الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فقراء وأغنياء.. ما الفرق؟

24 مايو 2010 20:52
بين حياة الفقراء في مختلف أنحاء العالم، وبين حياة الغنى التي يعيشها بعض آخر من سكان هذا الكوكب، الكثير من المفارقات، ومثلما أن لحياة الفقراء سلبياتها الكثيرة، هناك إيجابيات لا يتمتع بها الأغنياء، ومثلما أن هناك الكثير من الأمور الجميلة في حياة كل منهم، هناك مشاكل وسلبيات تؤرق حياتهم بشكل دائم. الفقراء، يحتاجون للمال، فهم لا يملكون القدرة على السكن في قصور فخمة، ولا يستطيعون دخول المطاعم الفاخرة أو ارتداء الملابس ذات الماركات العالمية الشهيرة، لا يمكنهم السفر لأهم وأرقى مستشفيات العالم لإجراء الفحوص الطبية الدورية، وقد لا يحصلون على فرص جيدة لتعليم أبنائهم، والكثير منهم لا يعرف شيئا عن الإجراءات والمعاملات في البنوك، فهم لا يملكون الملايين من الأموال التي تودع في الحسابات. أما الأغنياء فيملكون كل ذلك، لكن الكثير منهم لا يجد المتعة واللذة في القصور والمساكن الفخمة التي اعتادوا العيش فيها، أبناؤهم في واد والكثير منهم في واد آخر، فمشاغل الحياة والعمل تأخذ لحظات أعمارهم، لا يشعرون بطعم الأكل في المطاعم الفاخرة، الشرقية منها والغربية، فهي متوافرة في كل يوم، والأسوأ من كل ذلك، أن تلك الأطعمة تسبب لهم انتفاخا في البطون وارتخاء في عضلات الجسد، حركتهم قليلة، فكل الخدمات متوافرة بنظام «الريموت كونترول». ومع تلك الفروق، يشترك الأغنياء والفقراء في شيء مهم، فكل منهم بحاجة للآخر، الغني بحاجة دائماً إلى وجود الفقير، فحين يدير المصانع والشركات، يكون محتاجاً لمن يعمل بها، ومن ينقل البضائع منها وإليها، ومن يبيعها في الأسواق، وكذلك الأمر بالنسبة للفقير، فهو بحاجة للغني أيضا، فهو الذي يملك الشركة أو المصنع الذي يعمل به، وهو من يدفع له الراتب الذي ينفقه على نفسه وأهل بيته. قد يكون معنى ذلك أنه ليس ثمة فروق حقيقية بين الأغنياء والفقراء، وأن ما تراه الأعين هو مجرد سراب زائل، أو واقع غير دائم، فرغم أن لكل منهم طريقته المختلفة في العيش، لكن كلا منهم يملك ما لا يملكه الآخر، والأهم هو أن البداية والنهاية دائما ما تكون متشابهة، فبداية الإنسان لا تكون سوى بإبصار نور الدنيا، أما النهاية فستكون عودةً إلى التراب. hussain.alhamadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©