الغذائية العاملة بمدينة الشارقة البالغ عددها حوالي 7000 مؤسسة غذائية جراء عدم الاهتمام بالنظافة العامة للموقع أو النظافة الشخصية للعاملين، فضلاً عن عدم الاهتمام بمراعاة الممارسات الصحية السليمة في التعامل مع المواد الغذائية سواء المعروضة أو أثناء عملية الإعداد أو أثناء نقل المواد الغذائية. ولفت إلى أن إدارة الصحة العامة عمدت إلى تعيين عدد من مفتشي الأغذية لإكمال المنظومة الخاصة بعملية التفتيش، موضحاً أن المعايير الرقابية تسعى إلى تحقيق غذاء آمن وصحي للمستهلك عن طريق المتابعة الدورية والمفاجئة للمواقع العاملة في الأنشطة الغذائية للوقوف على مدى مطابقتها للاشتراطات الصحية.