لقد حققت «قمة القدس»، التي عقدت مؤخراً في الظهران بالمملكة العربية السعودية، نجاحاً كبيراً، وأثبتت أن الدول العربية مصممة الآن، بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، على الدفاع عن الحق الفلسطيني حتى قيام دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وتحقيق السلام الكامل والشامل في المنطقة بناءً على المبادرات العربية وقرارات الشرعية الدولية. كما أثبتت هذه القمة أيضاً أن الدول العربية الداعية لمحاربة الإرهاب، السعودية والإمارات ومصر والبحرين، لن تترك بعد اليوم أي طرف إقليمي غير عربي يتدخل في شؤون دولنا وشعوبنا العربية. وكل هذا يحقق تطلعات شعوب المنطقة إلى رؤية نظام إقليمي عربي جديد وقوي وقادر على وقف الاعتداءات الصهيونية على المنطقة، وكف التدخلات الإيرانية والتركية في الشؤون العربية.
كما كانت «قمة القدس» ناجحة أيضاً بمعايير ما أنجزته فيما يتعلق بترسيخ روح جديدة من الأمل والعمل المشترك في المنطقة العربية، وتوسيع آفاق التعاون المثمر وتنويع الشراكات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين الدول العربية، وبينها وبين العالم الخارجي. ولاشك أن هذا المجال بالذات يحتاج إلى جهد عربي كبير، لأن نسبة المبادلات التجارية بين معظم الدول العربية تبقى دون الطموحات بكثير. كما أن اتفاقات التجارة العربية المشتركة ما زالت هي أيضاً في حاجة إلى مزيد من التفعيل، لأنها تعتبر ضرورة اقتصادية وتنموية لا تحتمل التأجيل.
ولاشك أن الوطن العربي يستطيع تحقيق فائض تنموي من خلال التعاون الاقتصادي، وذلك لأن دولنا تمتلك الكثير من الموارد الاقتصادية والثروات الطبيعية هذا فضلاً عن الكفاءات البشرية المتميزة، وفوق هذا ذاك الموقع الاستراتيجي في نقطة التقاء قارات العالم القديم الثلاث. ولذا فلو تمكنت المنطقة العربية من تجاوز أحوال عدم الاستقرار الإقليمي، وحل الصراعات والنزاعات التي تعصف ببعض دولها، فسيكون العرب على موعد مع غد آخر مشرق، وعهد جديد متألق، وهذه هي البشائر والأخبار السارة التي أتت بها «قمة القدس» الأخيرة في الظهران.
خالد إبراهيم- الكويت
عدد اليوم
